شهدت محافظة إدلب ومحيطها في شمال غرب سوريا هدوءاً على جبهات القتال، وتوقفاً للغارات، منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، عند منتصف ليل الخميس الجمعة 2 أغسطس/آب 2019.
وأعلن نظام بشار الأسد، أمس الخميس، تزامناً مع انعقاد جولة جديدة من محادثات آستانا، موافقته على هدنة في شمال غرب سوريا، شرط تطبيق الاتفاق الروسي التركي، القاضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح، تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام، والفصائل المعارضة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إن هنالك "هدوءاً حذراً في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، بعد غياب الطائرات الحربية السورية والروسية عن الأجواء منذ قبيل منتصف الليل (21,00 بتوقيت غرينتش) وتوقف الاشتباكات والقصف البري على جميع المحاور خلال الساعات الفائتة" .
اتفاق سوتشي
وتخضع إدلب ومحيطها لاتفاق روسي- تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في سبتمبر/أيلول 2018، وينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل.
كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة لأسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية، لكنّ هذا الاتفاق لم يُستكمل تنفيذه.
وسجلت مراصد الطيران في إدلب آخر قصف جوي لقوات النظام ببراميل متفجرة على جنوب مدينة خان شيخون قبل دقيقتين من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وفقاً للوكالة الفرنسية.
وتنبّه خدمة المراصد السكان من أي طائرة حربية تتجه نحوهم، وتعتمد على مراقبين ميدانيين وأجهزة استشعار لرصد انطلاق الطائرات الحربية السورية والروسية.
وما أن يتم رصد طائرة ما، حتى تُطلق المراصد صفارات إنذار في المنطقة المعنية كما يرسل رسائل تحذيرية عبر تطبيقات مختلفة على الهواتف الخلوية.
قصف منذ أشهر
وتعرضت محافظة إدلب ومناطق مجاورة، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية منذ نهاية أبريل/نيسان، لا يستثني المستشفيات والمدارس والأسواق، وترافق مع معارك عنيفة تركزت في ريف حماة الشمالي.
وتمثل المنطقة التي تضم محافظة إدلب وأجزاء من حماة، آخر معقل كبير للمعارضة ضد الأسد، الذي لم يحقق وحليفته روسيا نجاحاً كبيراً في العملية العسكرية التي يقودانها.
وفي تصريحات علنية نادرة تعهد مدير الإدارة السياسية في نظام الأسد، اللواء حسن حسن، بالسيطرة على إدلب، "إذا لم تتوصل روسيا حليفة الأسد إلى اتفاق دبلوماسي مع تركيا الداعمة للمعارضة".
وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت الأسبوع الماضي أن القتال في شمال غرب سوريا منذ أواخر أبريل/نيسان الماضي، أودى بحياة أكثر من 400 مدني، وأجبر أكثر من 440 ألفاَ على الفرار صوب الحدود التركية.