نقص الانتباه وفرط الحركة لا ينحصر بالأطفال.. إليك أعراضه عند البالغين

يسود اعتقاد شائع أن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة هو اضطراب يحدث للأطفال فقط، لكن الحقيقة أن هذا الاضطراب يحدث للبالغين أيضاً ويصعّب عليهم حياتهم الاجتماعية.

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/16 الساعة 10:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/16 الساعة 07:56 بتوقيت غرينتش
على الرغم من أن الإصابة بهذا الاضطراب لا تنتج سلوكاً محفوفاً بالمُشكلات، لكن الكثير من المُصابين يُعانون أزمات كثيرة بسببه، مهنية وشخصية/ istock

يسود اعتقاد شائع أن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة هو اضطراب يحدث للأطفال فقط، لكن الحقيقة أن هذا الاضطراب يحدث للبالغين أيضاً ويصعّب عليهم حياتهم الاجتماعية.

فإذا كان شخص قريب منك مُصاباً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فقد تكون لاحظت أنه يتصرف بطرق معينة تزعجك أو تزعج الآخرين أو حتى تُزعجه هو شخصياً.

وعلى الرغم من أن الإصابة بهذا الاضطراب لا تنتج سلوكاً محفوفاً بالمُشكلات، لكن الكثير من المُصابين يُعانون أزمات كثيرة بسببه، مهنية وشخصية.

نتعرف في هذا التقرير على أسباب وعوارض وعلاج الاضطراب:

ما هو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين؟

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين (ADHD) هو اضطراب في الصحة العقلية يتضمن مجموعة من المشاكل المستمرة، مثل صعوبة الانتباه وفرط النشاط والسلوك المتهور.

يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى علاقات غير مُستقرة، أو سوء أداء في العمل أو المدرسة وانخفاض تقدير الذات، ومشاكل أخرى.

تبدأ أعراض هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة المُبكرة وتستمر حتى سن البلوغ، في بعض الحالات، لا يتم التعرف على الاضطراب أو تشخيصه إلا بعد أن يُصبح الشخص بالغاً.

قد لا تكون أعراض الاضطراب لدى البالغين واضحة مثلما هي لدى الأطفال؛ في حالات البالغين، قد ينخفض النشاط الزائد، ولكن قد يستمر الصراع مع الاندفاع والتهور وعدم الشعور بالراحة والصعوبات في الانتباه.

ومن الجدير ذكره أن بين 30٪ و 70٪ من الأطفال المُصابين بهذا الاضطراب يواصلون إظهار الأعراض عندما يكبرون.

أعراض الاضطراب لدى البالغين

قد لا يدرك العديد من البالغين المُصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أنهم مصابون به، لكنهم يدركون أن المهام اليومية قد تشكل تحدياً بالنسبة لهم.

فهم يجدون صعوبة في التركيز وعدم قدرة على تحديد الأولويات، مما يؤدي بهم إلى تفويت المواعيد النهائية للمهام ونسيان الاجتماعات أو الخطط التي يتفقون عليها.

قد تشمل أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ما يلي: الاندفاع، الفوضى وصعوبات في تحديد الأولويات، ضعف مهارات إدارة الوقت، صعوبة التركيز على أداء مهمة، مشكلة في إنجاز المهام المتعددة، نشاط مفرط أو تململ من المهام المطلوب إنجازها، سوء التخطيط، قدرة مُنخفضة على تحمل الإحباطات، تقلبات مزاجية مُتكررة، حدّة الطباع، مُشكلات في التأقلم مع الضغوط.

أسباب الاضطراب

تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يكون لديهم في الغالب مستويات منخفضة من بعض المواد الكيميائية في المخ، والتي تُسمى الناقلات العصبية، والدوبامين هو واحد من هذه الناقلات.

يقول دكتور ستيفاني سركيس، مستشار الصحة العقلية، أن السلوكيات الخطرة تُزيد من مستويات الدوبامين، وهذا ما يجعل هذه السلوكيات جاذبة للأفراد المُصابين بهذا الاضطراب.

إن المُخاطرة يمكن أن تمنحهم اندفاعاً بسيطاً من ذلك الدوبامين المفقود.

كما إنه قد يُعاني الأشخاص المُصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من بعض الصفات الوراثية التي تجعلهم عرضة لأفعال محفوفة بالمخاطر أو متهورة.

بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب قد تكون المشاكل التي تُحيط بهم بسيطة ولا تُسبب لهم مخاطر تُذكر، لكن هناك سلوكيات أخرى تكون بالغة الخطورة، مثل القيادة بسرعات غير آمنة أو الإفراط في تعاطي الكحول والمُخدرات.

المُشكلات التي يُسببها الاضطراب للبالغين

هناك بعض السلوكيات الصعبة أو الخطرة المُتعلقة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتي تؤدي إلى حدوث كثير من المُشكلات الاجتماعية والحياتية، ومنها:

1- عدم القدرة على التنظيم:

بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإن مسؤوليات الحياة مثل الفواتير، ومهام العمل، وتلبية احتياجات الأطفال، على سبيل المثال لا الحصر، يمكن أن تجعل مشاكل عدم القدرة على التنظيم أكثر وضوحاً وأكثر إشكالية مما كان عليه الأمر في مرحلة الطفولة.

