قضت إحدى المحاكم الألمانية الأربعاء 10 يوليو/تموز 2019، بالسجن المؤبد ضد طالب عراقي تمت ملاحقته في قضية اغتصاب وقتل مراهقة. وأُدين العراقي علي بشار، البالغ من العمر 22 عاماً، باغتصاب وقتل سوزانا فيلدمان، البالغة من العمر 14 عاماً، في 23 مايو/أيار 2018، في فيسبادن.
كما حرمته المحكمة من فرصة طلب إطلاق سراح مشروط بعد 15 عاماً من السجن، تبعاً لطلب النيابة العامة، لأن الجريمة تنطوي على "قسوة استثنائية"، حسب توصيف القضاء الألماني، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
محاولة فرار اللاجئ العراقي قبل العودة إلى ألمانيا
ورأى القاضي يورغن بونك أن العراقي "ع ب"، الذي اعتذر مرتين من عائلة الضحية، لم يبدِ "أي ندم صادق" وارتكب جريمته "بدم بارد". واعترف المتهم بقتله للشابة، لكنه نفى اغتصابها وأكد أن العلاقة الجنسية مع الفتاة، التي كان على معرفة مسبقة بها، تمت برضاها.
وحاول الجاني إخفاء الجريمة والهروب إلى العراق، قبل أن تعثر الشرطة على جثة الضحية سوزانا فيلدمان بعد أسبوعين من قتلها، مدفونة على طرف سكة حديدية، قرب بيت القاتل الذي يعيش فيه مع أهله وأشقائه وشقيقاته.
وكانت والدة الضحية ديانا فيلدمان اتهمت الشرطة الألمانية بالإهمال، معتبرة أنها لم تؤخذ على محمل الجد حينما بلغت عن اختفاء ابنتها.
وبعد ارتكابه جريمته، هرب الشاب الذي وصل لألمانيا في عام 2015، إلى العراق مع عائلته دون أن يسائلهم أحد على الحدود. وأعادته بعد ذلك عناصر من الشرطة الألمانية في التاسع من يونيو/حزيران 2018، من دون أن تصرح بغداد بتسليمه.
جريمة حاول اليمين المتطرف استغلالها سياسياً
وخلال الأشهر الأربعة للمحاكمة، تحدثت خبيرة نفسية قابلته عن شاب يعتبر النساء "ساقطات" ومكانهن في المطبخ، حسب اعتقاده.
ويحاكَم هذا العراقي أيضاً بجلسة مغلقة بتهمة اغتصاب طفلة بالغة من العمر 11 عاماً، بالتواطؤ مع لاجئ أفغاني يبلغ من العمر 14 عاماً.
وكانت جريمته أثارت كثيراً من الغضب في ألمانيا، وسط جدل حول استقبال مئات الآلاف من اللاجئين، الذين رحبت بهم المستشارة أنجيلا ميركل في 2015.
وحاول اليمين المتطرف الألماني أن يستغل هذه القضية المأساوية سياسياً. وحضر نائب من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، في جلسة إصدار الحكم بحق علي بشار. وعادة ما يُتهم هذا الحزب بأنه يعزز مناخ الخوف باستغلاله حوادث متعددة يكون المهاجرون أو اللاجئون طرفاً فيها.
كيف تعرَّف عليها؟ لقد كانت حبيبة شقيقه!
وأثارت قضية اغتصاب وقتل لاجئ عراقي لفتاة ألمانية غضباً في البلاد بعد أن عثرت السلطات على جثتها مطلع يونيو/حزيران الماضي، في منطقة قريبة من مدينة فيسبادن.
واعترف عليّ بشار بارتكابه جريمة القتل بعد اعتقاله، لكنه نفى اغتصاب الضحية (14 عاماً)، بحسب ما ذكرته الشرطة والنيابة العامة، مدَّعياً أنه قتلها خوفاً من اتصالها بالشرطة، بعد أن أصيبت بجراح في وجهها؛ من جراء سقوطها.
ونقلت قناة "برو زيبن" الألمانية الخاصة، عن فتاة قالت إنها كانت صديقة الضحية، قولها إن سوزانا تعرَّفت على المشتبه فيه علي عن طريق شقيقه الأصغر، مشيرة إلى أن الأمور كانت طبيعية، لكن باتوا يتعاطون المخدرات، بشكل يومي تقريباً.
وتقول القناة إن الضحية سوزانا أُغرمت بشقيق المشتبه فيه، بحسب أصدقائها، فباتت تتغيب عن المدرسة وتتعاطى أيضاً المخدرات.