ماذا تعني الحلقة الجديدة من العقوبات الأمريكية على شخصيات إيرانية أبرزها المرشد الأعلى ووزير الخارجية جواد ظريف وهل يعني ذلك توقيع عقوبات على الدول التي يزورها ظريف كوزير للخارجية أم أنها عقوبات اقتصادية فقط، والأهم هل أغلقت تلك العقوبات باب المفاوضات للأبد؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد وقع أمراً تنفيذياً أمس الإثنين 24 يونيو/حزيران بفرض عقوبات على الزعيم الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي وكبار المسؤولين في الحرس الثوري، في خطوة مثيرة لم يسبق لها مثيل لزيادة الضغط على إيران بعد إسقاط طهران لطائرة أمريكية مسيرة الأسبوع الماضي، بحسب رويترز.
الولايات المتحدة تزعم أن خامنئي يمتلك ثروة ضخمة يستخدمها لتمويل الحرس الثوري، وفي عام 2018، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن ثروة خامنئي الشخصية تقدر بنحو 95 مليار دولار أمريكي، بحسب البي بي سي.
فماذا تقول إيران؟
الرئيس حسن روحاني سخر الثلاثاء من فرض عقوبات على خامنئي زاعماً أن المرشد الأعلى لا يمتك أصولاً مالية خارج إيران، مضيفاً أن العقوبات التي فرضتها واشنطن على كبار المسؤولين الإيرانيين تكشف بأنها "تكذب" بشأن عرض إجراء مفاوضات مع طهران.
وقال روحاني خلال اجتماع مع الوزراء تم بثه على الهواء مباشرة "في ذات الوقت الذي تدعون فيه للتفاوض، تسعون لفرض عقوبات على وزير الخارجية. من الواضح أنكم تكذبون،" بحسب وكالة فرانس برس.
عباس موسوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قال اليوم الثلاثاء على تويتر "فرض عقوبات غير مجدية على الزعيم الأعلى الإيراني خامنئي وزعيم الدبلوماسية الإيرانية (ظريف) يمثل إغلاقاً دائماً لمسار الدبلوماسية".
هل يعني فرض عقوبات على ظريف تقييد حركته؟
عندما تفرض واشنطن عقوبات على أشخاص يعني ذلك تجميد أصولهم المالية ومنع منحهم تأشيرات دخول إلى أراضيها، ما يعني أن العقوبات الأمريكية ضد ظريف تحديداً ربما تكون خطوة رمزية أكثر منها عملية، حيث لن تمنعه من دخول أراضي أي دولة أخرى.
اللافت أن ظريف علق أمس الإثنين عبر تويتر على تغريدات ترامب بأن الولايات المتحدة لا تحتاج لأن تحمي بمفردها حركة التجارة عبر مضيق هرمز وأن الدول الأخرى يجب أن تشارك في تلك الحماية.
ظريف غرد بأن ترامب "على حق 100% في أن الولايات المتحدة لا يجب أن تتواجد من الأصل في الخليج"، مضيفاً أن "فريق ب (إشارة لمستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية بومبيو ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وولي عهد السعودية بن سلمان ونظيره الإماراتي بن زايد" لا يقيمون وزناً لمصلحة الولايات المتحدة".
هل أغلق باب المفاوضات فعلاً؟
لا أحد يصدق بالطبع أن باب المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة قد أغلق بالفعل وإن كانت الأمور ازدادت تعقيداً بعد العقوبات الأخيرة، التي استهدفت أيضاً 8 من قادة الحرس الثوري الإيراني وصفهم قرار العقوبات بأنهم "يشرفون على الحرس الثوري وأنشطته الإقليمية الشريرة".
التصريحات الإيرانية اليوم بالأساس تناقض تصريحات الفترة الماضي، حيث تصر إيران على رفض أي مفاوضات مع إدارة ترامب، وإعلان اليوم أن فرض عقوبات على المرشد وكبار المسؤولين "يغلق باب الدبلوماسية نهائياً" هو اعتراف بأن ذلك الباب كان مفتوحاً حتى أمس.
الدبلوماسية الآن من المتوقع أن تزداد وتيرتها منعاً للانزلاق إلى مواجهة مفتوحة لا يرعب فيها أحد، وبالتالي لعبة "عض الأصابع" ستستمر بين النظام الإيراني وإدارة ترامب والأكثر قدرة على التحمل هو الذي سيخرج منتصراً، ومعروف الآن أن إيران تعاني بشدة وتختنق من العقوبات الأمريكية وبالتالي قد تخرج الأمور عن السيطرة ولو بشكل غير مقصود وهو ما يخشى منه الجميع.