تعد ظاهرة ضرب الرجال للنساء من الظواهر المنتشرة في مجتمعات عدة، لكن هل تعلم أن الرجال يعانون أيضاً الضرب من قِبل زوجاتهم، وتحديداً في مصر، حيث سجلت أعلى نسبة عنف ضد الرجل بالعالم؟
يحدث هذا للرجال من مختلف الثقافات والمجتمعات بغضِّ النظر عن العمر أو مستوى التعليم.
يُحجم الرجال في كثير من الأحيان، عن الإبلاغ عن سوء المعاملة، لأنهم يشعرون بالحرج أو الخوف من عدم تصديقهم، ويخشون من انتقام الزوجات.
لا تملك المرأة البنية الجسدية التي تمكّنها من الدخول في مشاجرة مع الرجل والتغلب عليه، لذلك تلجأ إلى بعض الوسائل كالعض والبصق والركل ورمي كل ما تقع عليه يديها بوجهه، وقد تستعين بأدوات حادة، وفق ما كشفه تقرير للأمم المتحدة.
وكشف التقرير أنه تم تسجيل حالات إعطاء الرجل منوماً دون أن يدري وتنتظر إلى أن ينام، حتى تبدأ بالاعتداء عليه بالضرب أو الحرق.
وقد تلجأ المرأة أيضاً إلى أساليب التعنيف اللفظي، فتقوم بتوجيه الشتائم والكلام الخارج، وتهدده بنشر أسرار حياته الجنسية إذا كان يعاني مشاكل جنسية.
لماذا يبقى بعض الرجال في هذه العلاقات المؤذية؟
حسب موقع Help Guide لإرشاد ضحايا العنف، يرجع الأمر لعدة أسباب، من بينها:
- يشعر كثير من الرجال بالخزي الشديد، بسبب تعرضهم للإيذاء، وعدم مقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم أو البوح بما يتعرضون إليه، لأن ذلك يعني فشلهم بطريقة أو بأخرى، في دورهم كذكر أو زوج أو أب.
- يشعر عديد من الرجال بالقلق من أنهم سيواجهون صعوبة في تصديقهم من قِبل السلطات كما سيعانون سخرية أقرانهم.
- قد لا يزالون يحبّون شريكة حياتهم عندما تكون غير مؤذية، ويعتقدون أنهم يمتلكون القدرة على تغيير طباعها.
- يرغب بعض الرجال في حماية أطفالهم، ويقلقون من عقاب زوجاتهم لهم بإيذاء أطفالهم إذا رحلوا. قد تمنع بعض النساء أزواجهن من الوصول إلى أطفالهم مرة أخرى.
النساء يضربون الرجال .. لماذا؟
تتعدد الأسباب التي تدفع المرأة إلى القيام بمثل هذا السلوك العنيف.
فقد يرجع ذلك لطفولة هذه المرأة، إذا ما كانت والدتها ضحية للعنف الأسري، وتمنَّت لو تستطيع والدتها الدفاع عن نفسها.
أحياناً لا ترضى الزوجة عن المعيشة مع زوجها، فهي تتذكر طوال الوقت أنها أساءت الاختيار، وأنها كانت تستحق الأفضل.
الضغط الذي تتعرض له المرأة في العمل، بالإضافة إلى المهام المنزلية وعدم مساعدة زوجها لها بأي شكل من الأشكال، يسبب عبئاً كبيراً على المرأة، فهي تشعر بأن زوجها لا يحتويها، وقد يدفعها الأمر إلى ممارسة العنف معه.
هناك أسباب أخرى أيضاً كالخيانة الزوجية التي تترك جرحاً لا يلتئم عند المرأة، ومرض الزوج وعجزه عن تلبية احتياجات أسرته، وشعوره بأنه لم يعد له أي دور، وغيرها الكثير.
مصر في المركز الأول تليها أمريكا
في عام 2016 أعلن مركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة، أن مصر تحتل المركز الأول عالمياً في قائمة أكثر نساء العالم اعتداء أو ضرباً للأزواج بنسبة 28%، تليها أمريكا بـ23%، ثم بريطانيا 17%، ثم الهند 11%.
وحسب ما نشرته صحيفة Tribune، فإن 66% من الحالات التي يتعرض فيها الرجال للعنف تنتهي بالطلاق أو الخلع، وفق ما كشفته إحصائية عن محاكم الأسرة بمصر.
لا توجد نسب واضحة لجميع الدول العربية، نتيجة لغياب المعطيات والتفاصيل الدقيقة، لأن معظم الرجال الذين يتعرضون للعنف الأسري يفضلون المعاناة في صمت.
في عام 2014 كشف مركز "واعي" للاستشارات الاجتماعية بالسعودية استقباله أكثر من نصف مليون شكوى، من رجال تعرضوا للضرب من قبل زوجاتهم.
وبحسب إحصائيات رسمية في الكويت، فإن 20% من الأزواج يعانون الضرب والعنف من قبل زوجاتهم.
وقد تلقت الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال (غير حكومية)، منذ تأسيسها في العام 2008، نحو 24 ألف حالة عنف ضد الرجال، وفي تونس فإن 10 بالمئة من التونسيات يضربن أزواجهن.
أنواع أخرى من إساءة الزوجة إلى الرجل
بالطبع، لا يقتصر العنف المنزلي على العنف. فالاعتداء العاطفي واللفظي يمكن أن يكون بالقدر نفسه من الضرر.
نذكر على سبيل المثال:
الإساءة اللفظية، أو التقليل من الشأن، أو الإهانة أمام الأصدقاء أو الزملاء أو العائلة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
السيطرة أو الغيرة أو مضايقات واتهامات بالكذب.
الاستيلاء على مفاتيح السيارة أو الأدوية، والتحكم في تحركات الرجل وصداقاته.
التحكم في كيفية إنفاق الأموال أو التقصير المتعمد في الالتزامات المالية المشتركة.
التصريح بادعاءات كاذبة عن الرجل إلى الأصدقاء أو صاحب العمل أو الشرطة، وقد تبحث عن طرق أخرى للتلاعب نفسياً به وعزله.
تهدد بالهجران ومنع الأب من رؤية أطفاله عبر التبليغ عن سوء معاملة.