ما هي وجهتك السياحية في الإجازة المقبلة؟ محافظة أخرى في دولتك نفسها.. دولة عربية مجاورة.. جزيرة نائية كالمالديف أو بالي مثلاً؟
من المعروف أن وجهتك تحددها ميزانيتك، لذا إن كنت تملك ميزانية ضخمة قليلاً (حوالي 35 مليون دولار فقط لا غير) فننصحك بالخروج عن المألوف وزيارة الفضاء هذا العام.
كيف؟ سنرشح لك التفاصيل فيما يلي:
ما هي سياحة الفضاء؟
سياحة الفضاء هي السفر إلى الفضاء لأغراض ترفيهية أو ترويحية أو مهنية، تدعم هذه الرحلات شركات السياحة الفضائية مثل الشركة الأمريكية Space Adventures بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية وبأسعار تتراوح ما بين 20 – 35 مليون دولار.
أغلب سياح الفضاء اعترضوا على لقب "سائح"، مشيرين إلى أنه في كثير من الأحيان يتعدى دورهم المراقبة فقط، حيث إن بعضهم قام بتنفيذ التجارب العلمية في سياق رحلتهم.
من يقدم هذه الخدمة؟
إلى الآن وكالة الفضاء الروسية هي الوحيدة التي تقدّم هذه الخدمة، إذ إن جميع رحلات الفضاء السياحية التي انطلقت حتى يومنا هذا كانت بإشراف طواقم روسية وفي بعض الأحيان يكون هناك رواد فضاء أمريكيون ضمن الطاقم الروسي.
مع ذلك فقد ظهر عددٌ من الشركات الأمريكية الناشئة في السنوات الأخيرة، والتي تدعم صناعة سياحة الفضاء، مثل سبايس توريزم سوسايتي وسبايس فيوتشر وهوبي سبايس.
كما يوجد حالياً صفوف لتدريس السياحة الفضائية في معهد روتشستر للتكنولوجيا في نيويورك، وجامعة كيئو في اليابان.
ما المعايير التي تؤهلك لزيارة الفضاء؟
في المقام الأول يجب أن تكون مليارديراً.
عندما تؤمِّن الشرط الأول سيكون ما تبقى سهلاً للغاية، إذ يجب أن تخضع لبعض الفحوص والتدريبات على حالات الطوارئ.
أما الباقي فستتكفل به الشركة التي ستؤمن لك السفر الآمن للفضاء، والتي يجب أن تكون مرخصة من مكتب وكالة الطيران الفيدرالية إدارة النقل الفضائي التجاري، في حال كانت هذه الشركة في الولايات المتحدة.
من هم المحظوظون الذين خاضوا هذه التجربة؟ ومن أين أين لهم هذا؟
أول سائح فضاء في العالم كان الأمريكي دينيس تيتو الذي انطلق برحلته إلى الفضاء مع طاقم روسي في العام 2001 على متن المكوك سويوز تي إم-32، حيث استمرت رحلته 8 أيام، وكلفته الرحلة حوالي 20 مليون دولار فقط!
أما عن مصدر ثروته الهائلة فهو مجال الاستثمارات، فتيتو الحاصل على ماجستير في العلوم الهندسية من جامعة نيويورك يملك ويدير شركة Wilshire الرائدة في مجال الاستثمارات.
حفزت تجربة تيتو المليونير البريطاني مارك شاتلوورث الذي انطلق في العام 2002 برحلة شبيهة برحلة تيتو مع طاقم روسي أيضاً وبنفس التكلفة إلا أنه كان محظوظاً ليقضي في الفضاء 11 يوماً.
جمع مارك ثروته الهائلة من العمل في مجال البرمجيات، إذ استطاع تأسيس شركة كانونيكال المحدودة المروجة والداعمة لمشاريع البرمجيات الحرة.
خاض أيضاً هذه التجربة الأمريكي غريغوري أولسن صاحب شركة سينسورز المختصة بأجهزة استشعار الإلكترونيات الضوئية، والأمريكية الإيرانية أنوشه أنصاري صاحبة شركة تيلكوم تكنولوجيز للاتصالات.
أما تشارلز سيموني، صاحب شركة مايكروسوفت أوفيس للبرمجيات، فقد أعجبته التجربة لدرجة أنه خاضها مرتين بتكلفة إجمالية بلغت 60 مليون دولار.
خاض التجربة بعد سيموني ريتشارد جاريوت مطور لعبة الفيديو (أوريجين سيستيمز).
أما السائح السابع الأكثر تميزاً فقد كان المهرج ومنظم عروض السيرك الكندي غاي لاليبرتيه الذي كسب ثروته من عمله في مجال الترفيه.
استمرت رحلة لاليبرتيه 11 يوماً وكلفته قرابة 40 مليون دولار، ونقل شغفه بعمله إلى الفضاء، إذ قدم عرضاً ترفيهياً لطاقم المحطة، وأذيع هذا العرض الذي يعتبر الأول من نوعه من الفضاء.
هل أتسبب بأضرار لكوكب الأرض في حال كنت سائحاً فضائياً؟
الجواب هو: نعم.
في دراسة تم نشرها عام 2010 تم الإشارة إلى أن النمو الحاصل في صناعة المركبات الفضائية التجارية قد يؤدي إلى تسارع الاحتباس الحراري.
الدراسة التي موّلتها ناسا وشركة صناعة الفضاء استهدفت رصد تأثير إطلاق 1000 صاروخ شبه مداري من موقع واحد.
وكانت النتائج مروعة، إذ إن هذا النشاط سيسهم في تحرير 600 طن من الكاربون الأسود في الطبقة العليا للغلاف الجوي.
كما أن طبقة من جزيئات السخام الناتجة ستظل متمركزة نسبياً في غلافنا الجوي، مع انحراف 20٪ فقط من الكربون إلى نصف الكرة الجنوبي، وبالتالي سينتج عدم توازن قوي بين منطقة القطبين.
كما أن طبقة الأوزون قد تتأثر أيضاً مع نسبة خسارة تصل إلى 1.7٪ من غطاء الأوزون في المناطق الاستوائية.
وبالتالي أكدت الدراسة أن انتشار السياحة الفضائية التجارية على نطاق أوسع سيؤدي إلى نتائج كارثية بسبب حساسية الغلاف الجوي للإخلال الواسع النطاق الذي يسببه إطلاق هذه المركبات.
لذا نحمد الله أنه لا يوجد العديد من المليارديرات على سطح هذا الكوكب.