قال مسؤول إماراتي، اليوم الإثنين 8 يوليو/تموز 2019، إن الإمارات العضو الرئيس في التحالف الذي تقوده السعودية باليمن، تقوم بعملية سحب لقواتها من هناك، ضمن خطة "إعادة انتشار" لأسباب "استراتيجية وتكتيكية".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المسؤول -الذي لم تذكر اسمه- قوله في دبي، إن "الإمارات تعمل على الانتقال من استراتيجية عسكرية إلى خطة تقوم على تحقيق السلام أولاً".
وأكد المسؤول أن "هناك انخفاضاً في عديد القوات لأسباب استراتيجية في الحديدة (غرب) وأسباب تكتيكية في مناطق أخرى"، مضيفاً أن "الأمر يتعلّق بالانتقال من (…) استراتيجية القوة العسكرية أولاً إلى استراتيجية السلام أولاً".
سحب للقوات
وفي نهاية يونيو/حزيران الماضي، نقلت وكالة رويترز عن أربعة مصادر دبلوماسية غربية، قولها إن الإمارات تقلص وجودها العسكري في اليمن، بسبب التهديدات الأمنية الناجمة عن تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
وذكر اثنان من الدبلوماسيين أن الإمارات سحبت بعض القوات من ميناء عدن الجنوبي، ومن الساحل الغربي لليمن، وهي مناطق شكلت فيها وسلحت قوات محلية تقود القتال ضد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران على ساحل البحر الأحمر.
ولا توجد معلومات حول حجم القوات الإماراتية في اليمن، لكن المؤكد أن الإماراتيين لا يشاركون في القتال على الأرض ضد الحوثيين، ويقتصر دورهم على الإشراف والدعم اللوجستي للقوات الموالية للحكومة اليمنية، والقوات السودانية التابعة للتحالف العربي، وقفاً لوكالة الأناضول.
وربما يعود ذلك إلى الضربة القاصمة التي تعرض لها الإماراتيون في الأشهر الأولى من الحرب، إذ قتل 45 جندياً إماراتياً وخمسة بحرينيين بصاروخ أرض أرض، أطلقه الحوثيون على معسكر في مأرب، شرقي اليمن.
خلاف حول اليمن
ورأى موقع Lobe Log الأمريكي أن قرار الإمارات سحب غالبية قواتها من اليمن يُسلِّط الضوء على الحقائق القاسية الكامنة وراء الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، وعند مدى الخلاف بين أبوظبي والرياض في هذه الملفات.
وقال إن هذا الانسحاب يشير إلى أن الإمارات تستعد لاحتمالية اندلاع مواجهةٍ عسكرية أمريكية مع إيران، حيث من المُمكن أن تبرز الإمارات والسعودية بوصفهما مواقع حربٍ رئيسية، فضلاً عن أنَّه يعكس الاختلافات قديمة العهد في النهج الذي تتبعه السعودية والإمارات داخل اليمن.
كذلك رأى الموقع نفسه، أن الانسحاب يُسلِّط الضوء كذلك على اهتمام الإمارات الطويل الأمد بمكانتها الدولية في ظل انتقاد متزايد للخسائر بين المدنيين بسبب هذه الحرب، فضلاً عن كونه اعترافاً بأن الدعم الذي لا شك فيه من جانب إدارة ترامب قد لا يكون كافياً لحماية حلفائها من الإضرار الشديد بسُمعتهم.
ورغم أنَّ الإمارات سحبت الجزء الأكبر من قواتها في المناطق الرئيسية داخل اليمن، فإنَّها تترك وراءها القوات المحلية المدربة على يد الإمارات، والتي ستُواصل تنفيذ أوامرها. علاوة على أنَّ هذا الانسحاب ليس انسحاباً بنسبة 100 %، إذ تحتفظ الإمارات بقاعدة المُكَلَّا لعمليات مكافحة الإرهاب.
ويتمركز الإماراتيون في ميناء المخا (غرب اليمن) الذي حولوه إلى قاعدة عسكرية، ومعسكر البريقة غربي عدن، ومقر شركة الغاز في ميناء بلحاف (جنوب شرق)، وفي مدينة المكلا بمحافظة حضرموت (شرق)، وبنسبة أقل في معسكر تداوين شرق مدينة مأرب (شرق).
وخلال العامين الأخيرين، حاول الإماراتيون التواجد في محافظة المهرة المحاذية لسلطنة عمان، وجزيرة سقطرى ذات الموقع الاستراتيجي على طريق الملاحة الدولية، إلا إنها لاقت صداً شعبياً كبيراً، لتتدخل القوات السعودية وتحل محلها.