ربما يبدو هذا للوهلة الأولى أمراً مخيفاً..ولكن لا تقلق، بعض هذه الجينات المخيفة يمكن كبتها بتنشئة سليمة، ووجود هذه الجينات لا يعني بالضرورة وجود المرض أو السلوك الخاطئ.
بحسب بعض الدراسات العلمية، فإننا قد نرث بعض الجينات من آبائنا، التي تكون مسؤولة عن سلوكيات غير مرغوبة وأمراض معينة، لكن الأمر لا يزال موضوع بحث ودراسة، فلا تتسرع وتلقي باللوم على جيناتك متناسياً الدور الهام للعوامل البيئية.
حسناً، فلنتعرف على بعض هذه الجينات التي يمكن أن نرثها من آبائنا
جينات الأرق
كشفت دراسة شملت أكثر من 113 ألف شخص عن وجود سبعة جينات قد تسبب الأرق. ومن المثير للاهتمام أن بعض هذه الجينات كان معروفاً أنها تسبب أعراضاً أخرى مثل الاكتئاب واضطرابات القلق ومتلازمة الساق القلقة (RLS)، التي يمكن أن تؤدي جميعها إلى الأرق.
لا عجب إذاً أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق غالباً ما يعانون من بعض هذه الأعراض في نفس الوقت.
أحد الجينات هو جين MEIS1، الذي يرتبط باثنين من اضطرابات النوم، هما متلازمة تململ الساقين (RLS)، ومتلازمة حركات الأطراف الدورية في النوم (PLMS).
غالباً ما يكون لدى المصابين بمتلازمة تململ الساقين (RLS) الرغبة في تحريك أرجلهم، وعادةً ما تحدث في المساء أو في ساعات الليل عندما تكون جالساً أو مستلقياً، مما يؤدي إلى الشعور بالأرق والإرهاق.
وهي تشبه اضطراب حركات الأطراف الدورية في النوم PLMS، إلا أن المصابين بالاضطراب الأخير يحركون أطرافهم في نومهم دون الاستيقاظ. ومع ذلك، فإنهم غالباً ما يشعرون بالتعب في اليوم التالي.
جينات العنف
واستناداً إلى دراسة أجراها باحثون فنلنديون عام 2014، أنَّ المجرمين الذين يمتلكون جينات تسمى MAOA وCDH13 مسؤولون عمَّا بين 5 و10% من جميع الجرائم العنيفة في فنلندا.
كان 900 من المجرمين الذين شاركوا في الدراسة التي نشرت في مجلة Molecular Psychiatry مسؤولين عمَّا مجموعه 1154 جريمة قتل ومحاولات للقتل والاعتداء.
ومع ذلك، فإن وجود هذه الجينات لا يضمن بأي حال من الأحوال أن يصبح المرء عنيفاً، فقد أشار الباحثون إلى أن معظم الأشخاص الذين يحملون الجينات لن يتورَّطوا في الجريمة.
وأضافوا أيضاً أن تأثيرات الجينات يمكن كبتها بتنشئة سليمة، لذلك يعتقد بعض الباحثين أنه لا يمكن إلقاء اللوم على جينات MAOA وCDH13 بسبب أعمال العنف التي يرتكبها الناس.
الجين المسؤول عن اضطراب ما بعد الصدمة
اكتشف الباحثون أن الآباء يمكنهم نقل آثار التجارب المؤلمة التي عانوا منها إلى ذريتهم من خلال جيناتهم. وقد لوحظ هذا في أحفاد العبيد، والناجين من المحرقة، وقدامى المحاربين في حرب فيتنام، الذين نَقلوا وراثياً اضطراب ما بعد الصدمة PTSD إلى ذريتهم.
قادت البحث الدكتورة راشيل يهودا، من كلية إيكان للطب بجبل سيناء في مانهاتن. أوضحت الدكتورة يهودا أنه عندما يتعرض الناس لحدث مؤلم للغاية، يمكن أن يغير بالفعل جيناتهم، ويتم تمرير هذه التغييرات إلى الأحفاد.
قامت يهودا بأخذ عينات من العديد من الجيران اليهود الذين كانوا من أحفاد الناجين من الهولوكوست كجزء من الدراسة.
اكتشفت أن هرموناتهم تشبه بشكل وثيق هرمونات المحاربين القدامى، المصابين بحرب فيتنام. أيضاً، كانت اللوزة -وهي جزء من الدماغ المسؤول عن معالجة العواطف- نشطة للغاية مثل تلك الموجودة في قدامى المحاربين في فيتنام.
جين الخيانة الزوجية
الجين DRD4 هو المسؤول عن تنظيم مستويات الدوبامين في أجسامنا. الدوبامين مادة كيميائية تطلق في المخ، عندما ننخرط في سلوكيات ممتعة مثل الجنس.
في عام 2010 نُشرت دراسة بقيادة جاستن جارسيا من جامعة بينجهامتون في نيويورك، أنه يمكن لجين DRD4 أن يجعل الناس أكثر ميلاً للخيانة الزوجية.
توصل جارسيا وفريقه إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة 181 شاباً. ومع ذلك، يقول جارسيا إنه ينبغي على الشركاء غير المخلصين ألا يعتبروا وجود هذا الجين ذريعة لسلوكهم الخاطئ. وأضاف أيضاً أن وجود هذا النوع من الجين DRD4 لا يضمن أن الشخص سوف يخون.
جين مسؤول عن آلام الظهر
توصل عدد من العلماء في قسم شؤون المحاربين القدامى بجامعة "سياتل" الأمريكية، إلى وجود 3 طفرات جينية قد تكون مرتبطة بآلام الظهر التي تصيب الكثيرين حول العالم.
ويعتقد العلماء أن الطفرات الجينية التي تطرأ على 3 جينات (SOX5 ،GSDMC ،DCC) قد تؤثر على تطور العمود الفقري.
وقام العلماء بتحليل جينات أكثر من 150 ألف شخص خضعوا للدراسة، ولوحظ ارتباط الطفرات الثلاث بظروف مؤلمة مثل التهاب المفاصل، وعرق النساء، خاصة مع الطفرة الجينية لجين SOX5، كما سبق أن ارتبطت طفرات SOX5 بهشاشة العظام في الركبة والفخذ واليد والغضروف والعيوب الهيكلية في الفئران.