غواصة روسية هندية خفية.. موسكو تُغري نيودلهي بمشروع متعثر

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/17 الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/17 الساعة 12:57 بتوقيت غرينتش
رؤساء روسيا والهند والصين/ رويترز

عرض مغرٍ قدمه الروس لنيودلهي.. إنتاج غواصة روسية هندية خفية أي يصعب تتبُّعها

ولكن هل الروس قادرون فعلاً على تطوير مثل هذه التكنولوجيا؟

ففي أحدث محاولاتها للفوز بمناقصة وزارة الدفاع الهندية لشراء غواصة، عرضت موسكو على نيودلهي مشروع تطوير نظام طاقةٍ يتكون من محرك ديزل-كهربائي مشتركٍ مبني على تصميم الغواصة الروسية من طراز-آمور، حسب ما ورد في تقرير لموقع National Interest الأمريكي.

هذا العرض الروسي مقدَّم ليُنافس عطاءات السويد، وفرنسا، وألمانيا، في مشروع إنتاج غواصة هندية بالتعاون مع أي من هذه الدول التي سيرسو عليها العطاء.

الكرملين يريد تجاوُز الشروط التقليدية

ولكنّ الكرملين يسعى لتخطي الترتيبات التقليدية الخاصة بالتراخيص لصالح خطة نقل التقنية.

 إذ قال فلاديمير دروزخوف، نائب مدير الخدمة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني، في تصريحٍ صحفي أصدره الأسبوع الماضي: "نحن لا نثير (فكرة) ترخيص إنتاج غواصاتٍ بالطريقة المُعتادة، ولكننا نقدم عرضاً لإنتاجٍ مشترك في مشروعٍ مع شركائنا الهنود، من أجل التعاون على بناء نموذجٍ أولي، استناداً إلى مشروع الغواصة الديزل-الكهربائية آمور-1650، والمزودة بنظام دفعٍ مستقل الهوائية" .

 ستتوافق المركبة المُقترحة مع مقذوفات-الغواصات المختلفة من صواريخ براهموس البحرية، التي تتجاوز سرعتها سرعة الصوت، والتي أُنتجت بدورها بتعاونٍ مشترك بين روسيا والهند.

وهذا العرض جاء ضمن مبادرة صُنع في الهند

وجاء عرض روسيا على هامش خطة مشتريات وزارة الدفاع التي صدرت في يناير/كانون الثاني عام 2019 -وهي خطةٌ فرعيةٍ ضمن مبادرة اصنع في الهند التي أطلقها رئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي- والتي طلبت فيها ست غواصاتٍ عادية تنتجها صناعات الهند الدفاعية بالتعاون مع مصنعيها الأصليين.

 وأضاف دروزخوف قائلاً: "إنَّ عرضنا التمهيدي سيكون أكثر ملاءمةً من عروض الشركاء الأجانب الآخرين بكثير. هذا المشروع يُمكن تنفيذه بسهولةٍ تخدم مصالح البلدين"، مشيراً إلى إصرارهم على مساندة الصناعة الهندية في مجال بناء الغواصات.

غواصة روسية هندية مشتركة خفية بناء على تكنولوجيا سوفيتية  

ويُعد مشروع آرمور البديل المُعد للتصدير لطراز لادا المُرتقب، وهو الطراز الذي يضُمُّ محرك ديزل كهربائياً خلفاً لخط الغواصات الهجومية السوفيتية القديمة كيلو. 

لكنَّ هناك عدداً كبيراً جداً من المواصفات المُتشابهة بين اللادا والكيلو؛ إذ إنَّ السمة المميزة للادا -التي ربما تكون السبب الجوهري الوحيد لوجودها- هي نظام الدفع المستقل الهوائية، الذي يُزعم أنه ينتج فقط نصف ضوضاء محرك الديزل-الكهربي الذي يُشغِّل الكيلو، ويُوفِّر مُعدَّل إزاحةٍ (وزن المركبة) أقلَّ بنسبة 25%، ويسمح بقيادتها عن طريق طاقمٍ أقلّ بشكلٍ ملحوظ.

ويؤدي تخفيض الضوضاء إلى زيادة صعوبة اكتشاف الغواصات.

لكن المشكلة أن الروس أخفقوا في تنفيذ الفكرة عملياً

غير أن هناك مشكلة واحدة: عجز المُصنِّع، Rubin Central Design Bureau، عن إنتاج نموذجٍ أولي يعمل بنظام الدفع المستقل الهوائية؛ إذ صمِّمت أول غواصتين من مشروع لادا "سانت بيترسبيرغ" و "كرونستادت" بمحرك ديزل كهربي عادي.

 وأصبح تأكيد دروزخوف أنَّ النموذج الأولي لغواصة آمور، التي ستُنتج بشكلٍ مشترك، سيحوي نظام الدفع المستقل الهوائية هو أكثر ما يلفت الانتباه إلى مشكلات مشروع لادا الروسي الحالي، فضلاً عن حقيقة أنَّ شروط عرض الشراء الهندي تطلب بوضوحٍ تصميماً مزوداً بنظام الدفع المستقل الهوائية.

ولا توجد الكثير من الأدلة التي تُشير إلى أن Rubin Central Design Bureau قد حقَّق أي تقدمٍ في مجال تكنولوجيا محركات الدفع المستقل الهوائية خلال السنوات الماضية، إذ أوردت وسائل الإعلام الدفاعية الروسية أن تطوير نظام الدفع المستقل الهوائية سيؤجَّل حتى وقتٍ متأخر من عام 2020 لأسباب مالية. وبدلاً من ذلك، ظهرت مبادلة واضحة خلف عرض دروزخوف السخي لنقل التكنولوجيا: ستقوم روسيا بإمداد الهند بالخبراء والمساعدة التقنية الضرورية لإنتاج غواصات من طراز آمور محلياً، مقابل الاستثمارات الهندية في إنتاج محركات الدفع المستقل الهوائية بإنتاجٍ مشترك، والتي سيُعيد قطاع صناعة السفن الروسي إنتاجها حينها.

غواصة من طراز لادا/wikipedia

وفي الوقت الذي تتمدَّد فيه ميزانية البحرية الروسية لتُغطي ما يُتخمها من مشاريع طموحة بعيدة المدى، بما فيها غواصات ياسن وبوراي، فإنَّ مشاركة تكلفة تطوير محركات الدفع المستقل الهوائية من شأنها أن تمُدَّ Rubin Central Design Bureau بالدعم المادي الذي يحتاجه لبث الحياة في مشرع لادا المحتضر من جديد.

تحميل المزيد