شخصيات مُربِّي القطط والكلاب تتشابه مع حيواناتهم الأليفة.. إليك الدليل

تتشابه شخصيات البشر غالباً مع كلابهم وقططهم أكثر من أصدقائهم، والآن تمكَّنا من معرفة لماذا تتشابه الحيوانات الأليفة ومالكوها بشكل مثالي.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/16 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/16 الساعة 06:47 بتوقيت غرينتش
يبدو أن الأسماك تقدِّر النِّكات أكثر من القطط والأحصنة والطيور؛ في حين تفشل الزواحف في رؤية الجانب المضحك من الأشياء/ istock

تتشابه شخصيات البشر غالباً مع كلابهم وقططهم أكثر من أصدقائهم، والآن تمكَّنا من معرفة لماذا تتشابه الحيوانات الأليفة ومالكوها بشكل مثالي.

يُعرف عن عالِم النفس ريتشارد وايزمان حبَّه للغريب من العلوم، لذلك لا يعد مشروعه عن شخصيات الحيوانات الأليفة مفاجئاً. 

ففي استطلاع رأي على الإنترنت، طلب من المشاركين تقييم حيواناتهم الأليفة من حيث نقاط كاللطافة والعصابية. 

قال أكثر من نصف أصحاب الأسماك أن أصدقاءهم المائيين يمتلكون حس دعابةٍ جيداً. 

ويبدو أن الأسماك تقدِّر النِّكات أكثر من القطط والأحصنة والطيور؛ لكنها لا تضاهي الكلاب. 

في حين تفشل الزواحف تماماً في رؤية الجانب المضحك من الأشياء، حسبما أبلغ مالكوها.

وقد طلب الاستطلاع أيضاً من المشاركين تقييم أنفسهم. يقول وايزمان في تقريره المنشور على موقعه Quirkology: "كان أصحاب الأسماك أسعد". 

وتابع: "كان أصحاب الكلاب أكثرهم مرحاً، وأصحاب القطط الأكثر اعتمادية وحساسية عاطفية، وأصحاب الزواحف كانوا الأكثر استقلالية". 

وأشار إلى أن "هناك فروقاً كبيرة في الشخصيات". وإليك الحجة الدامغة: ينسب أغلب المشاركون الصفات التي يمتلكونها إلى حيواناتهم أيضاً. بعبارة أخرى، نحن نرى أن حيواناتنا الأليفة انعكاس لأنفسنا.

هل تعد الحيوانات الأليفة بديلاً للأطفال؟

في السنوات الأخيرة خرجت مجموعة جديدة من الأبحاث التي تستكشف تعقيد العلاقة بين البشر وحيواناتهم الأليفة. 

وهي أبحاث تحاول الإجابة عن أسئلة من بينها: هل تُعد الحيوانات الأليفة بديلاً للأطفال؟ وهل نتلاعب بها؟ أم أنها نحن؟ وهل بإمكان العالم حقاً أن ينقسم إلى "مُحبِّي الكلاب" و"مُحبِّي القطط"؟ 

يقال إن بعض البشر يشبهون حيواناتهم الأليفة من حيث المظهر؛ لكن إليك المفاجأة الجديدة التي تعد الأغرب في سياق التفاعل بين البشر والحيوانات الأليفة: اتضح أننا قد نفكر مثلهم أيضاً.

يركز هذا البحث يشكل أساسي على القطط، والكلاب. وهي أكثر الحيوانات الأليفة انتشاراً في العالم، حيث تُقتنى الأسماك بأعداد أكبر؛ ولكن يمتلكها عدد أقل من الناس. 

فمثلاً، يحتفظ أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة بكلبٍ أو قطة في المنزل. 

وفي المملكة المتحدة، تحتوي 45% من المنازل على كلب أو قطة؛ إذ تمتلك ربع المنازل كلاباً، وتمتلك 18% منها تقريباً قططاً.

البعض يرى حيوانه الأليف "أنا المُصغرة"

يختلف الصنفان المفضلان من الحيوانات الأليفة بشكل كبير، وهو ما ليس بمفاجئ بالنظر إلى أن الكلاب تطورت عن حيوانات اجتماعية تسير في قطعان، في حين تطورت القطط عن صيادين متوحدين. 

وكما يقول أحد الساخرين: عندما تنادي الكلاب فإنها تأتي إليك، أما القطط فتتسلم رسالة وتأتي إليك لاحقاً. 

