أخبر محرك البحث جوجل كلَّ مَن بحث عن تقرير مولر، بأن هذه الوثيقة "خيالية"، مما يُسلط الضوء على احتمالية تكرار أخطاء المحرِّك الأكثر تأثيراً في العالم، أو ما هو أسوأ؛ تقديم معلومات مضللة عمداً.
وعند البحث عن "تقرير مولر"، الذي يسرد تفاصيل نتائج تحقيق المستشار الخاص روبرت سوان مولر الثالث بشأن التدخل الروسي، وسلوك الرئيس ترامب خلال انتخابات 2016، سيظهر مربع معلومات أعلى النتائج يصنّف التقرير المكوّن من 448 صفحة في فئة "الخيال".
جوجل ارتكب خطأً
ورداً على تساؤلات صحيفة The Washington Post، قالت جوجل إن "نتيجة البحث خاطئة وسوف يصلحونها سريعاً"، بحسب ما ذكرته الصحيفة الأمريكية، اليوم الثلاثاء 11 يونيو/حزيران 2019.
ولم تقل الشركة الأمريكية العملاقة لماذا أظهرت أداة البحث هذه النتيجة، وكم من الوقت ظلت هذه النتيجة معروضة بتلك الطريقة، أو عدد الأشخاص الذين ظهرت لهم تلك النتيجة الخاطئة.
وبحلول الواحدة ظهر يوم الإثنين، 10 يونيو/حزيران 2019، وبعد عدة ساعات من تنبيه الصحيفة لشركة جوجل، عُدّلت النتيجة ليظهر التقرير في فئة الوثائق "غير الخيالية".
ويعتبر جوجل أكثر المواقع الإلكترونية على الإنترنت من حيث عدد الزوار، ونقطة البداية للعديد من عمليات البحث.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الرسم البياني المعرفي لجوجل هو من وضع تصنيف "خيالي" في مربع المعلومات، ويعتمد في ذلك على برنامج لإنشاء سياق أو معلومات ذات صلة بشكل تلقائي.
وواجه نظام الرسم البياني المعرفي، الذي كشفت عنه جوجل عام 2012، العديد من الانتقادات لتقديمه معلومات خاطئة وتقديم تفاصيل قليلة جداً عن مصدر إجاباته.
قلق من نشر معلومات خاطئة
وقالت لارا ليفين، المتحدثة باسم جوجل في بيان لصحيفة The Post: "الرسم البياني المعرفي يمثل طريقة فهم نظامنا للأشخاص والأماكن والأشياء في العالم. وعلى الرغم من سعينا الدائم لتقديم معلومات دقيقة، تحدث أخطاء في بعض الأحيان. وعندما ندرك وجود أي معلومات غير دقيقة، نعمل سريعاً على إصلاحها".
وتبحث خوارزميات جوجل بين مجموعة كبيرة من المصادر على الإنترنت، مثل المواقع الإخبارية وويكيبيديا، مما يجعل من الصعب معرفة مصدر المعلومات الخاطئة، خاصة أن صفحة ويكيبيديا الخاصة بتقرير مولر تصف الوثيقة بالتقرير الرسمي.
ويأتي هذا الخطأ في الوقت الذي تتزايد فيه الشكوك في واشنطن وانعدام الثقة في عمالقة الصناعة التكنولوجية، مما دفع المشرّعون إلى التساؤل عما إذا كانت المواقع الإلكترونية تبذل جهداً كافياً للحد من نشر وانتشار المعلومات الخاطئة.
وأصبح تقرير مولر يمثل معركة سياسية وموضوع بحث شعبي مطروح أمام الجمهور. حتى إن الإصدارات المطبوعة من التقرير، التي تبيعها صحيفة The Washington Post وناشرون آخرون، وصلت إلى قوائم الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة.
ولكن "جوجل" وعملاق الفيديو التابع له "يوتيوب" يقدمان أحياناً هذا التحقيق بصورة غير دقيقة ومتناقضة، بحسب الصحيفة الأمريكية.
في شهر أبريل/نيسان، بعد أسبوع واحد من الكشف عن تقرير مولر، أرسل يوتيوب مئات الآلاف من الترشيحات للمشاهدين تلقائياً لمشاهدة فيديو يصف التحقيق بنظرية المؤامرة.
وكان هذا الفيديو من إنتاج قناة RT America، وهي القسم المختص بالشؤون الأمريكية لشبكة إعلامية تمولها الحكومة الروسية.