تعرضت إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي إلى سيل من الانتقادات، بسبب تصرفاتها خلال القمة التي جمعت دونالد ترامب، والزعيم الكوري كيم جونغ أون في كوريا الشمالية، وعن أدائها في قمة العشرين باليابان.
وقالت صحيفة The New York Times الأمريكية، الإثنين 1 يوليو/تموز 2019، إن إيفانكا استغلت يوم الأحد الفائت اللقاء المرتجل بين والدها وكيم جونغ أون، للانغماس أكثر في دور المتحدثة غير الرسمية باسم الدولة والسياسة المخضرمة لإدارة ترامب.
وفي وجود زوجها، جاريد كوشنر -وهو أحد كبار مستشاري إدارة ترامب- إلى جانبها، أجرت إيفانكا ترامب مقابلات صحفية، وتموضعت للتصوير، وحضرت اجتماعاً مغلقاً بين والدها وكيم جونغ أون.
وفي وقت سابق ذلك اليوم، كرّرت إيفانكا ما يقوله والدها عادة حول التعامل مع كوريا الشمالية، وقالت إنَّ "شمال الجزيرة الكورية سيكون خالياً من العقوبات المقيدة وجاهزاً لطفرة اقتصادية، إذا أقدم كيم جونغ أون على التخلص من برنامجه النووي".
في الساعات التي سبقت الخطوات التاريخية لوالدها للعبور إلى كوريا الشمالية، قالت إيفانكا لوكالة Bloomberg الأمريكية: "نحن على أعتاب إعلان ما يُحتمل أن يكون حقبة ذهبية لشبه جزيرة كوريا".
لكن بعد خروجها بساعات من اجتماع الزعيمين المغلق، لم تصرح سوى بكلمة واحدة فقط للصحفيين حول زياراتها لكوريا الشمالية إذ وصفتها بأنَّها "سريالية".
ترامب وعائلته في الحكم
ووصف متابعون آخرون للزيارة مشاركتها فيها بأنَّها غير مناسبة. وقال مايكل أ.مكفول، الذي كان يشغل منصب السفير الأمريكي لدى روسيا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما: "إيفانكا ترامب ليست عضوة في مجلس الأمن القومي، وليست مستشارة في القضايا التي تُجرى مناقشتها، لذا فوجودها يُضعف المظهر المهني لوفد ترامب، سواء إلى بلدان آخرى أو حتى صورة العاملين في الأمن القومي ضمن إدارة ترامب".
وتعرض الرئيس دونالد ترامب منذ بداية حكمه لانتقادات لاذعة، لضمه أفراد عائلته لفريق عمله. وأيضاً للتشبث بهم بشدّة في بيت أبيض مليء بالتغيرّات.
فمثلاً يشرف كوشنر وحده على قضايا مهمة بدءاً من التكنولوجيا العتيقة للحكومة الفيدرالية وحتى قضية السلام في الشرق الأوسط، لكن بالنسبة لإيفانكا ترامب (37 عاماً)، فإنَّ زيارة آسيا في الأسبوع الماضي تمثل خطوة مهمة إلى ساحة أكبر.
وبدت إيفانكا مستعدة لإثبات نفسها منذ بداية الرحلة، فقد كانت أكثر امرأة بارزة في الوفد، من إدارة ترامب، إذ بقيت زوجة أبيها السيدة الأولى ميلانيا ترامب، في واشنطن، وتنحت ساره هاكابي ساندرز، المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض، وواحدة من الشخصيات الأساسية في الرحلات الخارجية.
لذا ففي قمة مجموعة العشرين للقوى الاقتصادية في أوساكا باليابان، التي كان حضورها هو الهدف الأساسي من الرحلة، كانت إيفانكا محاطة مراراً بوالدها ومجموعة من أبرز زعماء العالم، من ضمنهم شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان، ومحمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية.
فيديو ضد إيفانكا
واستخدم المراقبون والنقاد مقتطفاً من المقاطع المُصورة للحدث لإظهار عدم كفاءتها في مجاراة الموقف، وأظهر مقطع فيديو قصير نشره مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إيفانكا أثناء محادثة مع تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا التي ستترك منصبها، وكريستين لاغارد، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، بينما كان يستمع للمحادثة كل من ماكرون وجاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي.
