عرقل نائب جمهوري محافظ آخَر مشروع قانون، تأجَّل تمريره طويلاً، للإغاثة في الكوارث بقيمة 19 مليار دولار، الثلاثاء 28 مايو/أيار 2019، في حين طمأن الرئيس دونالد ترامب ولاية أوهايو التي تضررت بسبب الإعصار، بقوله: "نحن معكم".
وأوضحت صحيفة The Daily Mail البريطانية أن الرئيس ترامب قال في تغريدة على تويتر، ظُهر الثلاثاء: "كانت العواصف التي ضربت ولاية أوهايو طوال الليل وعديداً من الولايات الأخرى خطيرة ومدمرة للغاية. ويواصل فريقي إطلاعي على آخر التقارير الصادرة من مديري الطوارئ في الولايات المتأثرة بالأعاصير. استمِعوا إلى المسؤولين المحليين واصمدوا. نحن معكم!".
وجاءت رسالة دعمه بعد أن عطَّل نائب جمهوري عن ولاية كنتاكي، توماس ماسي، تمرير إجراء للمساعدة في حالات الكوارث عن طريق "الموافقة بالإجماع"، والذي يمثل أولوية قصوى بالنسبة لبعض حلفاء الرئيس ترامب المخلصين في الكونغرس الأمريكي.
عطلة أعضاء الكونغرس تتسبب في تعطيل التصويت
ودفع ماسي بأنه إذا كان القادة الديمقراطيون، مثل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، يعتقدون أهمية التشريع البالغة، فكان ينبغي لهم الاستمرار في عقد جلسات مجلس النواب بواشنطن أواخر الأسبوع الماضي، لإجراء تصويت مباشر بمناداة الأسماء.
وقال ماسي بعد تعطيله الإجراء: "إذا كانت رئيسة مجلس النواب تعتقد وجوب تمرير هذا التشريع، فكان على الرئيسة أن تدعو إلى التصويت على هذا التشريع قبل السماح لأعضاء الكونغرس بعطلةٍ مدتها 10 أيام".
وقال ماسي: "لا يمكنك تمرير مشاريع القوانين في الكونغرس دون أن يصوت عليها أحد. هذه تعد فوضى، وهذا ما يثير استياء الناس من هذا المكان".
ومن المقرر أن يقر قادة مجلس النواب مشروع القانون بنظام "الموافقة بالإجماع"، وهذا يعني أن تمريره مضمون ما لم يعترض أحد المشرعين. واتخذت القيادة هذه الخطوة، لأن مجلس الشيوخ أقر الإجراء بعد أن ذهب معظم المشرعين في مجلس النواب لقضاء عطلة يوم الذكرى.
وسرعان ما وبَّخ كبار الديمقراطيين خطوة ماسي
إذ قال النائب سانفورد بيشوب عن ولاية جورجيا، إن الولاية الزراعية التي يمثلها ليست سوى أحد أجزاء البلاد التي تقاسي أضرار الإعصار، وهذه المساعدات لن تصل إلا بعد بداية موسم الزراعة.
وقال بيشوب: "لن يتمكن كثيرون من الزراعة هذا العام". وضرب إعصار "مايكل" جورجيا، بمنتصف موسم الحصاد في الخريف الماضي.
وقد عطَّل شيب روي، وهو نائب جمهوري محافظ آخَر، عن ولاية تكساس، محاولة سابقة، الجمعة 24 مايو/أيار 2019، لتمرير الإجراء بموجب قواعد المسار السريع، لكن الديمقراطيين أعادوا المحاولة مجدداً يوم الثلاثاء.
لكن الإقرار النهائي لمشروع القانون، الذي يدعمه ترامب وكبار القادة في الكونغرس، مؤكد.
وكانت محاولة يوم الثلاثاء بمثابة هدية سياسية للديمقراطيين، الذين شنوا الهجوم مباشرة بعد التصويت.
وقالت نانسي بيلوسي في بيان: "قسوة الجمهوريين في مجلس النواب لا حدود لها! فبعد أيام قليلة فقط من تخريب مشروع قانون مُقدم من الحزبين بمجلسي الكونغرس لتقديم المساعدات الإغاثية التي تحتاجها بشدة، الملايين من العائلات الأمريكية التي تعاني الكوارث الطبيعية- كرَّر الجمهوريون في مجلس النواب التصرف المروع نفسه وعطلوا تمرير التشريع، حتى بعد أن اجتاحت بلدنا مزيد من العواصف المدمرة نهاية الأسبوع".
وقال ستيني هوير، زعيم الديمقراطيين الثاني في مجلس النواب، والنائب عن ولاية ماريلاند: "لا يمكنني أن أفهم سبب اعتراض أي عضو على إغاثة الملايين من مواطنينا الذين تضرروا بشدة من كوارث طبيعية".
