بريطانيا تدرس الرد على إيران بعد احتجازها ناقلة نفطية، وخيارات قليلة أمام لندن

تدرس بريطانيا الإجراءات التي ستتخذها حيال إيران، بعد أزمة احتجاز طهران لناقلة ترفع العلم البريطاني في الخليج، ويبدو أنها لا تملك خيارات مناسبة تذكر، بعدما كشف تسجيل أن الجيش الإيراني تجاهل سفينة حربية بريطانية لدى هبوطه على ظهر الناقلة واحتجازها يوم الجمعة الفائت.

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/22 الساعة 05:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/22 الساعة 05:21 بتوقيت غرينتش
قارب إيراني قرب ناقلة النفط البريطانية التي احتجزتها طهران - رويترز

تدرس بريطانيا الإجراءات التي ستتخذها حيال إيران، بعد أزمة احتجاز طهران لناقلة ترفع العلم البريطاني في الخليج، ويبدو أنها لا تملك خيارات مناسبة تذكر، بعدما كشف تسجيل أن الجيش الإيراني تجاهل سفينة حربية بريطانية لدى هبوطه على ظهر الناقلة واحتجازها يوم الجمعة الفائت.

وذكر مكتب رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أنها سترأس اجتماعاً للجنة الحكومية للاستجابة للطوارئ صباح اليوم الإثنين 22 يوليو/تموز 2019، لبحث الأزمة.

خيارات محدودة

ولم تكشف بريطانيا سوى تفاصيل قليلة بشأن خطتها للرد، بعدما نفذت قوات "الحرس الثوري" الإيراني عملية إنزال من طائرات هليكوبتر، واحتجزت السفينة ستينا إمبيرو في مضيق هرمز، في رد على ما يبدو على احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية قبل أسبوعين.

وأظهرت لقطات حصلت عليها وكالة رويترز من إحدى وكالات الأنباء الإيرانية، الناقلة وهي راسية بأحد الموانئ الإيرانية، وعلم إيران مرفوع عليها.

إيران ترفع علمها على ناقلة النفط البريطانية – مواقع التواصل

ومن المتوقع أن تعلن الحكومة البريطانية، اليوم الإثنين، خطواتها التالية خلال كلمة أمام البرلمان. لكن خبراء في شؤون المنطقة قالوا إنه لا يوجد أمام بريطانيا سوى عدد قليل من الخطوات التي يمكن اتخاذها، بعدما فرضت الولايات المتحدة أقصى حد من العقوبات الاقتصادية بحظرها صادرات النفط الإيرانية حول العالم.

وقال تيم ريبلي، خبير الدفاع البريطاني الذي يكتب عن شؤون الخليج في مجلة "جينز ديفنس" العسكرية الأسبوعية: "لا أرى في هذا التوقيت أن بإمكاننا تقديم تنازل من شأنه إنهاء الأزمة. توفير الأمن ومرافقة السفن مستقبلاً يعد أمراً مختلفاً" .

وبعد يوم من وصف مسؤولين بريطانيين كبار الإجراء الإيراني بأنه "عمل عدائي"، بدا المسؤولون هادئين نسبياً أمس الأحد، وقالوا بوضوح إنهم ما زالوا يدرسون الاتفاق على رد.

وقال توبياس إلوود الوزير بوزارة الدفاع البريطانية لسكاي نيوز: "سنبحث سلسلة من الخيارات (…) سنتحدث إلى نظرائنا وحلفائنا الدوليين لنرى ما يمكن فعله في الواقع" .

وأضاف: "مسؤوليتنا الأولى والأكثر أهمية هي ضمان التوصل لحل لمسألة السفينة الحالية، وضمان سلامة السفن الأخرى التي ترفع العلم البريطاني في تلك المياه، ثم النظر بعد ذلك إلى الصورة الأوسع" .

شهور من المواجهة

ويعد احتجاز إيران للسفينة في أهم ممر مائي لتجارة النفط في العالم أحدث تصعيد في مواجهة مستمرة منذ ثلاثة أشهر بين إيران والغرب، كانت قد بدأت مع دخول عقوبات أمريكية مشددة جديدة على إيران حيز التنفيذ في بداية مايو/أيار الماضي.

