عاني أب سوري جراء القصف العنيف على محافظة إدلب السورية، حيث كان يسابق الزمن لإنقاذ أطفاله، بينما كانت ابنته الرضيعة تتدلى من حافة المبنى المدمر.
وأظهرت الصورة التي تداولتها مواقع إخبارية على نطاق واسع، ما خلفته غارة شنتها القوات الروسية أو قوات نظام بشار الأسد على بلدة أريحا الواقعة غرب إدلب، آخر المعاقل التي تسيطر عليها قوات المعارضة في سوريا.
وبسبب هول ما الفاجعة والصور المتداولة أجهشت مذيعة قناة أورينت بالبكاء وتم قطع البرنامج على الهواء.
مئات القتلى
وبدت على وجه الأب أمجد العبد الله نظرة رعب، وهو يحاول الوصول إلى أولاده؛ حيث كانت ابنته الرضيعة، روان، معلقة من ملابسها الممزقة بينما دُفنت ابنتاه الأكبر جزئياً تحت الأنقاض، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية، أمس الأربعاء 24 يوليو/تموز 2019.
وسقطت روان من أعلى الحافة وكانت في الليلة الماضية في المستشفى بحالة حرجة، كما نجت إحدى شقيقاتها الأكبر سناً من القصف وتم علاجها في المستشفى.
وحسب قول نشطاء سوريين، قُتلت ريهام شقيقة أخرى تبلغ من العمر خمس سنوات، كما توفيت أسماء والدة الطفلة أيضاً في الانفجار.
وقال بشار الشيخ، مصور لدى موقع Sy24، الذي التقط الصورة: "كان يحاول تهدئتهم وإبعادهم عن الحافة لكنهم سقطوا في النهاية" . "لقد وضعت الكاميرا أرضاً وهرعت باتجاههم. لدي ابنة في نفس العمر " .
وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 600 مدني في غارات القوات الروسية أو نظام الأسد منذ أبريل/نيسان 2019، عندما بدأت قوات نظام الأسد الهجوم من أجل محاولة استعادة ريف إدلب.
ثمن باهظ يدفعه المدنيون
وقال محمد قطوب، كبير مديري حماية الحقوق في الجمعية الطبية السورية الأمريكية: "إن المدنيين في شمال غرب سوريا يدفعون ثمناً باهظاً في هذا النزاع" .
وأضاف: "مستشفياتنا مكتظة بحالات الإصابة، وتلقينا أكثر من 4000 مصاب بمستشفيات الجمعية الطبية الأمريكية السورية في شمال غرب البلاد منذ 26 أبريل/نيسان، وبالكاد تتحمل الفرق الطبية الظروف الحالية" .
واشتدت حدة القتال في الأيام الأخيرة وقتل 59 شخصاً على الأقل، بينهم خمسة أطفال، وفقاً للأمم المتحدة، التي أشارت أيضاً إلى أن أكثر الغارات الجوية دموية وقعت في مدينة معرّة النعمان التجارية، حيث قُتل نحو 40 شخصاً بينهم ثماني نساء وخمسة أطفال.
وحظي عدد من صور الأطفال الجرحى أو القتلى باهتمام دولي، منذ بدء الاحتجاجات ضد الأسد في العام 2011، لكن لم تُثر أي منها الكثير من ردود الفعل العالمية.
ومن بين الصور التي حظيت بانتشار عالمي، صورة نُشرت للطفل إيلان كردي، الذي كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات، والذي عثر على جثته الغارقة على شواطئ تركيا، وتم نشر الصورة في الصفحات الأولى في جميع أنحاء العالم.
كذلك انتشرت صورة أخرى لصبي مصاب من حلب يدعى عمران دقنيش، وكانت أيضاً ترمز إلى معاناة الأطفال في الحرب.