الكونغرس يدعو إلى الوقف الفوري لعملة فيسبوك الجديدة

قال موقع مجلة Vanity Fair الأمريكية إن نواب الكونغرس طلبوا رسمياً من فيسبوك وقف جهود تشفير العملة، على الأقل في الوقت الحالي.

وفي رسالة أُرسلت إلى مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، ومدير العمليات شيريل ساندبيرغ، والرئيس التنفيذي لـCalibra ديفيد ماركوس، طلبت لجنة الشؤون المالية في الكونغرس من فيسبوك وشركائها "الموافقة على الفور على وقف أي تقدّم بشأن Libra (عملتها المشفرة المقترحة) وCalibra (محفظتها الرقمية المقترحة)".

مُستشهدين بـ "نية منافسة السياسة النقدية للولايات المتحدة والدولار"، وقال المشرعون إن النظام النقدي المقترح: "يثير مخاوف بالغة تتعلق بالخصوصية، والتداول، والأمن القومي، والسياسة النقدية، ليس فقط لمستخدمي فيسبوك الذين يزيد عددهم عن ملياري مستخدم، ولكن أيضاً للمستثمرين والمستهلكين، والاقتصاد العالمي الأوسع نطاقاً".

"Libra" عملة خاصة بفيسبوك 

فيما أعلنت فيسبوك لأول مرة عن Libra في يونيو/حزيران 2019، كمحاولة جديدة للعملات المشفرة، كان زوكربيرغ يأمل بها أن "يسهل على الجميع إرسال وتسلم الأموال تماماً مثلما تستخدم تطبيقاتنا لمشاركة الرسائل والصور بصورة فورية".

على الرغم من أن فيسبوك هي المُنشئ الفني للعملات المشفرة، فقد اقترحت الشركة أنَّها ستكون من بين 100 شريك ستكون لهم كلمة في العملة المشفرة، والتي ستشرف عليها شركة Libra Association المحايدة في سويسرا.

يبدو أن فيسبوك على استعداد للتنازل عن السيطرة الكاملة على Libra، بالإضافة إلى تأكيدها المُلِح على أن المنصة ستكون آمنة، وتبدو مصمّمة على درء الانتقادات القائمة على إخفاقات الخصوصية السابقة للشركة، لكن الكونغرس لا يصدِّق وعودَها.

كتب المشرعون أن "المخاطر النظامية" التي تشكلها منصة العملة المشفرة، وخاصة دون إشراف وقواعد كافية: "أكثر وضوحاً في ضوء ماضي فيسبوك المليء بالقلاقل، إذ لم تحفظ معلومات مستخدميها بأمان دائماً".

فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" تعود من جديد 

وأشارت لجنة الكونغرس إلى فضيحة Cambridge Analytica لدعم وجهة نظرها، إلى جانب انتشار حسابات فيسبوك وهمية تُبدي "الدعاية الإرهابية وخطاب الكراهية" والدعاوى القضائية التي رفعت ضد الشركة لانتهاكها قوانين الإسكان العادل.

وجاء في الرسالة التي كانت موقَّعة من نائب رئيس لجنة الخدمات المالية، ماكسين واترز، وممثلي اللجان الفرعية كارولين مالوني، وويليام لاسي كلاي، وأل غرين، وستيفين فرانسيس لاينش: "نظراً لأن فيسبوك بالفعل في متناول أكثر من ربع سكان العالم، فمن الضروري أن تتوقف الشركة وشركاؤها على الفور عن خطط التنفيذ، حتى تتاح للمنظمين والكونغرس فرصة لدراسة هذه القضايا واتخاذ الإجراءات اللازمة".

"خلال هذا التأجيل، نعتزم عقد جلسات استماع علنية حول مخاطر وفوائد الأنشطة القائمة على العملة المشفرة، واستكشاف الحلول التشريعية. إن الفشل في وقف التنفيذ قبل أن نتمكن من القيام بذلك يهدد بنظام مالي جديد مقره في سويسرا أكبر من أن يفشل".

فيسبوك تواصل هيمنتها دون رادع  

وجاءت الرسالة الرسمية لمجلس النواب بعد أن دعا ووترز شفهياً إلى التأجيل بعد فترة وجيزة من الإعلان عن العملة Libra، قائلًا إن فيسبوك: "تواصل توسعها دون رادع، ويمتد نطاق نفوذها ليمتد إلى حياة مستخدميها".

على الرغم من أن المشرعين الديمقراطيين هم فقط الذين وقَّعوا على خطاب يوم الثلاثاء بتاريخ 2 يوليو/تمّوز، يبدو أن نقد اللجنة لفيسبوك يحظى بدعم الحزبين؛ إذ حثَّ النائب باتريك ماكهنري، الجمهوري البارز في اللجنة، ووترز سابقاً على الدعوة إلى عقد جلسات استماع بشأن العملة المشفرة.

