اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران، الأربعاء 10 يوليو/تموز 2019، بتخصيب اليورانيوم سراً ولفترة طويلة، وحذَّر من أن العقوبات الأمريكية ستزيد قريباً، في حين عقدت منظمة تابعة للأمم المتحدة اجتماعاً طارئاً بشأن انتهاك طهران للاتفاق النووي.
وقال ترامب على "تويتر": "لطالما كانت إيران تخصب (اليورانيوم) سراً، في انتهاك كامل للاتفاق الرديء الذي تكلف 150 مليار دولار والذي أبرمه (وزير الخارجية السابق) جون كيري وإدارة (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما. تذكَّروا أن أجَل هذا الاتفاق كان سينقضي خلال سنوات قليلة. العقوبات ستزيد قريباً وبشكل كبير".
ترامب يهدد بعقوبات أمريكية إضافية على إيران
قال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران براين هوك، لقناة "الجزيرة" الفضائية، إن بلاده تسعى إلى عقد اتفاق مع إيران يحظى بموافقة الكونغرس، ليحل محل الاتفاق النووي المبرم في 2015 والذي انسحب منه الرئيس دونالد ترامب العام الماضي.
وتقول إدارة ترامب منذ وقت طويل، إن أحد عيوب الاتفاق الذي أُبرم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، هو أن الكونغرس لم يصدِّق عليه رسمياً.
وقال هوك أيضاً، حسبما أفادت تغريدات لقناة "الجزيرة" على "تويتر"، إن واشنطن قد تفرض عقوبات جديدة على إيران. وأضاف أن بإمكان دول الخليج العربية أن تكون أكثر فاعلية في مواجهة إيران إذا كانت متحدة.
وستستغل الولايات المتحدة اجتماعاً طارئاً لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، الأربعاء، لزيادة الضغط على إيران بسبب انتهاكها الاتفاق النووي، لكن دبلوماسيين لا يتوقعون إجراء ملموساً، في حين يدرس أطراف الاتفاق خطوتهم المقبلة.
وخرقت إيران، خلال الأسبوعين الماضيين، حدَّين أساسيين بالاتفاق، الذي كان يهدف ككل إلى تمديد الوقت الذي يمكن أن تحتاجه إيران للحصول على ما يكفي من مواد انشطارية لإنتاج سلاح نووي، إذا اختارت فعل ذلك، إلى عام بدلاً من نحو شهرين أو ثلاثة.
بينما تؤكد إيران أنها ستواصل "خرق الاتفاق النووي"
وقال الرئيس حسن روحاني إن الإجراءات الإيرانية تأتي في إطار الاتفاق، رافضاً تحذيراً من الأطراف الأوروبية لطهران لكي تواصل الامتثال الكامل للاتفاق.
وتقول طهران إنها ترد على العقوبات الاقتصادية التي عاودت واشنطن فرضها عليها منذ أن انسحبت من الاتفاق قبل عام. وبينما تقول الولايات المتحدة إنها منفتحة على إجراء محادثات بشأن اتفاق أوسع نطاقاً، تقول إيران إنها يجب أن تتمكن أولاً من بيع القدر نفسه من النفط الذي باعته قبل انسحاب الولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة نشرها على "تويتر"، إن دعوة الولايات المتحدة إلى اجتماع الأربعاء، أمر يدعو إلى السخرية؛ نظراً إلى أنها انسحبت من الاتفاق النووي، و"تعاقب كل من يلتزمه".
وتقول طهران إنها ستواصل خرق حدود الاتفاق واحداً تلو الآخر حتى تحصل على المكاسب الاقتصادية التي وعد بها الاتفاق.
وقال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: "الانسحاب من الاتفاق كان خطأ فادحاً من الأمريكيين… تسبب في هذه المشاكل كلها". وأضاف: "حصل (أطراف الاتفاق) الأوروبيون على ما يكفي من الوقت لإنقاذ الاتفاق".
وتعكف واشنطن في الوقت نفسه على عزل إيران، لإجبارها على التفاوض على الاتفاق النووي وبرنامجها الصاروخي وسلوكها في المنطقة.
في انتظار مواجهة "نارية" بين طهران وواشنطن
قال دبلوماسيين من عديد من دول المجلس، إن جدلاً نارياً سيدور على الأرجح بين المبعوثَين الإيراني والأمريكي خلال الاجتماع المغلق، لكنهم لا يتوقعون أن يتخذ المجلس أي إجراء ملموس.
وقال مصدر مخابرات غربي، لـ "رويترز": "تشير آخر الخطوات إلى أن قيادة طهران اتخذت قراراً بالانتقال إلى موقف الهجوم، لكسب أرض في مواجهة المجتمع الدولي والتوصل إلى حل، للتخلص من قيودها".
وقال دبلوماسيون إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أبلغت الدول الأعضاء، في اجتماع مغلق، اليوم الأربعاء، أن إيران تخصب اليورانيوم بدرجة نقاء 4.5 في المئة، أي بما يفوق مستوى 3.67 في المئة الذي يسمح به الاتفاق.
وبينما تنتهك إيران بنود الاتفاق الذي تراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفيذه، فإن الوكالة ليست طرفاً في الاتفاق ولم تنتهك طهران اتفاق الضمانات الملزمة به تجاه الوكالة.
وقال دبلوماسي أوروبي/ "لم نُرِد هذا الاجتماع"، لكنه أضاف بتهكم "إنها فرصة ليعبر الجميع عن أنفسهم".
وتطالب إيران الأطراف الأوروبية في الاتفاق، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بحماية اقتصادها من العقوبات الأمريكية. وأنشأت هذه الدول آلية للتجارة ستتمكن من التعامل مع الكميات الصغيرة، لكنها تقول إنها لا تملك الكثير لتفعله لتضمن مبيعات النفط المهمة التي تسعى إيران إليها.