قُتل 17 شخصاً على الأقل، فجر اليوم الثلاثاء، 30 يوليو/تموز 2019، إثر تحطّم طائرة عسكرية صغيرة في حيّ سكني في روالبندي، المدينة الواقعة قرب إسلام أباد.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث باسم فرق الإسعاف، فاروق بوت، قوله: "تسلمنا جثث 17 شخصاً، هم 12 مدنياً وأفراد الطاقم الخمسة" .
ووقع الحادث ليلاً في واحدة من ضواحي روالبندي التي تضم مقر قيادة الجيش الباكستاني الذي يتمتع بنفوذ كبير، وعلى إثر ذلك، فرض عناصر من الجيش الباكستاني طوقاً أمنياً حول مكان سقوط الطائرة التي بدا واضحاً على حطامها المشتعل والمتفحّم شعار الجيش، بينما توجهت سيارات الإسعاف إلى الموقع.
وقال الجيش، في بيان، إنها طائرة تدريب كانت "في مهمة تأهيل روتينية" عندما وقع الحادث، مؤكداً أن طاقمها مؤلف من خمسة أفراد بينهم طياران. ونُقل الجرحى إلى مستشفيات وتم إخماد الحريق.
وأشار بيان الجيش إلى أن بعض المنازل تضررت جراء سقوط الطائرة التي التهمتها النيران فور سقوطها على الأرض، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول.
وقالت وكالة رويترز، نقلاً عن ضابط في الجيش في مسرح الحادث، قوله إن الطائرة اصطدمت بجانب المبنى، وإن والهيكل الذي اصطدمت به انهار تماماً.
وشوهدت قطع من حطام الطائرة على سطح مبنى قريب، في وقت واصل فيه رجال الإنقاذ تمشيط الموقع وجمع قطع حطام الطائرة ومراقبة المكان الذي تجمع فيه حشد من سكان الحي بعضهم كانوا يبكون.
وأحد هؤلاء رجل مسن بلحية بيضاء يدعى كالا خان، وكان يصرخ: "ابني.. ابني"، بينما كان عدد من سكان المنطقة يحاولون مواساته بعد فقدان ابنه في الحادث.
"دوي انفجار قوي"
وقال محمد صديقي، وهو قروي خمسيني يقيم في المنطقة: "كنت نائماً واستيقظت على دوي انفجار قوي" . وأضاف في تصريح للوكالة الفرنسية: "خرجت من المنزل، وشاهدت ألسنة اللهب ترتفع. هرعنا إلى المكان ووجدنا الناس يصرخون" .
وأضاف: "حاولنا مساعدتهم، لكن ألسنة اللهب كانت كبيرة جداً وكثيفة جداً، لذلك لم نتمكن من فعل أي شيء"، مشيراً إلى أنه "بين القتلى سبعة من أفراد عائلة واحدة ومعظمهم ماتوا حرقاً" .
من جهته، قال غلام خان، وهو قروي آخر: "استيقظت عندما مرت الطائرة فوق غرفتي وهي مشتعلة في الجو"، وبعدما أكد أن "الضجيج كان مخيفاً"، أوضح أن الطائرة "سقطت بعد ذلك فوق منزل تعيش فيه عائلة" .
والحوادث الجوية ليست نادرة في باكستان، سواء تعلّق الأمر بمروحيات وطائرات عسكرية أم بطائرات ركاب مدنية.
وفي 2016 اشتعلت النيران في طائرة تابعة لشركة "الخطوط الجوية الباكستانية الدولية" بعد تعطل أحد محركاتها أثناء سفرها من شمال باكستان النائي إلى العاصمة إسلام أباد، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً.
أما الكارثة الجوية الأكثر دموية على الأراضي الباكستانية فتعود إلى عام 2010 حين تحطمت طائرة إيرباص 321 تديرها شركة الطيران الخاصة "إيربلو" أثناء قيامها برحلة من كراتشي إلى إسلام أباد.
وقد سقطت الطائرة في تلة خارج العاصمة قبيل هبوطها، مما أدّى إلى مقتل كل مَن كان على متنها، وعددهم 152 شخصاً.