كما طلبت لجنة الشؤون المصرفية والإسكان والشؤون الحضرية التابعة لمجلس الشيوخ، التي يقودها الجمهوريون، من فيسبوك، تقديم المزيد من الإيضاحات بشأن خطط عملتها المشفرة.

ومن المقرر أن تعقد اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ جلسة استماع بشأن Libra في 16 يوليو/تموز، بينما تعقد لجنة مجلس النواب جلسة الاستماع الأولى بشأن Libra و "تأثيرها على المستهلكين والمستثمرين والنظام المالي الأمريكي"، في السابع عشر من نفس الشهر.

تمثل رسالة يوم الثلاثاء الخطوة الأخيرة في معركة متصاعدة بين فيسبوك والحكومة الفيدرالية، إذ يواجه عملاق التكنولوجيا حالياً غرامات وشيكة من قبل لجنة التجارة الفيدرالية، وإجراء تحقيقات محتملة في مجال مكافحة الاحتكار، وزيادة التدقيق من جانب السياسيين من كلا الجانبين.

الولايات المتحدة ليست البلد الوحيد القلق من عملة فيسبوك 

ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة ليست هي البلد الوحيد الذي يبدو أنه قلق بشأن ما يمكن أن تجلبه Libra.

أثار المسؤولون من دول مثل سنغافورة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بالفعل مخاوف بشأن المشروع الطموح، وبالنظر إلى مدى انتشار فيسبوك عالمياً، فقد تكون هذه المخاوف مجرد بداية.

في حديثه مع رويترز، توقَّع شون بارك، مؤسس وكبير موظفي الاستثمار في شركة رأس المال الاستثماري Anthemis: "لن يحصلوا على تصريح حرّ في أي مكان"، مضيفاً أن الشركة ستحتاج "في النهاية إلى مئات التراخيص، ربما الآلاف، من مئات المنظمين المختلفين في جميع أنحاء العالم".

ووفقاً لباري لين، المدير التنفيذي لمجموعة مناصرة مكافحة الاحتكار، Open Markets Institute، فإنَّ هذا المسعى من غير المحتمل أن يتم بسلاسة.

وقال لين لرويترز "إنها كارثة كاملة من منظور تنظيمي، فهي شركة لديها مشاكل ضخمة في جميع أنحاء العالم مع المنظمين، وسوف يزداد الأمر سوءاً".

وتأتي هذه المخاوف التنظيمية في مقدمة النقد المتوقع لدخول فيسبوك إلى سباق العملات المشفرة، قالت أستاذة كلية الحقوق في سانت ماري أنجيلا وولش لموقع Wired: "لقد كان الرد في الفضاء المشفر هو أن هذا كابوس حالم"، وأبلغت بعدم الارتياح في صفوف بعض شركاء Libra Association التابعة لفيسبوك.

شركات كثيرة تقرر الانضمام إلى فيسبوك 

ووفقاً لتقرير حديث لصحيفة New York Times، فإن الشركات الأخرى المعنية بالعملات المشفرة لديها "اتفاقية غير ملزمة" مع Facebook، وكانت "تقترب من Libra بحذر". 

وذكرت صحيفة Times، استناداً إلى مقابلات مع المديرين التنفيذيين للشركات السبع المعنية أن: "عدداً من الشركاء قالوا إنهم سيقررون الانضمام إلى الشركة وسداد الدفعات بعد المزيد من الإيضاحات حول كيفية عمل Libra".

على الرغم من أن فيسبوك لم تستجب حتى الآن لطلب المجلس الأخير، فإنه يبدو أن الشركة التكنولوجية مصممة حتى الآن على الاستمرار في خطط عملتها المشفرة، على الرغم من الانتقادات المتزايدة.

وقال متحدث باسم فيسبوك لرويترز: "هذا الفحص الذي رأيناه شيء توقعناه ونرحب به".

وتابع: "لقد تعمَّدنا الإعلان عن ذلك في توقيت مبكر، من أجل جعل هذا الخطاب مفتوحاً وجمع التعليقات".

وبالمثل، قالت المتحدثة إلكا لوكس في بيان لصحيفة Times إن الشركة تنوي: "الدخول في حوار بنَّاء، والمناقشة مع زملائنا من الأعضاء المؤسسين، والترحيب بأعضاء إضافيين خلال الأشهر المقبلة".

وأضافت: "نعلم أن هذا سيستغرق بعض الوقت، وأنه لن يكون سهلاً، لكننا سنعمل معاً على جعل مهام Libra حقيقة".