هل تذكرون الطالبة المصرية مريم التي قُتلت في بريطانيا؟ تلك الشابة التي راحت ضحية العنصرية وهي بعمر الـ18 عاماً، صدرت أحكام بحق فتيات متورِّطات في الهجوم عليها، أمس الجمعة 14 يونيو/حزيران 2019، بعد أكثر من 16 شهراً على وفاتها.
الحكم على فتاتين من قاتلات مريم
إذ حكم على عضوتين في "عصابة" من الفتيات كانت قد هاجمت مريم في محطة للحافلات، وفق هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
وقد حُكم بسجن ماريا فريزر، البالغة من العمر 20 عاماً، لمدة ثمانية أشهر، فيما حُكم على بريتانيا هانتر، البالغة 18 عاماً، بتنفيذ الخدمة الاجتماعية، بعد اعتراف الفتاتين السابق بالضلوع في الحادث.
وبذلك يتبقى 4 متهمات أخريات
أما المتهمة الثالثة، وهي فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً ولم تذكر وسائل الإعلام اسمها، فقد حُوّلت إلى محكمة الأحداث لإصدار حكم بحقها.
ويتبقى بذلك 3 فتيات أخريات ضمن الـ 6 فتيات المتهمات بالهجوم على مريم، وهن مراهقات تبلغ أعمارهن 18 و17 و16 عاماً، وسينظر في الحكم عليهن في وقت لاحق من شهر يونيو/حزيران 2019.
ممثل الادعاء: لا علاقة لوفاة مريم بالهجوم عليها
وفي جلسة المحكمة التي أقيمت الخميس 13 يونيو/حزيران 2019، قال ممثل الادعاء، لوك بلاكبيرن، إن الفتيات الستَّ لم يتهمنَ بالقتل الخطأ لأن اختصاصيي علم الأمراض لم يتمكنوا من "الربط القانوني" بين الهجوم ووفاة مريم.
وفي الجلسة ورد أيضاً أن فريزر وهانتر كانتا جزءاً من مجموعة صوَّرت الهجوم على مريم ووقفتا متفرجتين بينما كانت تتعرّض للضرب من قبل فتاتين أخريين تبلغان من العمر 16 و18 عاماً.
وقال ممثل الادعاء إن اللقطات أظهرت مريم، "خائفة ومستسلمة، وفي النهاية منهارة"، ووصف العراك بالأمر الخاطئ لكونه من طرف واحد.
بينما وصف القاضي، غريغوري ديكينسون، المتهمين "بالعدوانية" و "الجبن" وقال: "لم يكن هذا هجوماً بدافع العداء للعرق أو الدين، لقد كان يتعلق بفتى".
وقال لعائلة مريم إنه يتعين عليه اتباع "مقاربة سليمة ونزيهة للحكم" رغم "تعاطفه مع حزنهم لفقدهم ابنتهم"، وقال إن وضع أصغر مدعى عليها في الحجز "سيزيد فقط من فداحة مأساة هذه القضية".
وفاة مريم: تعدٍّ متعمد وإهمال طبي
يُذكر أن الحادثة تعود إلى يوم 20 فبراير/شباط 2018، حينما كانت مجموعة فتيات يجلسن بإحدى محطات الحافلات في بلدة بيستون بمدينة نوتنغهام -حيث تدرس مريم الهندسة- وقررن أن يتسلين على الفتاة فنادينها بـ Black Rose أثناء مرورها أمامهن، فقالت لهم دون أن تدرك ما سيحلُّ بها: "اسمي مريم"، وفجأة بدأن بضربها وسحلها.
ثم ذهبت الفتاة المصرية الحاملة للجنسية الإيطالية لتلقي العلاج، لكن بعد ساعات قرر المستشفى أن حالتها لا تستحق متابعة، وعليها المغادرة، لكنها ما إن عادت إلى المنزل حتى شعرت بألم شديد، لتكتشف الأسرة أنها تعاني سكتة دماغية ونزيفاً داخلياً بالدماغ والرئة.
وقد خضعت الطالبة المعتدى عليها لـ9 عمليات جراحية، وحاولت المقاومة، لكنها كانت أضعف من أن تتحمل كل هذا الأذى البدني، لتودِّع العالم إلى الأبد من المستشفى، في 14 مارس/آذار 2018.