وفي المقطع بدت إيفانكا وكأنَّها تبحث عن مكان لها وسط تلك الأحاديث الدبلوماسية المستعصية بالنسبة لها، ففي البداية تحدثت تريزا ماي: "بمجرد توجيه الحديث للناحية الاقتصادية، يبدأ كثير من الناس في الإصغاء أولئك الذين لم يكونوا ليهتموا عدا ذلك".
وهنا بادرتها إيفانكا سريعاً دون سابق إنذار: "والأمر نفسه ينطبق على الجانب الدفاعي، من حيث أن الصناعة بأكملها أصبح يهيمن عليه الذكور".
وكانت كريستين لاغارد تقف بجانب ابنة الرئيس، واستدارت برأسها ورمشت عدة مرّات وهي تستمع.
وأدى الفيديو الذي نشره الفرنسيون إلى نقاش واسع عن الأبواب التي فُتحت لإيفانكا بسبب قربها من والدها، وما إن كان يجب عليها التعامل مع رؤساء الدول في حدث دبلوماسي من عدمه.
تأجيل مؤتمر لأجل إيفانكا
وكانت النائبة الديمقراطية أليكساندريا أوكاسيو كورتيز من ولاية نيويورك، ضمن منتقدي فرصة وصولها لمثل هذا الحدث، وكتبت على تويتر : "قد يكون الأمر صادماً بالنسبة للبعض، لكن كونِك ابنة شخص ما ليس في الواقع مؤهلاً مهنياً، عندما يتصرف الرئيس بطريقة ساخرة، ويمضي العالم كأن شيئاً لم يكن، فإنَّ ذلك يضر بموقفنا الدبلوماسي".
ويوم الأحد الفائت 30 يونيو/حزيران 2019، عارض مسؤول من البيت الأبيض، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لوصف المحادثات التي تدور داخل البيت الأبيض، الوصف بأنَّ إيفانكا قاطعت أو قامت بمداخلة مزجعة بالنسبة للآخرين في المحادثة، خاصة بالنسبة لكريستين لاغارد، التي قال المسؤول إنَّها حضرت مثل الأخرين حدثاً لتمكين المرأة، دُعيت إليه إيفانكا للحديث أثناء تصوير المحادثة.
وصرح المسؤول أنَّ ترامب طلب مرافقة ابنته له في العديد من مؤتمرات مجموعة العشرين، حتى أنَّه أجّل بدء مؤتمر حتى تتمكن من إلقاء خطاب الافتتاح.
ووصفت جيسيكا ديتو، نائبة مسؤول الاتصالات بالبيت الأبيض، في رسالة بريد إلكتروني أمس الاثنين الأول من يوليو/تموز، مقطع الفيديو بأنَّه "تصوير خاطئ" والنقد المحيط به "مثير للشفقة بالتأكيد".
وأضافت ديتو: "اختيار الحاقدين مهاجمة إيفانكا، وهي مستشارة كبيرة للرئيس، أثناء عملها للترويج للجهود الأمريكية لتمكين المرأة من خلال شراكات استراتيجية مع قادة العالم، هو أمر محزن ولكنه غير صادم".
واعتبرت صحيفة The New York Times مشاركة إيفانكا في قمة مجموعة العشرين، عاكسةً مدى تأرجح صعودها في البيت الأبيض خلال الأشهر الأخيرة، وثبات هؤلاء الذين أثاروا الشكوك حيالها، على موقفهم.
وأضافت أنه إذا كان لدى الرئيس أي تحفظات حول تأدية ابنته دور الدبلوماسي، فهذا لم يظهر أثناء الرحلة؛ فأثناء اجتماع للقوات في قاعدة عسكرية خارج سيول، قدّم الرئيس ابنته إلى جانب مايك بومبيو، وزير خارجيته.
وقال ترامب: "سوف تخطف الأنظار، سوف تخطفها"، وأضاف وهو ينظر إليها هي ووزير خارجيته معلقاً على مظهرها: "الجميلة والوحش، يا مايك"