تصدرت أخبار بدء جلسات النزاع القضائي في المحكمة العليا ببريطانيا بين الأميرة هيا بنت الحسين وزوجها الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي المواقع والصحف ونشرات الأخبار اليوم، ونسجت مئات القصص حول الموضوع منذ هروب الأميرة من زوجها الشهر الماضي، ومن الصعب جداً معرفة ما هو حقيقي مما هو شائعات، فما هي القصة وراء النزاع الملكي العربي؟
كيف بدأت القصة؟
هروب الأميرة هيا مرتبط بشكل مباشر بحالة هروب أخرى كانت بطلتها الشيخة لطيفة إحدى بنات الشيخ محمد بن راشد العام الماضي ثم إعادتها من على يخت في الهند من جانب قوات الأمن الإماراتية.
الشيخة لطيفة التي تبلغ من العمر 33 عاماً نشرت فيديو في مارس/آذار الماضي تحدثت فيه عن تعرضها للتعذيب وسوء المعاملة من جانب والدها الشيخ محمد، وصدر بيان رسمي إماراتي اتهم بعض الأشخاص باختطاف لطيفة.
ما هي علاقة الأميرة هيا بالأمر؟
في ديسمبر/كانون الأول الماضي، توجهت ماري روبنسون رئيسة المفوضية الأممية لحقوق الإنسان إلى دبي، بناء على دعوة من الأميرة هيا، ونشر الديوان الملكي في دبي صوراً لهيا وروبسون بصحبة لطيفة، وكان ذلك الظهور الأول في صورة للطيفة بعد أن أعادتها قوات الأمن الإماراتي.
ودافعت الأميرة هيا بشدة عن سمعة زوجها وقالت إن الشيخة لطيفة "كانت في حالة ضعف وتعرضت للاستغلال" من جانب بعض الأشخاص وأنها عادت إلى دبي وأصبحت في أمان.
ولكن بحسب مصادر مقربة من الأميرة هيا، اكتشفت حقائق مزعجة بشأن حقيقة هروب وإعادة الشيخة لطيفة، فقامت باصطحاب ولديها الجليلة 11 عاماً وزايد 7 سنوات وتوجهت إلى ألمانيا في سرية، ثم ظهرت بعدها في بيتها في لندن.
هل حاول زوجها إعادتها؟
بحسب صحيفة الغارديان، تم تقديم "طلبات للمملكة المتحدة عبر قنوات خاصة في دبي، بهدف إعادة الأميرة هيا، التي كانت تشعر بالقلق على سلامتها الشخصية في بريطانيا. لكن وزارة الخارجية اعتبرت أن الأمر هو خلاف شخصي".
الصحيفة أيضاً نقلت عن متحدث باسم السفارة الإماراتية في لندن قوله "لا تنوي حكومة الإمارات العربية المتحدة التعليق على مزاعم حول حياة الأفراد الخاصة. أما إذا كانت قد أثارت مثل هذه القضية مع نظرائها الألمان أو البريطانيين، فالجواب هو لا". وتابع موقع الصحيفة، لقد "رفض محامو الشيخ محمد التعليق على القضية".
هل القضية تتعلق بالطلاق؟
شهد اليوم الثلاثاء 30 يوليو/تموز أولى جلسات النزاع القضائي بين الأميرة وزوجها، والقضية لا تتعلق بالطلاق بل تخص حضانة الجليلة وزايد، وذلك بحسب الطلبات التي قدمتها الأميرة للمحكمة.
حيث أظهرت وثائق قضائية أنها طلبت من المحكمة إصدار أمرين "بعدم التعرض" و"بالحماية من الزواج القسري"، إضافة لطلب آخر بحضانة أبنائها، وذلك بحسب رويترز.
طلب عدم التعرض واضح في ظل التقارير حول خوف الأميرة على حياتها، وطلب حضانة الجليلة وزايد أيضاً مفهوم وواضح في هذه الحالة، وهو أصلاً لب النزاع القضائي بينهما، بحسب بيان مشترك عن محاميهما أوضحا فيه أن النزاع لا يشمل الطلاق ولا الأموال، لكنه يتعلق بحضانة الأبناء ورفاهيتهما.
من المطلوب حمايته من الزواج القسري؟
تساءلت الصحف البريطانية عن من يمكن أن يكون المقصود من "طلب الحماية من الزواج القسري" الذي تقدمت به الأميرة هيا للمحكمة العليا في بريطانيا، لكن الأمر واضح ولا يحتاج الكثير من التخمين حيث أن الشيخة الجليلة ابنة هيا ومحمد بن راشد ستتم عامها الثاني عشر ديسمبر/كانون الأول المقبل، ولا يوجد لديهما ابنة أخرى قد تتعرض للزواج القسري، كما أنه ليس من حق هيا قانونياً أن تطلب الحماية من الزواج القسري لإحدى بنات زوجها من زوجاته الخمس الأخريات.
من هما المحاميان؟
تتولى فيونا شاكيلتون قيادة الفريق القانوني للأميرة هيا، وشاكيلتون هي التي كانت تمثل الأمير تشارلز في قضية طلاقه من الأميرة الراحلة دايانا، وهو ما يضفي بعداً إعلامياً على القضية ويعيد تشارلز للأضواء بقوة، وهذا تحديداً ما حدث اليوم مع انطلاق جلسات القضية التي يتولاها رئيس المحكمة العليا في بريطانيا.
أما الشيخ محمد بن راشد فتمثله محامية أخرى لا تقل شهرة عن محامية زوجته وهي الليدي هيلين وارد التي مثلت المخرج جاي ريتشي في طلاقه من المغنية الشهيرة مادونا، مما يضفي بعداً إعلامياً آخر للقضية التي لا تنقصها من الأساس أسباب الشهرة والإثارة.