تحولت الارتجافة التي تصيب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مشكلة؛ بعد تكرارها عدة مرات بشكل دفع الصحافة إلى مطالبتها بأن تكشف عن حالتها الصحية.
ولقد بدت ميركل مرهَقة، الأحد 14 يوليو/تموز 2019، وهي تشارك في حضور عرض عسكري مبهر في باريس بمناسبة العيد الوطني للبلاد، تحت شعار "الدفاع الأوروبي"، ولكن من حسن حظها لم تتعرض للارتجافة الغريبة.
ولكن ميركل تحاول إيجاد حل لهذه المشكلة من خلال اصطحاب كتاب حول هذا الموضوع، خلال عطلتها الصيفية التي من المقرر أن تبدأ نهاية هذا الأسبوع.الارتجافة التي تصيب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تثير تساؤلات الصحافة
وتأتي هذه العطلة في الوقت المناسب تماماً، إذ إنها جاءت بعد 3 وقائع ارتجاف علنية خلال 3 أسابيع، هزت صورتها أمام العامة وطرحت تساؤلات حول قدرتها على أداء مهامها.
ويبدو أن هذا الموضوع لم يغِب عن ذهن المستشارة حتى وهي في عطلتها، حيث كشفت صحيفة بيلد، في عددها الصادر الإثنين 15 يوليو/تموز 2019، أن المستشارة تنوي أخذ كتاب مرتبط بذلك، لتقرأه في عطلتها.
ما الكتاب الذي ستصطحبه ميركل خلال عطلتها الصيفية؟
وتنوي ميركل اصطحاب كتاب "المرأة المرتجفة" للناشرة في نيويورك سيري هوستفيدت (64 عاماً) والتي مرَّت بظروف مماثلة وبـ4 نوبات ارتجاف مماثلة عند الظهور أمام العامة أو إلقاء كلمة في عام 2009.
وتجاوزت ميركل، أمس الأحد 14 يوليو/تموز 2019، حضور مناسبة مهمة في فرنسا بنجاح وهي واقفة دون أن تنتابها موجة ارتجاف جديدة، لا سيما أن العيون وكاميرات المصورين كانت مسلَّطة عليها، رغم العروض العسكرية والطيران الخاطف للبصر.
وكان هذا أول ظهور رسمي طويل لها تجاوزته بنجاح وهي واقفة، بعد آخر حادثة ارتجاف عانتها، في العاشر من يوليو/تموز الحالي، وهي تستقبل رئيس الوزراء الفنلندي أنتي ريني في دار المستشارية.
واستعانت ميركل في اليوم التالي، لدى استقبالها رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن، بكرسيَّين لتجلس هي وضيفتها عليهما خلال مراسم الاستقبال الرسمي، لتتجاوز هذا الموقف.
الارتجافة التي تصيب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تثير فضول الصحافة، ولكن الشعب له رأي آخر
وتصرُّ ميركل بعد كل واقعة ارتجاف، على أنها على ما يرام، وأنها تعتني بصحتها وقادرة على أداء مهامها، وأن الأمر مرتبط بعملية استيعاب نفسي لأول حالة ارتجاف تعرضت لها خلال استقبالها الرئيس الأوكراني في شهر يونيو/حزيران الماضي.
في حين تطالب وسائل الإعلام بألمانيا ميركل بالتحدث تفصيلاً عن مرضها المفترض.
إلا أن استطلاعاً للرأي أظهر أن غالبية الألمان يرون الأمر شأناً شخصياً، وأن المستشارة ليست مضطرة إلى الكشف عن وضعها الصحي.
هل وجدت مؤلفةُ الكتاب تفسيراً أو حلاً لنوبات الارتجاف؟
وقارنت مؤلفة هذا الكتاب، في مقابلة مع عدد مجلة دير شبيغل لهذا الأسبوع، بين ما جرى معها والمستشارة ميركل، مؤكدةً إمكانية ظهور حالات الارتجاف حتى وإن كان المرء بصحته كاملةً.
وذكرت أن النوبات التي عانتها مشابِهةً جداً لما جرى مع المستشارة، وأن الأمر كان بمنزلة أحجية، حيث لم تحصل على تشخيص للحالة، رغم أنها زارت عديداً من الأطباء والمختصين بطب الأعصاب والطب النفسي، لكنهم لم يستطيعوا إيجاد أي عامل نفسي أو جسدي واضح مسبِّب للارتجاف.
وكانت الكاتبة قد ألَّفت كتاباً عن كيفية فقدانها السيطرة على جسدها، وكيف باتت تعاني نوبات ارتجاف، بدأت خلال كلمة عن والدها بعد عامين من وفاته. وكانت والدة ميركل قد توفيت في شهر أبريل/نيسان الماضي، عن عمر ناهز 90 عاماً.
وعما إذا كانت وفاة والدة ميركل هذا العام وراء هذه الظاهرة، أو لكونها متأثرة بمقتل سياسي صديق من حزبها مؤخراً، قالت هوستفيدت في حديثها مع "شبيغل"، إن ذلك يبقى مجرد تخمين، لكن قد تكون هناك صلة بينها، وقد يلعب الجانب النفسي دوراً في ذلك.
نصحتْها بدواء يأخذه الفنانون قبل الحفلات
وأوضحت هوستفيدت أنها لم تكن تعاني عندما بدأت هذه النوبات تنتابها من اضطراب هلع، إذ كان بوسعها مواصلة خطابها وهي ترتجف وكانت ستصبح على ما يرام صحياً بعدها.
كما قدمت الكاتبة الأمريكية نصيحة للمستشارة فيما يتعلق بالدواء الذي ينبغي لها أخذه لتجاوُز هذه المحنة. وقالت للمجلة إن على أطباء المستشارة أن يفكروا في عقاقير ضمن مجموعة "حاصرات مستقبِلات بيتا"، كدواء بروبرانولول، مشيرة إلى أن كثيراً من الموسيقيين يتناولونه قبل الظهور أمام الجمهور.
وطرحُ المشكلة في كتاب أنهى مشكلتها، ولكن الألمان مختلفون
وبينت أنه منذ أن تناولت هذه الظاهرة التي واجهتها في كتابها، لم تصادف حالات ارتجاف بعد ذلك.
واعتبرت المؤلفة الأمريكية أنه قد يكون التعامل مع مثل هذه الظواهر صعباً على نحو خاص بالنسبة للألمان، مستشهدة بسؤالها مراراً وتكراراً، خلال إجراء مقابلات معها في ألمانيا، كيف كان بوسعها كتابة شيء كهذا، وكيف لم تكن تخجل من ذلك، متسائلة: كيف ستخجل من شيء ليس بإمكانها التأثير عليه ألبتة.
وسيكون آخر ظهور رسمي لدى ميركل قبل الذهاب إلى عطلتها الممتدة 3 أسابيع في العشرين من هذا الشهر.