كشف مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأربعاء 31 يوليو/تموز 2019، عن مشاورات مقبلة مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حول نشر قوة حماية في الخليج.
وقال المسؤول ـرفض ذكر اسمهـ لقناة "الحرة" الأمريكية (رسمية)، إنَّ المشاورات "تهدف لمعرفة مدى استعداد القوات البحرية التابعة لدول الناتو لتفعيل الوجود العسكري في مياه الخليج".
نشر قوات حلف الناتو لحماية الملاحة البحرية
وأضاف أنَّ الهدف من تلك القوة هو "حماية الملاحة البحرية في المياه الدولية" .
كما شدَّد على أن رغبة واشنطن الوحيدة في هذا الشأن هي "رفع جاهزية قوة الردع"، لافتاً إلى احتمالية "تعزيز وجود القوات العسكرية في بعض دول الخليج".
وفي هذا الشأن، أشار المسؤول الأمريكي إلى عمل واشنطن حالياً على تفعيل قدرات قاعدة "الأمير سلطان" الجوية، وسط المملكة العربية السعودية.
وجاءت تلك التصريحات بعد ساعات من انتهاء اجتماعات أمنية وعسكرية موسَّعة في المقر العام للقيادة الوسطى الأمريكية "سنتكوم" بولاية فلوريدا.
وشارك في الاجتماعات وزير الدفاع، مارك إسبر، ورئيس هيئة أركان القوات المشتركة، الجنرال جو دنفورد، وقائدا قيادة سنتكوم الجنرال كينيث ماكينزي، والعمليات الخاصة الجنرال ريتشارد كلارك.
بينما ألمانيا مترددة في الاستجابة للدعوة الأمريكية
قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية، الأربعاء، إن برلين لم تعرض الانضمام إلى مهمة بحرية تقودها الولايات المتحدة في مضيق هرمز، إذ ترغب في تهدئة التوتر مع إيران، في حين أشارت وزيرة الدفاع إلى عدم اتخاذ قرار بعد بشأن هذه المسألة.
وذكرت السفارة الأمريكية في برلين، أمس الثلاثاء، أنَّ الولايات المتحدة طلبت رسمياً من ألمانيا الانضمام إلى فرنسا وبريطانيا، في مهمة لتأمين المضيق، الذي يمر منه نحو خمس إنتاج النفط العالمي.
وقالت أولريكه ديمر، المتحدثة باسم الحكومة الألمانية في مؤتمر صحفي في برلين، بعد اجتماع للحكومة "الحكومة متحفظة حيال المقترح الأمريكي الملموس، ولذلك لم تقدم عرضاً".
وتدهورت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب واشنطن، العام الماضي، من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، وعودتها لفرض عقوبات على طهران. وتحاول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الحفاظ على الاتفاق.
وقالت ديمر "من المهم بالنسبة لنا السير في طريق الدبلوماسية… والسعي لمحادثات مع إيران، منعاً للتصعيد والعمل نحو استمرار الاتفاق النووي.. المشاركة في مهمة بقيادة الولايات المتحدة قد تجعل هذا الأمر صعباً".
في انتظار قرار مشترك مع الدول الأوروبية
وفي بروكسل، أشارت وزيرة الدفاع الألمانية الجديدة أنيجريت كرامب كارينباور، إلى عدم اتخاذ قرار نهائي حتى الآن.
وقالت للصحفيين قبل اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج "لدينا الآن أول طلب عام من الولايات المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين، من أجل مهمة محتملة".
وأضافت "ندرس هذه الطلبات بتعاون وثيق مع بريطانيا وفرنسا، ونفعل هذا من منطلق أهدافنا السياسية والدبلوماسية، ومن خلال هذا التقييم الشامل سيتم اتخاذ قرار مناسب".
وكان نائب المستشارة الألمانية ووزير المالية أولاف شولتس قال في وقت سابق إن من المهم تفادي التصعيد العسكري في منطقة الخليج، وإن أي مهمة تقودها الولايات المتحدة تنطوي على مخاطرة الانزلاق إلى صراع أكبر.
وأضاف شولتس، الذي ترأس اجتماع الحكومة اليوم، نظراً لأن المستشارة أنجيلا ميركل في عطلة "أنا متشكك جداً في هذا، وأعتقد أن هذا التشكك يشاركني فيه كثيرون".