يقول سام غوسلينغ، من جامعة تكساس، لمجلة New Scientist البريطانية: "بالنظر إلى الارتباطات النفسية المقربة بين البشر وحيواناتهم الأليفة، من المرجح أن تكون الكلاب والقطط مناسِبة لأنواع مختلفة من الشخصيات". 

أما مدى شدة ولائنا لأحدها، فهو أمر محير إلى حد ما؛ لكن قد يفسره أننا لا نرى حيواناتنا الأليفة مجرد عضوٍ آخر في المنزل؛ بل -حسبما يشير إليه استطلاع وايزمان- هي إصدار من أنفسنا.

قطط أو كلاب.. ماالفرق؟

تهيمن فكرة وجود "مُحبِّين للكلاب" و"محبين للقطط" على الثقافة العامة. 

يقول غوسلينغ إنه حتى مَن لا يملكون حيوانات أليفة وربما لا ينوون امتلاك أحدها، يمكنهم تصنيف أنفسهم ضمن محبي الكلاب أو القطط. 

وتعكس الصفات التي ننسبها إلى هاتين الهويتين، طريقة نظرنا إلى هذه الحيوانات. فنحن نميل إلى رؤية مُحبِّي الكلاب كأشخاص مباشرين، وحنونين، وأوفياء، ومفيدين، ومتعاونين، وبإمكانهم العمل في فريق بشكل جيد. 

أما أصحاب القطط، فيمكن النظر إليهم باعتبارهم أشخاصاً يتمتعون بالجمال والمهارة، والاستقلالية، والذكاء، والرصانة، والغموض. فهل هذه الأمور حقيقية ولو بقدر ما؟

حاولت بعض الدراسات معرفة هذا؛ لكن انتهت جميعها بنتائج مشوشة. 

لذلك، قرر غوسلينغ وزملاؤه العازمون على الوصول إلى الحقيقة، اختبار أكبر عدد ممكن من الناس باستخدام أكثر اختبارات الشخصية شهرة، اختبار الصفات الخمس الكبرى، والتي يصنفها حسب الأبعاد الخمسة الأساسية للشخصية: 

الانبساط

القبول

قوة الضمير

العصابية

الانفتاح عى التجارب

ومن خلال استخدام منصة إلكترونية، استطاعوا جمع 4565 مشاركاً ممن يرون أنفسهم من مُحبي القطط، أو مُحبي الكلاب، أو كليهما، أو ليسوا من محبي أي منهما. 

يقول غوسلينغ: "تشير نتائجنا إلى أن هناك بعض الحقيقة في هذه النظرة التي يتبناها قطاع واسع، فبشكل عام، تختلف شخصيات محبي بالكلاب عن شخصيات محبي القطط". 

وما يشتهر من نظرات تجاه صفاتهم الشخصية المختلفة ليس بعيداً كثيراً عن الصواب.

الرجال يفضلون الكلاب والنساء القطط

يقول غوسلينغ: "بالمقارنة بمحبي القطط، يميل محبو الكلاب أكثر إلى أن يكونوا أشخاصاً انبساطيين، ومتوافقين، وأقوى ضميراً، وأقل عصابية، ومنفتحين". 

وهو ما يعني أنهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر تعاوناً، وأكثر تركيزاً على الأهداف، وربما -بشكل مفاجئ- أكثر تعاطفاً ورصانة من محبي القطط. 

على الجانب الآخر، من المرجح أكثر أن يقول محبو القطط ضمن اعترافهم بصفاتهم إنهم لا يحبون الهياكل وجداول الأعمال. 

ومقارنةً بمحبي الكلاب، حيث كانوا أقل اهتماماً بالآخرين، ومتلاعبين! 

أما المفاجأة الكبرى فكانت أنهم أيضاً أكثر ميلاً إلى المخاطرة والابتعاد عن التقليدية من محبي الكلاب، وهو شيء لا تتوقعه من الأنواع المائلة أكثر إلى العصابية والانطوائية.

لذا يبدو أن بإمكاننا حقاً تقسيم البشر إلى محبي القطط ومحبي الكلاب. 

ولا يعني هذا بالطبع أن شخصيات حيواناتنا الأليفة تتطابق مع شخصياتنا؛ فمن الممكن أن نبني ببساطةٍ أفكاراً نمطية حول حيوانات معينة، ثم نختار بعد ذلك، الحيوان الأليف الذي يطابق رؤيتنا لأنفسنا. 

على سبيل المثل، يربط كثير من الناس بين القطط والأنوثة، وبين الكلاب والرجولة. 

