لماذا رفض العسكري السوداني وساطة إثيوبيا.. وأين تقف مصر من التحول الديمقراطي؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/06/24 الساعة 16:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/06/24 الساعة 17:26 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد/رويترز

المتابع لما يجري في السودان لم يتفاجأ برفض المجلس العسكري المؤقت لخطة الحل التي قدمتها إثيوبيا بعد يوم واحد من إعلان القوى المدنية قبولها إياها، والقراءة في ما بين سطور بيان المجلس العسكري تكشف الكثير مما يدور في الخفاء، فما هي القصة وما هو دور الإتحاد الإفريقي برئاسة الجارة مصر فيما يجري على الأرض في السودان؟

المجلس العسكري الانتقالي الذي يتولى مقاليد الأمور منذ الإطاحة بعمر البشير أعلن الأحد 23 يونيو/حزيران أنه على "إثيوبيا والاتحاد الإفريقي توحيد جهودهما للتوسط بين المجلس وتحالف المعارضة بشأن هيكل الحكومة الانتقالية في البلاد"، بحسب رويترز.

فما هي خلفية هذا البيان؟

الوساطة الإثيوبية انطلقت بالأساس بتفويض من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي وذلك يوم 6 يونيو/حزيران الجاري، بعد أيام من مجزرة فض الاعتصام التي راح ضحيتها العشرات من المعتصمين السلميين برصاص قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو "حميدتي" الطامح لرئاسة السودان.

المجلس العسكري المؤقت رحب بالوفد الإثيوبي الذي ترأسه رئيس الوزراء آبي أحمد وتم عقد عدة جلسات مع قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وبدا السبت الماضي أن هناك انفراجة وشيكة في الموقف بعد إعلان القوى المدنية موافقتها على خطة الوساطة الإثيوبية، فما هي بنود تلك؟

مسودة العرض الإثيوبي التي اطلعت عليها رويترز اقترحت أن يتألف المجلس السيادي من سبعة مدنيين وسبعة عسكريين مع تخصيص مقعد أو أكثر لشخصية محايدة.

تشكيل المجلس السيادي هو بالأساس النقطة الخلافية الأبرز حيث يريد المجلس العسكري أن تكون له الأغلبية عدداً ورئاسة، والشيء نفسه تريده القوى المدنية التي ترى أن دور المجلس العسكري هو تسليم السلطة للمدنيين وليس الاحتفاظ بها أو حتى مشاركتها.

الفريق شمس الدين الكباشي المتحدث باسم المجلس العسكري قال إن المجلس رفض الاقتراح الإثيوبي الذي قبله تحالف المعارضة يوم السبت ولكنه وافق مبدئياً على خطة الاتحاد الإفريقي، وهنا يجب التوقف قليلاً لاستيعاب ما يجري.

لماذا قد يقترح الاتحاد الإفريقي بنوداً مختلفة لخطة الوساطة عن بنود الخطة الإثيوبية؟ ومتى اتخذ الاتحاد الإفريقي قراراً بالقيام بالوساطة بصورة منفردة عن الوساطة الإثيوبية التي انطلقت بالأساس من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد؟

الكباشي قال إن "مبادرة الاتحاد الإفريقي كانت هي الأسبق"، مضيفاً "نحن لم ندرس المبادرة الإثيوبية لأنها منفردة". تفاصيل مبادرة الاتحاد الإفريقي لم تعلن بعد وهنا ومن المتوقع ألا تلقى قبول القوى المدنية.

وأبلغ الكباشي مؤتمراً صحفياً بالقصر الرئاسي "طلبنا من الوسطاء توحيد جهودهم وتقديم ورقة مشتركة في أسرع وقت لإعادة الطرفين للتفاوض".

خلاف في الرؤى؟

السيسي وعبدالفتاح البرهان/ وسائل التواصل
السيسي وعبدالفتاح البرهان/ وسائل التواصل

مصر تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي وليس خافياً أن النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي يفضل حكماً عسكرياً يسهل التفاهم معه وذلك واضح منذ استقبال رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان في القاهرة قبل أيام فقط من فض اعتصام القيادة بالقوة.

من ناحية أخرى آبي أحمد أعلن أنه لابد من التسريع بنقل السلطة للمدنيين وبالتالي موقفه مختلف عن موقف رئيس مصر الذي هو نفسه رئيس الاتحاد الإفريقي، من هنا يأتي بيان المجلس العسكري السوداني برفض الوساطة الإثيوبية وتفضيل "مبادرة الاتحاد الإفريقي" بمثابة إعادة الأمور إلى نقطة الصفر مرة أخرى.

حميدتي يواصل الظهور

القبض على 14 عسكرياً سودانيا متورطين في فض الاعتصام.. وحميدتي يتعهد بـ
الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"/ رويترز

اللافت هنا هو الظهور المتكرر وبشكل يومي لحميدتي الذي يخطب متناولاً جميع القضايا من اقتصاد لسياسة لقضايا اجتماعية وغيرها، مكرساً صورته كحاكم فعلي للسودان في خطوات عملية على الأرض، آخرها الإعلان اليوم عن تشكيل لجنة للتفاوض مع الحركات المسلحة في السودان برئاسته.

حميدتي يحظى بدعم السعودية والإمارات، حيث يشارك الآلاف من ميليشياته المسلحة ضمن التحالف العربي بقيادة الرياض في حرب اليمن، وقد تعهدت الدولتان بتقديم 3 مليارات دولار لدعم الاقتصاد السوداني في خطوة عبرت القوى المدنية عن تخوفها منها لأنها ستكون مشروطة بفرض نظام معين على السودان.

ياسر عطا عضو المجلس العسكري الانتقالي نفى ذلك بقوله: "نحن لا نقبل إملاءات من أي دولة.. المملكة السعودية والإمارات لم ولن تملي علينا شروطاً سياسية أو اقتصادية وهم يحاولون رد الجميل للشعب السوداني وليس المجلس العسكري".

تحميل المزيد