تخيل أن نحو نصف مليون شخص يخططون لاقتحام منطقة واحدة، لا يعرفون بعضهم وتجمعوا بشكل عشوائي، لكنهم اتفقوا على هدف واحد، هو التجمع في بلدة نائية بولاية نيفادا بأمريكا في منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، اقتحام المنطقة 51 في الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم
سيعتمدون سياسية "الكثرة تغلب الشجاعة" للكشف عما يقال إنها كنوز فضائية مخبأة داخل هذه القاعدة الأمريكية التابعة للحكومة والتي تتسم بالسمعة السيئة.
حدث هزلي دشنه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه لقي أصداءً واسعة، إذ أكد 500 ألف شخص على الحضور في الحدث الذي حمل عنوان Storm Area 51, They Can't Stop All of Us أو "اقتحام المنطقة 51، لا يمكنهم إيقافنا جميعاً"، فيما أشار عددٌ مشابه إلى "اهتمامهم" بالحضور.
وتعج صفحة الحدث المنتظر الذي دشنه سميليكن الشهير ببث ألعاب الفيديو بآلاف المنشورات الساخرة والميمات التي تتحدث عن أفضل طريقةٍ لاقتحام المنشأة السرية للغاية.
وصحيحٌ أنَّ معظم الأشخاص الذين يناقشون مسألة الاقتحام، بما في ذلك وسائل الإعلام المختلفة التي غطَّت الحدث، يدركون أنَّه لا يهدف إلى أن يؤخذ على محمل الجد، لكن بدا أنهم مصممون على ذلك.
ما أهمية المنطقة 51؟
وفقاً لصحيفة The WashingtonPost الأمريكية، تُمثِّل المنطقة مساحة منطقة تدريب مفتوحة للقوات الجوية الأمريكية، وتثني السلطات أي شخص يريد الدخول إلى هناك، إذ يجري تدريب القوات المسلحة الأمريكية والقوات الجوية
وطالما كانت المنشأة مصدراً لنظريات المؤامرة الشعبية، ولكن على مرِّ عقود، كان يُقال للأمريكيين لا توجد منطقة بهذا الإسم أصلاً، لكن هذه الأكاذيب تم ضحدها حين صرحت وكالة الاستخبارات المركزية رسمياً في العام 2013 على وجود المنطقة بالفعل من خلال وثائق حصلت عليها جامعة جورج واشنطن بناء على طلب حصول على سجلاتٍ عامة.
وبالرغم من أن التقارير تشير إلى أنها مجرَّد منشأة لاختبار الطائرات، ووكالة الاستخبارات نشر عن رحلاتٍ جوية تجريبية جرت هناك، إلا أن الأمريكيين يزعمون أن هناك كائنات فضائية مريبة تختبىء في هذه المنطقة.
اخذ هذا الادعاء في الانتشار، خاصة أن الاستخبارات الأمريكية لم تنفي شكوك المواطنين، و لم تتعامل معها بجدية إلا في العام 2017، حين أكَّد البنتاغون وجود برنامج حكومي بقيمة 22 مليون دولار لتحليل "تهديدات الفضاء الجوي الشاذة" -والمعروفة كذلك باسم الأجسام الطائرة المجهولة- وهو ما غذَّى التكهنات الموجودة لدى الأشخاص المهووسين بوجود كائناتٍ فضائية مرةً أخرى.
منطقة سياحية
على الرغم من أن المنشأة ليست متاحة للجمهور، يعتبر محيط المنطقة 51 وجهة سياحية مشهورة، حيث توجد فنادق صغيرة ومتاحف ومطاعم ذات تصميمات تدور حول موضوع الكائنات الفضائية.
ويجد من يغامرون بالوصول إلى المنطقة المحظورة سيلاً من التحذيرات عبر الهواتف النقالة تشير إلى أنه من الممكن تغريمهم أو سجنهم بتهمة التعدي والتقاط الصور لمنطقة عسكرية.
وفي العام 2014، مرت حافلة سياحية تقل أربعة ركاب بالقرب من المنطقة، وتجاوزت عن غير عمد علامات التحذير ودخلت القاعدة، حسبما ذكرت صحيفة Las Vegas Now، ولم يجدو أمامهم سوى جنود أمريكيين يهددونهم بالسجن وغرامة 650 دولاراً.
تقول لورا مكاندروز، المتحدثة باسم القوات الجوية الأمريكية في تصريحاتٍ لصحيفة The Washington Post الأمريكية، إنَّ المسؤولين على علمٍ بنية أشخاص اقتحام المنطقة، وعندما سُئِلت عن كيفية تعامل السلطات مع المستكشفين المتحمسين الذين قد يحاولون دخول المنطقة 51 في سبتمبر/أيلول، قالت إنَّها لا تستطيع توضيح خطط أو إجراءات أمنية محددة في القاعدة الجوية، لكنَّها وجَّهت تحذيراً إليهم من مجرد المحاولة.
وبالطبع، يعرف أولئك الذين يقولون إنهم سوف يشاركون في اقتحام سبتمبر/أيلول أن مهمتهم لن تكون سهلة؛ إذ عرض بعضهم خططه الخاصة، بل وخططاً توضح بالتفصيل كيف ستواجه المجموعة القاعدة.