روسيا تؤمّن المفاعلات النووية الإيرانية وتحمّل ترامب تبعات التصعيد.. ماذا يريد بوتين بالتحديد؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/26 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/26 الساعة 10:49 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلادديمير بوتين/رويترز

تواصل الأزمة المحتدمة بين إيران والولايات المتحدة فصولها الساخنة، واليوم الأربعاء 26 يونيو/حزيران دخول روسيا بشكل مباشر مع توجيه اتهامات لواشنطن بممارسة الضغط غير المسؤول على طهران، فماذا يعني الموقف الروسي؟ ولماذا الآن؟ وكيف يمكن أن يكون تأثيره على السيناريوهات المتوقعة للأزمة؟

ماذا حدث؟

الخارجية الروسية أعلنت اليوم أن موسكو تدرس إمكانية تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية الخبراء الروس العاملين في محطة بوشهر الكهرذرية الإيرانية.

قال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في حديث لوكالة "نوفوستي" رداً على سؤال: "طبعاً، هذه المسألة يجري النظر فيها، وهي بلا شك في دائرة اهتمام المعنيين بالأمر".

خطوة إيرانية خطيرة

الإعلان الروسي أتى متزامناً مع خطوة إيرانية تصعيدية، وهي البدء غداً الخميس 27 يونيو/حزيران في سرعة تخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز النووي.

إيران أعلنت زيادة سرعة ومستوى اليورانيوم من الغد – رويترز

وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، عباس كمالوندي: "سنزيد غداً الخميس سرعة تخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز النووي"، مشيراً إلى أن "مدخرات إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب ستتجاوز غداً حاجز الـ300 كغم".

وأضاف أن "تنفيذ الخطوة الثانية والتي تشمل رفع مستوى تخصيب اليورانيوم لأكثر من 3.7% لا تحتاج أكثر من يومين".

ماذا يعني ذلك؟

بحسب بنود الاتفاق النووي الذي وقعته إيران عام 2015 مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، تلتزم إيران بألا يزيد مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب عن 300 كغم، وأن يكون مستوى تخصيب اليورانيوم أقل من 3.7%، كضمانات لعدم سعي إيران لامتلاك سلاح نووي.

مع انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق العام الماضي وفرض عقوبات على إيران رغم معارضة باقي الموقعين على الاتفاق وإصرارهم على التمسك به، أعلنت إيران عن مهلة لباقي أطراف الاتفاق إما إنقاذها من العقوبات الأمريكية الخانقة، وإما أن تبدأ في التخلي تدريجياً عن التزاماتها ببنود الاتفاق، وأعطت مهلة أسبوعين تنتهي غداً.

روسيا تلقي بثقلها في الساحة

ريابكوف لم يكشف تفاصيل الإجراءات الروسية التي يتم اتخاذها لتعزيز الإجراءات الأمنية لحماية الخبراء الروس في إيران، لكنه أضاف في هذا السياق تصريحات ذات معنى: "كل المشاكل التي نواجهها، بما في ذلك في هذا المجال، لم تكن لتحصل لو مارست الولايات المتحدة سياسة أكثر مسؤولية، فهنا يكمن أصل كل المضاعفات الأخيرة".

ماذا يعني تعزيز الإجراءات الأمنية؟

جانب من مفاعل بوشهر الإيراني – رويترز

الخبراء الروس يوجدون في المناطق الإيرانية الحساسة حيث توجد المفاعلات النووية، ورغم أن ريابكوف امتنع عن كشف تفاصيل إجراءات تعزيز الأمن التي تدرسها روسيا، فإنه طالما لن يتم سحبهم وهذا واضح فإن حمايتهم بالضرورة تعني اتخاذ إجراءات عسكرية الأقرب أن تكون أنظمة دفاع صاروخية متطورة.

توقيت الإعلان المتزامن مع احتمالات تصعيد متوقعة بعد بدء إيران في تخزين اليورانيوم ورفع تخصيبه يعني رسالة واضحة من موسكو لترامب أن الإقدام على أي عمل عسكري ولو توجيه ضربة كالتي تراجع عنها في آخر لحظة الأسبوع الماضي ربما يعرض حياة الخبراء الروس للخطر ما يعني بالضرورة رداً روسيا.

أيضاً تحميل مسؤولية التوتر للولايات المتحدة بعد ساعات من تهديد ترامب بإبادة مناطق في إيران إذا ما لم تتفاوض رداً على اتهامه بالتخلف العقلي من جانب طهران، مقروناً بالإعلان عن تعزيز إجراءات أمنية على الأراضي الإيرانية، يلقي بموسكو على خط النار دون تحفظ بلا شك.

في ذات السياق، اتخذت روسيا خطوة أخرى تصعيدية استدعت اجتماعاً لوزراء دفاع حلف الناتو اليوم في بروكسل، حيث أعلنت موسكو وقف العمل بمعاهدة للصواريخ النووية ترجع لأواخر أيام الحرب الباردة.

تصعيد روسي آخر

ريابكوف وأيضاً في نفس سياق حديثه عن إيران، قال إن موسكو سترد بالمثل على أي خطوات يتخذها حلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بقرار روسيا وقف العمل بمعاهدة للصواريخ النووية ترجع لعام 1987، بحسب رويترز.

جاء ذلك رداً على اجتماع وزراء الدفاع في الدول الأعضاء في الحلف في وقت لاحق اليوم الأربعاء لبحث خطواتهم التالية إذا أبقت موسكو على النظام الصاروخي الذي تقول الولايات المتحدة إنه يسمح بشن هجمات نووية على أوروبا بعد إشعار قصير وينتهك معاهدة القوى النووية متوسطة المدى الموقعة عام 1987.

تحميل المزيد