وأُقحمت بريطانيا في مواجهة مباشرة مع إيران في الرابع من يوليو/تموز الجاري عندما احتجزت قوات البحرية الملكية البريطانية ناقلة إيرانية قبالة ساحل جبل طارق. واتهمت بريطانيا الناقلة بانتهاك عقوبات على سوريا، مما دفع إيران للتهديد أكثر من مرة بالرد.

ورغم أن نهج إيران الرسمي استمر في ذكر أن احتجاز السفينة "ستينا إمبيرو" كان لأسباب متعلقة بالأمان، فإنها لم تبذل الكثير من الجهد لإخفاء أن احتجاز هذه السفينة جاء للرد.

وكانت الخطوات التي نفذتها إيران، وتضمنت إنزال قوات ملثمة من طائرات هليكوبتر على السفينة، مماثلة لما قامت به قوات البحرية الملكية البريطانية قبل أسبوعين.

وجاء رد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني يوم الأحد أكثر وضوحاً، إذ قال خلال جلسة للبرلمان: "رد الحرس الثوري على خطف بريطانيا للناقلة الإيرانية" .

واتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف واشنطن ومستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون بدفع بريطانيا نحو الصراع.

وقال ظريف على تويتر: "بعد فشله في جذب دونالد ترامب إلى حرب القرن وخشية انهيار فريقه، يسمم جون بولتون أفكار المملكة المتحدة أملاً في جرها إلى مستنقع (…) الحذر وبعد النظر هما السبيل الوحيد لإحباط مثل هذه المكائد" .

إيران نفذت عملية إنزال جوي لاحتجاز الناقلة البريطانية – رويترز

رسائل لاسلكية

وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، قالت بريطانيا إن القوات الإيرانية اقتربت من الناقلة في المياه العُمانية، وإن هذا العمل "يمثل تدخلاً غير قانوني".

وأظهرت رسائل لاسلكية، قدمتها مؤسسة درياد جلوبال الأمنية لرويترز، أن السفينة (إتش.إم.إس مونتروز) الحربية البريطانية الموجودة في الخليج، تواصلت مع قارب دورية إيراني في محاولة لمنع عملية الإنزال على السفينة "ستينا إمبيرو" .

وقالت السفينة مونتروز في رسالة لاسلكية: "من فضلكم تأكيد أنكم لا تنوون انتهاك القانون الدولي بمحاولة النزول على ظهر السفينة" .

وأظهرت الرسائل أن قارب الدورية الإيراني وجه "ستينا إمبيرو" لتغيير مسارها، بينما رد على الفرقاطة البريطانية بأنه يعتزم "تفتيش السفينة لأغراض أمنية" .

وقال الخبير الأمني ريبلي إن اختيار إيران لهذه السفينة يدل على أن هدفها هو اختبار الرد البريطاني دون إثارة أزمة أكبر.

وعلى عكس الناقلة الإيرانية التي احتجزتها بريطانيا قبل أسبوعين وكانت تقل شحنة ثمينة تصل إلى مليوني برميل من النفط، فإن "ستينا إمبيرو" كانت في طريقها إلى الخليج وهي خاوية.

وأوضح ريبلي أن طاقمها المؤلف من 23 فرداً أغلبهم من الهند، ولا يوجد بينهم بريطانيون، وهو ما كان سيؤدي على الأرجح إلى دعوات في لندن لاتخاذ إجراء جذري.

وأضاف أن إيران تنظر على الأرجح إلى أي رد بريطاني من منظور صراعها مع الولايات المتحدة، وأوضح قائلاً: "إذا واصل الأمريكيون فرض الحظر فلا يوجد ما يدعو الإيرانيين لعدم احتجاز مزيد من الناقلات. ماذا لديهم كي يخسروه؟" .

وعبر مسؤول إيراني، طلب عدم نشر اسمه، عن رأي مماثل، وقال: "إيران تستعرض قوتها دون الدخول في مواجهة عسكرية (…) هذا نتيجة ضغط أمريكا المتزايد على إيران" .

تحميل المزيد