قال ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم، السبت 20 يوليو/تموز 2019، إنه سيتم إجراء مشاورات مع القيادات السورية في مدينة إسطنبول، للبحث عن حل لأزمة اللاجئين.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في ندوة نظَّمتها "أكاديمية تواصل"، بصالون المنطق الثقافي في منطقة جوزال يورت بإسطنبول، تحت عنوان: "الوضع السياسي في تركيا وتداعياته على العرب"، بعد الانتخابات البلدية الأخيرة، وذلك بحضور نخبة من الرموز العربية.
وقال أقطاي إن "الحزب المعارض بكل دول العالم يعتبر حزباً يسارياً، ويكون دوماً مع حقوق اللاجئين، لكن في تركيا وقفت الأحزاب المعارضة ضد اللاجئين، وحرَّضوا الناس بطريقة شعبوية عليهم، وفي النهاية نحن دولة ديمقراطية تلتزم آراء شعبها".
تنظيم ملف اللاجئين
وأشار مستشار الرئيس أردوغان إلى أن "عدد اللاجئين السوريين زاد في إسطنبول بشكل كبير، وهم يمارسون أعمالهم بشكل عشوائي بات واضحاً للشعب التركي، خاصة بعد زيادة نسبة البطالة بين الأتراك، وهو ما جعلهم يوجهون اتهامات إلى اللاجئين السوريين".
وأردف أنه "رغم تهديد رئيس بلدية بولو (شمال غربي تركيا) بإيقاف الدعم عن اللاجئين السوريين، فإن المجتمع المدني هو النشط في دعم السوريين، لذا لن يتأثر اللاجئون بقرارات رؤساء البلديات بشأن وقف الدعم".
وشدد أقطاي على إيقاف الإجراءات المتشددة بحق اللاجئين السوريين، لإعادة النظر في الموضوع وحل المشاكل بطريقة موضوعية وواقعية، بما يتوافق مع مبادئ الدولة التركية.
ومضى قائلاً إنه يوجد إهمال في تنظيم اللاجئين السوريين بإسطنبول.
وأضاف: "ستكون هناك مفاوضات ومشاورات مع القيادات السورية في إسطنبول، لإيجاد حل لأزمة اللاجئين".
وتابع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "أكد أنه لن يتنازل عن حقوق المهاجرين (اللاجئين) والأنصار (الأتراك).. وهذه هي سياسته الأصلية في تركيا"، بحسب تعبيره.
ترحيل للاجئين سوريين
وبشأن اللاجئين المصريين، قال أقطاي إن عددهم لم يتجاوز 15 ألفاً، ولا يقارَن بالعدد الكبير للجالية السورية، ولن تطبَّق عليهم القرارات.
وشدد أقطاي على أهمية الهجرة في تأسيس الحضارات عبر التاريخ، واصفاً الهجرة بـ "البركة"، وأضاف: "رغم أن الهجرة فرصة لتركيا وتحمل إيجابيات، فإن المشكلة في الهجرة الراهنة هي كثافة المهاجرين في مدة زمنية معينة".
وتعرض لاجئون سوريون في إسطنبول للترحيل على يد الشرطة التركية، وذلك بعد عدة إجراءات تم اتخاذها من السلطات، وقالت إنها "تهدف إلى تنظيم الوجود السوري".
وتنص الإجراءات على إعادة كل سوري إلى الولاية التي حصل منها على "الكمليك" (هوية مؤقتة تسميها تركيا بطاقة حماية مؤقتة)، في حين تم ترحيل آخرين، بسبب عدم حصولهم على كمليك.
ولا يوجد رقم دقيق حتى الآن لعدد السوريين الذين تم ترحيلهم من إسطنبول، إلا أن سوريين في إدلب -وهي المدينة التي يتم ترحيل السوريين إليها- قالوا إن أعداد المرحَّلين الذين وصلوا للمدينة بالمئات.
ويعيش في تركيا قرابة 3.5 مليون لاجئ سوري، يعيشون بشكل رئيسي في ولايات إسطنبول، وأنقرة، وإزمير، ومرسين، وهاتاي، وأورفا.