كان اغتيال يوليوس قيصر نتيجة لتآمر أعضاء مجلس الشيوخ الروماني للخلاص من الإمبراطور، فخطَّطوا لطعنِه، وبالفعل فقد القائد الروماني حياتَه بـ23 طعنة في العام 44 قبل الميلاد.
كان مجلس الشيوخ قد أعلن قبل وفاته بوقت قصير أنَّ قيصر إمبراطور دائم، خوفاً من أي تحركات لإيقافه عن سلسلة الإصلاحات التي كان ينفذها في روما، والتي كوَّنت له قاعدة عريضة من الأتباع.
كانت شعبية يوليوس قيصر مزعجة بالنسبة لعدد من أعضاء الشيوخ، أبرزهم كاسيوس وبروتس، الذين أطلقوا على أنفسهم لقب جماعة "المحرِّرين".
لكن لماذا عجَّلوا باغتياله؟ وفقاً لمجلة History Today البريطانية، كان قيصر قد أعلن عن نيته الخروج على رأس حملة عسكرية لإخضاع الإمبراطورية البارثية "الواقعة محل إيران حالياً"، فوجد أعداؤه أنها الفرصة المناسبة فعجّلوا بخطتهم.
اغتيال مُدبَّر
كان من المقرر اغتيال قيصر في مسرح بومبي، حيث رتَّب بروتس سلسلة من منافسات المصارعة، ودعا إليها الإمبراطور، لكن قيصر وصلته العديد من التحذيرات بشأن مؤامرة على وشك استهدافه، لكن بروتس أقنعه أن مجلس الشيوخ سيتضجَّر إن لم يحضر المنافسة.
حاول القائد العسكري أنتوني مارك التدخل، وكان قريباً من قيصر وحليفاً له، وكان مرتاباً هو الآخر من أنَّ مكروهاً من الممكن أن يصيبه، لكنه لم يُفلح في منع اغتياله.
قدَّم أحد الجنود، واسمه لوسيوس تيليوس سيمبر، لقيصر، لحظة وصوله إلى ساحة العرض عريضة يُطالب فيها بإعادة أخيه المنفي خارج روما، وحين رفض قيصر جذبه سيمبر من عنقه بشدة، وطعن خنجراً في رقبته.
حتى أنت يا صغير؟
كان المتآمرون على يوليوس اتفقوا على أن يوجِّه كلٌّ منهم له طعنة، حتى يتفرَّق دمُه بينَهم ولا يُتّهم أحدهم بقتله، وبمجرد أن بدأ سيمبر القتل تجمَّع مدبِّروا عملية الاغتيال وعلى رأسهم كاسيوس وبروتس، وطعنوه في أنحاء جسده.
كانت آخر طعنة تلقَّاها من صديقه المقرَّب بروتس، الذي اعتبره أخاً صغيراً له، ووفقاً للمؤرخ الروماني سوتونيوس فإنَّ قيصر قد وجَّه كلماته لبروتس قائلاً له "حتى أنت يا صغير"، لم يقل قيصر كلمات شكسبير التي خلَّدها في مسرحيته الشهيرة "يوليوس قيصر"، حتى أنت يا بروتس.
ادَّعى بروتس حينَها أنَّه قتل يوليوس لأنه أحبَّه بشدة، لكن حبه لروما كان أكبر، وأن قتله في مصلحة روما، وما إن توجَّه المتآمرون ضدَّه إلى مركز الحكم حتى واجهوا حشوداً من أنصار الإمبراطور المغدور، الذين بدأوا بإضرام النيران في الشوارع.
عمَّت الفوضى، وكانت روما على مشارف حرب أهلية، وهزم كاسيوس وبروتس في معركة فيليبي في مقدونيا، في عام 42 قبل الميلاد، أمام قوات يقودها مارك أنتوني، حليف أنطونيوس، وجايوس أوكتافيوس الذي خلف قيصر في الحكم.