2- القيادة المُتهورة وحوادث المرور:

يجعل هذا الاضطراب من الصعب عليك الاحتفاظ بانتباهك في مُهمة ما، لذا فقد يكون قضاء الوقت خلف عجلة السيارة أمراً صعباً.

وقد تؤدي أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى جعل المصابين به يُزيدون من سرعة قيادتهم، مما يتسبب في حوادث.

3- المُشكلات الزوجية:

غالباً ما يكون لدى الأشخاص المُصابين بهذا الاضطراب مهارات استماع ضعيفة وعدم القدرة على احترام الالتزامات والوفاء بها، مما يجعل الطرف الآخر يعتقد أن هذه علامات على أن شريكهم لا يهتم.

4- مُشكلات العمل:

مشكلة المُصابين بهذا الاضطراب مع الانتباه، تجعل من الصعب النجاح في عالم اليوم سريع الخطى.

فقد يجد هؤلاء الأشخاص أن المكالمات الهاتفية أو البريد الإلكتروني يعرقل انتباههم أكثر، مما يجعل من الصعب عليهم إنهاء المهام.

5- ضعف مهارات الاستماع:

هل تبدو شارداً وتضيع منك الكثير من النقاط الهامة خلال اجتماعات العمل الطويلة؟ هل نسي زوجك أن يأخذ طفلكِ من التمرين، على الرغم من أنك اتصلت لتذكيره في طريقه إلى المنزل؟

تؤدي مشكلات الانتباه إلى ضعف مهارات الاستماع لدى المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مما يؤدي إلى الكثير من المواعيد الضائعة.

6- الشعور بالقلق المُستمر والأرق:

من المُحتمل أن يكون البالغون المُصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم شعور دائم بالقلق أو يكتشفون أنهم لا يستطيعون الاسترخاء، وإذا كنت تعاني من هذا الاضطراب فقد يصفك الآخرون بأنك منفعل باستمرار أو متوتر.

7- التأخير وعدم القدرة على البدء في المهام المطلوبة:

تماماً مثلما يؤخر الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أداء واجباتهم المنزلية، فإن البالغين الذين يعانون من هذا الاضطراب يجرون أقدامهم هم أيضاً عند بدء المهام التي تتطلب الكثير من الاهتمام والتركيز.

8- نوبات الغضب:

غالباً ما يؤدي هذا الاضطراب إلى مشاكل في السيطرة على العواطف، الكثير من الأشخاص المُصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه البالغين ينفجرون غاضبين بسرعة بسبب مشاكل بسيطة في كثير من الأحيان، ويشعرون كما لو أنهم ليس لديهم سيطرة على عواطفهم.

9- تحديد الأولويات بشكل خاطئ:

غالباً ما يُخطئ الأشخاص البالغون الذين يُعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في تحديد أولوياتهم، كما إنهم يفشلون في الوفاء بالتزامات كثيرة، مثل الموعد النهائي في العمل، بينما يُضيعون ساعات لا حصر لها في شيء غير مهم.

علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة

تشمل الأنواع الشائعة للعلاج النفسي لهذا الاضطراب ما يلي:

1-    العلاج السلوكي المعرفي: 

ويشمل هذا النوع من العلاج تغيير أنماط التفكير السلبي إلى أنماط إيجابية، مما يمكن أن يساعد على مواجهة تحديات الحياة.

2-    الاستشارة الزوجية والعلاج الأسري:

 يمكن أن يساعد هذا النوع من العلاج علن التقليل من المُشكلات الزوجية والأسرية الناتجة عن هذا الاضطراب، وتعلم ما الذي يمكن تنفيذه من أجل مساعدة الشخص المُصاب.

كيف يُمكن التعامل مع هذا الاضطراب؟

بالإضافة إلى اللجوء للطبيب النفسي والحصول على التشخيص والأدوية وطريقة العلاج المُناسبة ، إلا أن هناك بعض الاستراتيجيات التي قد تساعد، ومنها:

1-   إعداد قائمة بالمهام التي ينبغي القيام بها كل يوم، مع تحديد الأولويات بدقة وتركيز قدر المُستطاع.

2-    تقسيم المهام إلى خطوات أقصر وأكثر قابلية للتحكم.

3-    استخدام ورق الملاحظات اللاصق لكتابة ملاحظات على الثلاجة أو على مرآة الحمام أو في السيارة

4-   الاحتفاظ بمُذكرة للمواعيد أو مفكرة إلكترونية

5-    كتابة ما يريد المريض تذكره سواء ورقياً أو إلكترونياً، ولا ينتقل لخطوة تالية قبل الاطمئنان أن المعلومات الهامة تم تدوينها.

6-    اتباع روتين مُحدد وثابت مثل وضع أشياء مثل المفاتيح والمحفظة في نفس المكان.

7-    طلب المساعدة من أفراد العائلة أو الأشخاص المقربين.

تحميل المزيد