الدكتور ميتشيو كاكو عالم الفيزياء النظرية تناول القصة في موضوع نشره موقع بيج ثينك، حيث إن الأمر يرجع لوجود جين معين مرتبط بكل خرافة أو إشاعة يؤمن بها الشخص بكل قوة، "أعتقد أنَّ هناك جيناً للخرافة، جيناً للإشاعات، جيناً للتفكير السحري. وأعتقد أننا عندما كنا في الغابة، فإنَّ هذا الجين قد ساعدنا فعلاً. فمع أنَّ هذا الجين كان مخطئاً 9 مرات من أصل كل 10 مرات، لم تعمل فيها الخرافة، فإنه أنقذ الناس مرة كل عشر مرات. وهذا هو السبب الذي من أجله لا يزال هذا الجين موجوداً هنا، جين الخرافة والسحر".
لكن ليس ثمة جين للعلم، فالعلم مستند إلى الأشياء القابلة للتكرار والاختبار، فالطريقة العلمية عملية طويلة، وهي ليست جزءاً من تفكيرك الطبيعي، وإنما هي ذائقة مكتسبة، تماماً مثلما تعتاد طعم البروكلي. عليك أن تتعلم كيف يمكنك إطلاق العنان للقوة عبر النظر إلى حميتك الغذائية مثلاً؛ لذا فإنني أعتقد أنَّه بعد ألف سنة من الآن، ألف سنة من الآن، سوف يكون لدينا مؤمنون بأنَّ الأرض مسطّحة.. ألف سنة من الآن، سوف يكون لدينا أشخاص لا يزالون يرفضون التطعيمات. حسناً؟ ما الذي ينبغي فعله حيال ذلك؟
نظريات مفسِّرة للخرافة
حسناً، هذا كفاح.. وهو كفاح أبدي لأنني أعتقد أنه جزء من تركيبتنا الجينية، بل إنَّ هناك اسماً لبعض هذه الخرافات، وهو باريدوليا (Pareidolia). ما هي الباريدوليا؟ إنها الفكرة القائلة بأنك عندما تنظر إلى السماء، فإنك ترى أشياء لا وجود لها.
إليكم هذه التجربة: انظر إلى السحب، وحاول ألا ترى شيئاً هناك. الأمر شديد الصعوبة. حين تنظر إلى السحب، فإنك لا تستطيع أن تمنع نفسك من أن ترى "بطوط"، أو ترى "ميكي ماوس"، أو ترى ثعابين وحيوانات. ترى أشياء من كل نوع. لا تستطيع منع نفسك من هذا. في الآونة الأخيرة احترقت كاتدرائية نوتردام جزئياً. وبطبيعة الحال، فقد قال شخص ما: "إنني أرى يسوع المسيح هناك". لقد رأيت هذه الصورة، وربما رأيتها أنت أيضاً. إنها تبدو حقاً كما لو كانت ليسوع المسيح، لكنَّ ذلك كان رماد الكاتدرائية. وكم مرة رأى الناس السيدة العذراء في كوب من الشاي؟ لذا، فإننا مصممون على رؤية أشياء لا وجود لها؛ لأنَّ هذه الأشياء في معظمها غير ضارة. فهي لا تفعل شيئاً في أغلبها، وهي تنقذ حياتنا بين الحين والآخر.
ولهذا السبب فإنني أعتقد أننا سوف يكون لدينا مؤمنون بأنَّ الأرض مسطحة، وسوف يكون لدينا أشخاص لا يريدون التطعيمات؛ لأنَّ الشائعات كانت هي الشكل السائد لتبادل المعلومات عبر التاريخ البشري. والإنترنت حديث للغاية كما تعلم، والصحف حديثة للغاية، والعلم والتكنولوجيا حديثان للغاية، أما النميمة والشائعات والافتراءات والشائعات فلها جين خاص بها.. حسناً؟ كيف إذن نحارب ذلك؟ ببطء، وبحرص وبعناء، فهي عملية مؤلمة، لكننا بشكل ما نواجه استعدادنا الوراثي للإيمان بالهراء.