أصبح كيم جونغ أون يحمل رسمياً لقب رئيس دولة كوريا الشمالية، والقائد الأعلى لجيشها، وذلك بموجب دستور جديد، قال مراقبون إنه ربما يهدف إلى الاستعداد لإبرام أي معاهدة سلام مع الولايات المتحدة.
وتدعو كوريا الشمالية منذ فترة لإبرام اتفاق سلام مع أمريكا لتطبيع العلاقات، وإنهاء حالة الحرب القائمة رسمياً منذ انتهاء الحرب الكورية، التي استمرت من عام 1950 إلى عام 1953 بهدنة وليس بمعاهدة سلام.
وينص الدستور الجديد الذي كشف النقاب عنه في موقع "ناينارا" الإلكتروني الرسمي، أمس الخميس 11 يوليو/تموز 2019، على أن كيم بوصفه رئيس لجنة شؤون الدولة التي تأسست عام 2016، هو "الممثل الأعلى لكل الشعب الكوري"، وهو ما يعني أنه رئيس الدولة، وأنه "القائد الأعلى للجيش".
حلم كيم جونغ
وكان الدستور السابق يطلق على كيم "الزعيم الأعلى" الذي يقود "القوة العسكرية الشاملة" للبلاد.
وكان رئيس الدولة رسمياً في السابق هو رئيس البرلمان الذي يعد كياناً شرفياً، وهو منصب يطلق عليه رئاسة مجلس الشعب الأعلى.
وقال كيم دونغ-يوب الأستاذ بمعهد الشرق الأقصى بجامعة كيونغنام في سول: "كان حلم كيم أن يصبح رئيس كوريا الشمالية وقد حقق حلمه فعلياً"، وأضاف: "سعى طويلاً لأن ينفض الغبار عن سياسة الجيش أولا غير الطبيعية، التي التزمتها البلاد لفترة طويلة" .
وقد حول كيم التركيز إلى الاقتصاد في العام الماضي وبدأ محادثات مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بقدرات بلاده النووية، وسار في خطوات لإبراز صورته كزعيم عالمي من خلال عقد اجتماعات قمة مع كوريا الجنوبية والصين وروسيا.
وقالت هونغ مين، الباحثة البارزة في المعهد الكوري للوحدة الوطنية في سول، إن التغيير يهدف أيضاً إلى الاستعداد لإبرام معاهدة سلام محتملة مع الولايات المتحدة.
وأضافت: "التعديل ربما يتيح فرصة جيدة لإرساء وضع كيم كزعيم يمكنه توقيع معاهدة سلام عندما يحين وقت هذا، كما أنه يعزز صورة البلاد كدولة طبيعية".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والزعيم الكوري كيم جونغ قد اتخذا خطوة تاريخية عندما وطأت قدما ترامب كوريا الشمالية، نهاية يونيو/ حزيران الماضي، في مواصلة لولعه بالتباهي والمفاجآت، إذ أجرى محادثات مع كيم في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.