الحساسية تتسبب في النعاس أيضاً وليس فقط العطس والسعال، فعندما تزداد سخونة الجو وتبدأ حبوب اللقاح في انتشارها الموسمي، تمتلئ أعين بعض الأشخاص بالدموع، وترشح أنوفهم بالسوائل، ويصابون بنوبات من العطاس المستمر.
لكن بعض شهور فصلي الربيع والصيف تتسبب أيضاً في نوباتٍ من التعب.
فهل يستطيع المصابون بالحساسية إلقاء اللوم في ذلك على مسببات الحساسية الموسمية؟
الإجابة هي "نعم"، فهناك طرق عديدة تُشعرك بها الحساسية الموسمية بالخمول.
تقول الدكتورة كارا وادا، أخصائية الحساسية والمناعة في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو، لموقع Live Science، إن الحساسية أو رد الفعل التحسسي، حسب التعريف، هو حرب يشنَُها الجسم عندما يواجه غازياً خارجياً كاللقاح.
وتضيف: "يُنفق الجسم كثيراً من الطاقة في إنتاج الخلايا، والبروتين، والمواد الأخرى كافة"، التي تتشكل خلال رد الفعل التحسسي، الذي يُعرف وفقاً لها بالالتهاب.
الحساسية تتسبب في النعاس
يُجهد هذا الإنفاق الكبير للطاقة الجسدَ، وتتابع كارا أنَّ "بعضاً من الإشارات الكيميائية نفسها… فضلاً عن محاربتها لما تراه عدواً، فإنها تُشعِرك كذلك بالإعياء" والإرهاق.
يشبه هذا التأثير الذي تتسبب فيه الحساسية الموسمية إصداراً أخف حدة من الإعياء الشديد الذي يصيب مَن يأكلون شيئاً لديهم حساسية منه.
تستطيع الحساسية أيضاً التسبب بشكل غير مباشر في إشعارك بالتعب، من خلال حرمانك من النوم.
إذ صرحت كارا قائلةً: "من الشائع أن تسمع أنَّ البعض يحصلون على نومٍ بجودة أقل بسبب الحساسية، لا سيما إن كانت أنوفهم مزكومة بشدة لدرجة إجبارهم على التنفس من أفواههم، أو يوقظهم التنقيط الأنفيّ الخلفيّ في وسط الليل".
لماذا تجعل الحساسية النوم أمراً صعباً؟
يحارب الجسد في الأساس ما يعتبره مادة أجنبية في الجسد، عن طريق إرسال جيشه من الجزيئات الصغيرة إلى موقع الغزو، مسبِّباً التهاباً فيه.
وتقول الدكتورة جلوريا ريفكول، طبيبة الأطفال بمستشفى نيكلاوس للأطفال في مدينة ميامي، إن التهاب أو تورم الأنسجة اللمفاوية القابعة خلف الأنف –المسماة باللحمية– قد تجبر الإنسان على التنفس من فمه المفتوح، ومن ثم، قد تقلق نومه.
وبحسب الدكتورة بريانكا سيشادري، طبيبة الأطفال المقيمة بالمستشفى نفسه، فإن هذا القلق يحدث لأنه حينما يكبر حجم اللحمية، قد تصبح عائقاً في المجاري الأنفية، وهو ما يحتمل أن يقلل كمية الأكسجين اللازمة للتنفس بشكل مريح.
وتضيف: "بإمكان الحساسية الموسمية أيضاً أن تؤثر في التركيز"، وقد يُشخص الأطفال خطأً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو صعوبات التعلم، في حين أنهم مصابون بحساسيات شديدة وحسب.
وتقول كارا: "إن كنت لا تحصل على نوم جيد، فاعلم أن هذا قد يؤدي إلى التفكير المشوش، ونقص الانتباه"، مضيفةً: "وهذا لن يجعلك في أفضل حالاتك (عندما تحاول العمل)".
وأيضاً يمكن أن يصاب الأشخاص بالنعاس فيما يحاولون علاج إصابتهم بالحساسية.
فبحسب جلوريا، تسمى أكثر الأدوية المكافحة للحساسية شيوعاً مضادات الهيستامين (وهي مادة كيمائية يطلقها الجسم خلال الحساسية)؛ غير أنَّ النعاس يمثل أحد الأعراض الجانبية لبعضٍ من هذه الأدوية، مثل الديفينهيدرامين (الاسم التجاري: البينادريل Benadryl).