مع انطلاق قمة مجموعة العشرين اليوم الجمعة 28 يونيو/حزيران 2019 في مدينة أوساكا اليابانية، كان لافتاً أثناء التقاط الزعماء للصورة التذكارية توسط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للمشهد وعلى يساره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعلى يمينه رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، بينما وقف الرئيس المصري في الخلف أقصى اليسار، فما هو السبب وما هي قصة هذا التجمع وماذا يفعلون؟
ما هي مجموعة العشرين؟
مجموعة العشرين بدأت كمنتدى اقتصادي تأسس قبل عقدين من الزمان بسبب الأزمات المالية في التسعينيات، وظلت الفكرة تنمو وتتطور حتى عام 2008 وتحديداً يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني عندما اجتمع رؤساء الدول والحكومات لأول مرة وليس فقط وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية.
الهدف الرئيسي من المنتدى أو مجموعة العشرين هو مناقشة القضايا الأساسية في الاقتصاد العالمي
والبحث عن تفاهمات مشتركة لتخفيف التوترات والتوصل لحلول وسط لتخفيف وطأة الأزمات المالية حول العالم.
من هم أعضاء مجموعة العشرين؟
هم 19 دولة إضافة للاتحاد الأوروبي، يمثلون أكبر اقتصادات العالم، وإن كانت مسألة التكوين نفسها للتجمع تخضع لانتقادات متعددة. الأعضاء الدائمون الـ19 مقسمون إلى خمس مجموعات من 4 أربع دول باستثناء المجموعة الثالثة التي بها ثلاث دول فقط، وتضم المجموعة الأولى أستراليا وكندا والسعودية والولايات المتحدة والمجموعة الثانية الهند وروسيا وجنوب أفريقيا وتركيا والثالثة الأرجنتين والبرازيل والمكسيك بينما تضم الرابعة فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والخامسة الصين وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية، ويمثل الاتحاد الأوروبي رئيس المجلس الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية.
صورة بروتوكولية
الصورة التي يتم التقاطها للزعماء ورؤساء الوفود المشاركة في القمة هي صورة بروتوكولية يتوسطها عادة الرئيس الأمريكي ويقف بجواره ما يعرف بترويكا الرئاسة لمجموعة العشرين، وهو رئيس الدورة الحالية (اليابان) والسابقة (الأرجنتين) والتالية (الرياض 2020)، وهو ما يفسر ظهور بن سلمان في الصورة بجوار ترامب بصفة بلده المستضيف القادم للقمة العام المقبل وعلى يمينه شينزو آبي رئيس الدورة الحالية وبجواره الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري على يساره بصفته مستضيف القمة السابقة.
بن سلمان كان حاضراً أيضاً في القمة السابقة العام الماضي في الأرجنتين، وتظهر الصورة البروتوكولية وقوفه في أقصى اليمين وليس في صدر المشهد كما هو الحال هذا العام.
لماذا حضر السيسي؟
مصر ليست عضواً في مجموعة العشرين، لكن الرئيس عبدالفتاح السيسي حضر لأن مصر تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي وبالتالي ليس هناك بصفته رئيساً لمصر، وهذا أيضاً ما يفسر موقعه في الصورة التذكارية.
الاتحاد الإفريقي ورئيس مبادرة تنمية إفريقيا ورئيس مؤسسة أمم جنوب شرق آسيا تتم دعوتهم سنوياً لحضور قمة مجموعة العشرين، إضافة لممثلي المنظمات والتجمعات الاقتصادية والمالية الكبرى في العالم.
ما هي أبرز الانتقادات للمجموعة؟
التمثيل الضعيف لواحدة من أكبر قارات العالم وأكثرها حاجة للتنمية وهي القارة السمراء التي يوجد منها فقط جنوب إفريقيا كعضو دائم هو أحد أبرز الانتقادات الموجهة لمجموعة العشرين.
الانتقاد الآخر يتمحور حول الدور الهامشي الذي يلعبه المدعوون لحضور الاجتماعات، مثل رئيس الاتحاد الإفريقي (السيسي هذه الدورة)، وهو واضح بالطبع من وضعه الهامشي في الصورة التذكارية التي سبقت انطلاق الاجتماعات.
انتقاد آخر يدور حول طبيعة تكوين المجموعة التي كانت في البداية مجموعة الثماني الغنية في العالم وحتى بعد أن أصبحت مجموعة العشرين لا تزال تفتقد للشرعية الدولية حيث لا يوجد نظام أو آلية لدخول الأعضاء أو حتى اتخاذ القرارات بقدر ما هي اتفاقات بين الأقوى والأكثر مالاً.