تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات لمشاهد من أحداث فض اعتصام الخرطوم، وذلك عقب عودة خدمة الإنترنت إلى البلاد بعد انقطاعها 36 يوماً بقرار من المجلس العسكري.
وأظهرت الفيديوهات التي أصابت السودانيين بالصدمة، بعض مشاهد الاعتداء بالضرب على المدنيين الذين اعتصموا بطريقة سلمية أمام قيادة الجيش السوداني، مطالبين بحكومة مدنية.
في حين أظهرت المقاطع اعتداء جنود قيل إنهم يتبعون لقوات الدعم السريع وفقاً للزي الذي يرتدونه، على النساء والشابات المعتصمات، بجانب انتهاكات فظيعة بحق شبان من المعتصمين.
وأظهرت المقاطع نفسها وضع الجنود أحذيتهم العسكرية الثقيلة على رؤوس ضحايا عقب الاعتداء عليهم.
في حين نشرت شبكة BBC الإخبارية مشاهد مروعة لعملية فض اعتصام المتظاهرين في السودان مطلع يونيو/حزيران 2019، وقالت إن صحفيين في وحدة "إفريقيا آي" الاستقصائية بالخدمة الإفريقية التابعة للقناة وثَّقت وحللت نحو ثلاثمئة مقطع فيديو من مسرح الحدث، إذ احتفظ بها متظاهرون على هواتفهم النقالة، لتوثيق فض الاعتصام بالقوة.
ويحمل التحقيق الاستقصائي مقاطع ومشاهد مروعة للجرائم التي ارتُّكبت ضد المعتصمين في العاصمة السودانية الخرطوم.
وأصيب السودانيون بحالة من الغضب والصدمة فور انتشار الصور والفيديوهات، وخيمت حالة من الصدمة النفسية على وسائل التواصل الاجتماعي طوال اليومين الماضيين، وكتبت سلمى على موقع تويتر في تغريدة: "لا يمكن السكوت عن هذه الانتهاكات، يجب أن يقدم هؤلاء أولاً للمحاكم، ليكونوا عظة وعبرة، لكن مَن تُسول له نفسه إهانة مواطن سوداني!".
وكتبت صفحة "مليونية 30 يونيو" في تغريدة مرفقة بفيديو عن فض الاعتصام: "لن نغفر ..لا نساوم".
فتح تحقيق في أحداث فض اعتصام الخرطوم
وأمر النائب العام السوداني، الوليد سيد أحمد محمود، بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث بمنطقة القيادة العامة للقوات المسلحة، في إشارة إلى فض اعتصام الخرطوم بالقوة.
ووفق وكالة الأنباء السودانية، فإن القرار "نصّ على تشكيل اللجنة من رؤساء نيابات عامة ووكلاء أعلى نيابات ووكلاء أوائل نيابات وممثلين للشرطة وممثلين للقضاء العسكري". ووجه القرار بأن يبدأ التحقيق فوراً، وفق المصدر ذاته.
وأعرب المجلس العسكري السوداني، عن أسفه لتطور الأوضاع عقب فض اعتصام الخرطوم بمحيط قيادة الجيش، مجدِّداً الدعوة للتفاوض للتوصل إلى التحول المنشود.
وأشار المجلس في بيان نشره على حسابه بـ "تويتر" إلى "انحياز القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى إلى إرادة التغيير"، مشيراً إلى أنها "ظلت تعمل جاهدة للوصول إلى اتفاق حول الترتيبات للفترة الانتقالية، وقد حققت تقدماً ملموساً في هذا الإطار".
واقتحمت قوات الأمن السودانية موقع اعتصام السودانيين وسط العاصمة الخرطوم الإثنين 3 يونيو/حزيران 2019، وسط طلقات نار، فيما وصفه ناشطون بأنها محاولة لفض الاعتصام من قِبل الشرطة وقوات الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود ومحطات تلفزيون عربية، وقوع إطلاق نار كثيف بمنطقة الاعتصام، في وقت أغلقت فيه قوات الأمن الشوارع وسط الخرطوم.