كشف تقريرٌ للأمم المتحدة أنَّ سعود القحطاني، المستشار الكبير بالديوان الملكي السعودي وأحد أقرب المُقرَّبين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اضطلع بدورٍ محوري في اختطاف واستجواب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وفق ما نقله موقع Middle East Eye البريطاني.
وقالت المُقرِّرة الخاصة للأمم المتحدة، أنيس كالامار، إنَّها علمت أنَّ القحطاني كان أحد مسؤولين اثنين "استجوبا وهدَّدا شخصياً" الحريري بفندق الريتز كارلتون الرياض بعد استدعائه إلى العاصمة السعودية عام 2017.
وجاء في التقرير الأممي: "أشار أشخاص مُقرَّبون من الحادثة إلى أنَّ رئيس الوزراء وقع ضحية (تعذيبٍ نفسي) ومعاملة ربما كانت (قاسية) ولا آدمية ومُهينة".
وتشير كالامار إلى أنَّ القحطاني كان متورطاً في محاولة إجبار الحريري على الاستقالة من رئاسة وزراء لبنان. ووفقاً لثمانية مصادر دبلوماسية سعودية وعربية وغربية، تعرَّض الحريري أيضاً للإهانة اللفظية والضرب.
وكان الحريري، الذي يحمل الجنسية السعودية، قد استقال بادئ الأمر في خطابٍ متلفز ألقاه من السعودية، حيث تعيش أسرته. وقال رئيس تيار المستقبل اللبناني إنَّه يتنحَّى من رئاسة الوزراء احتجاجاً على هيمنة حزب الله وإيران على البلاد، وأضاف أنَّ حياته كانت مُهدَّدة.
لاقت الاستقالة رفضاً واسعاً في لبنان باعتبارها باطلة وتمت تحت الضغط، ودعا الرئيس ميشال عون إلى عودة الحريري.
وبعد تدخُّلٍ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اعترف فيما بعد بأنَّ السعوديين كانوا يحتجزون الحريري، أُطلِق سراح رئيس الوزراء اللبناني في وقتٍ لاحق من ذلك الشهر. لكنَّ الحريري والسعوديين ينفون أنَّ رئيس الوزراء كان مُحتجزَاً على غير رغبته.
يأتي هذا الكشف المعلوماتي من جانب كالامار في إطار تقريرٍ نُشِر أمس الأربعاء 19 يونيو/حزيران يُورِد تفاصيل نتائج تحقيقٍ جرى في عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.