وقد كشف البحث أن النساء يميلون إلى أن يكنَّ من محبي القطط، في حين يميل الرجال إلى أن يفضلوا الكلاب. 

علاوة على ذلك، يرى محبو الكلاب من كلا الجنسين أنفسهم أكثر رجولة من محبي القطط.

وكيف تتطابق الشخصيات إذاً؟

والسؤال هو: كيف تتطابق شخصية الكلاب مع شخصية أصحابها؟ 

تمتلك كل فصيلة -بلا شك- صفات معينة، وهو ما يمكن أن يكون سبب انجذاب الناس إليها. لكن قد تتوقع من الكلاب أن تتصرف بأشكال معينة تُسعد أصحابها، لأنها كائنات اجتماعية للغاية؛ ومن خلال ذلك تَظهر التشابهات في الشخصية مع الوقت. 

ويدعم استبيان وايزمان هذه الفكرة. فقد وجد أنه كلما طالت مدة عيش الناس مع حيواناتهم الأليفة، ازداد اعتقادهم بتشابه شخصياتها معهم. 

تتكيف الكلاب مع مالكيها؛ فماذا عن القطط؟

مع الوقت تبدأ الكلاب في التكيُّف مع مالكيها؛ لكن بالتأكيد لا تفعل القطط ذلك أبداً. 

لكن على النقيض؛ ألا تتلاعب بنا؟ 

في دراسة أجرتها كارين ماكومب في جامعة ساسكس بالمملكة المتحدة، تبيَّن أن القطط احترفت إصدار صوت خاص يشبه صوت بكاء الأطفال الرُّضَّع. 

وهو صوت يصعب علينا تجاهله، وبذلك تخدعك قطتك لتمنحها ما تريده هي. 

تقول ماكومب: "إن أصوات التوسل هي إحدى الطرق التي بإمكان القطط استخدامها". وعلى أي حال، يبدو أن التلاعب يصدر عن الطرفين آلان.

وقد ركز بحثٌ نُشر في أوائل هذا العام، على فكرة أن كثيراً من الناس ينظرون إلى حيواناتهم الأليفة على أنها بديل للأطفال؛ ومن ثم نؤثر فيها بطرق مشابهة. 

واستخدم البحث قائمة الصفات الخمس الكبرى في تقييم شخصيات أكثر من 3300 شخص من أصحاب القطط، حيث طرحوا عليهم أسئلة حول صحة حيواناتهم الأليفة، وسلوكها، ووزنها.

يقول دانييل ميلز من جامعة لينكولن بالمملكة المتحدة: "وجدنا أن مقدمي الرعاية من أصحاب الدرجة العالية من العصابية، كانت حيواناتهم غالباً تعاني مشاكل عديدة، كالسمنة والأمراض المتصلة بالتوتر". 

وهذا بالضبط ما نراه في الدراسات المتعلقة بالعلاقة بين الآباء والأبناء. 

وأظهرت هذه القطط أيضاً عدائيةً أعلى، ومشاكل سلوكية أكثر، وهو ما يطابق مجدداً ما وُجد في الأطفال (والكلاب) الذين يرعاهم العصابيون.

يقول ميلز: "لا تُرينا دراسة كالتي نقوم بها العلاقة السببية؛ ولكن تشير هذه النتائج إلى أن المالكين الأكثر توتراً يؤثرون في صحة قططهم؛ ربما لأن قلقهم يؤدي بهم إلى المبالغة في الحماية، وهو ما قد يكون غير صحي".

فمثلاً قد يميل مثل هؤلاء إلى منع قططهم من الخروج إلى خارج المنزل. 

وعلى الجانب الإيجابي من الأمور، فإنه من يتصفون بدرجة أكبر من قوة الضمير، تكون قططهم أكثر اجتماعيةً وهدوءاً.

والسر يكمن في الإنسان نفسه

من الحكمة التفكير في أن عصابيتنا قد تنتقل إلى الحيوانات التي تشاركنا حيواتنا. 

لكن على الجانب الآخر، يبدو أن هناك ميزة لميلنا تجاه اختيار ثم تشكيل حيواناتنا الأليفة على شاكلتنا. 

فقد وجد كافانو أن البشر كانوا في أقصى درجات سعادتهم مع الكلاب الأكثر انفتاحاً، وتوافقاً، وعصابيةً منهم.

يبدو أن ما نبحث عنه حقاً في أصدقائنا المكسوّين بالفراء هو نسخة مصغرة منا. وهو ما يكفي بالتأكيد لرسم الابتسامة على وجه سمكة ذهبية.

تحميل المزيد