وقال هوير إن مشروع القانون "سيُقَر بأغلبية ساحقة" عندما يعود مجلس النواب للانعقاد الأسبوع المقبل.
بعد أن مرروا إجراء لمعالجة أزمة اللاجئين
وكانت الخطوة التي اتخذها الديمقراطيون في مجلس النواب الأسبوع الماضي برفض طلب ترامب تأمين مبلغ 4.5 مليار دولار لمعالجة أزمة لاجئي أمريكا الوسطى على الحدود الجنوبية أحد الأمور التي تشغل العديد من الجمهوريين في مجلس النواب.
ويدعم ترامب هذا الإجراء، الذي مُرر سريعاً في مجلس الشيوخ يوم الخميس حتى يتمكن النواب من مغادرة واشنطن لقضاء عطلة يوم الذكرى.
ويشعر عديد من الجمهوريين، وضمنهم النواب من الولايات الجنوبية الذين سيخوضون مواجهة لإعادة انتخابهم، بالإحباط، لأن مشروع القانون استغرق وقتاً طويلاً.
وبعد حرمانه من الحصول على أموال الحدود في معركته مع الديمقراطيين بمجلس النواب، لا يزال ترامب مؤيداً لمشروع القانون، الذي يوجه الكثير من مساعداته إلى معاقله السياسية مثل فلوريدا بانهاندل وجورجيا الريفية ونورث كارولينا.
وقد زار الرئيس وزوجته ميلانيا ترامب جورجيا وألاباما في مارس/آذار الماضي بعد أن تسببت الأعاصير في مقتل 23 شخصاً.
لكن أزمة تمرير التشريعات ليست جديدة
إذ قال في تغريدة، الثلاثاء 28 مايو/أيار 2019: "أطلعني مايك ديواين، حاكم ولاية أوهايو، للتو، على آخر تطورات الدمار الذي خلفته عديد من الأعاصير التي ضربت أوهايو في وقت مبكر من صباح اليوم. وحكومتي تدعم شعب ولاية أوهايو العظيمة دعماً كاملاً فيما يبدأون عمليات إزالة الركام وإصلاح الدمار".
والجدير بالذكر أن أربعة أعاصير ضربت أوهايو يومي الإثنين والثلاثاء. وتوفي شخص واحد وأصيب 90 آخرون.
وغالباً ما يكون تمرير تشريع في الكونغرس دون اعتراض أي من أعضائه، أصعب في مجلس النواب منه بمجلس الشيوخ.
وقال السيناتور كين كرامر، وهو من النواب المحافظين وترأَّس جلسة قصيرة في مجلس الشيوخ لم تدُم سوى لحظات يوم الثلاثاء: "أعتقد أن الحصول على الموافقة بالإجماع، والتصويت المباشر، في جلسة سريعة، أمر لا يعترض عليه أحد سوى بضعة أفراد فقط، من بين 535 عضواً (هم أعضاء الكونغرس) الذين يعتقدون أن هذا غير مناسب".
وأشار كرامر، الذي انتقل إلى مجلس الشيوخ هذا العام بعد أن أمضى ثلاث فترات في مجلس النواب الذي كانت أغلبيته من الحزب الجمهوري، إلى أن مشروع قانون الكوارث النهائي "حذف بالفعل بعض الأشياء التي أرادها المحافظون في مجلس النواب" مثل مليارات الدولارات للتعامل مع تدفُّق المهاجرين الذين يلتمسون اللجوء بعد عبورهم الحدود الجنوبية.
خاصة إذا كان هناك تضارب في المصالح
وهناك أيضاً إضافات جديدة إلى هذا التشريع، لمساعدة مناطق الغرب الأوسط المتضررة من فيضانات الربيع، إلى جانب مبالغ طائلة من المال لإعادة بناء القواعد العسكرية مثل قاعدة تيندال الجوية في فلوريدا، التي تضررت من سلسلة من الكوارث التي يرجع تاريخها إلى موسم الأعاصير في الخريف الماضي.
وكان من المفترض أن يُمرَّر هذا الإجراء قبل أشهر، لكن ترامب أدخل نفسه في النقاش، مطالباً باستبعاد التمويل الذي طلبه المسؤولون المنتخبون، من الجمهوريين والديمقراطيين، لبورتوريكو.
ولكن الديمقراطيين أصروا على مطالبتهم بتضمين تقديم المساعدة لبورتوريكو، وهي مقاطعة يعتبر سكانها، البالغ عددهم 3 ملايين نسمة، من مواطني الولايات المتحدة، في هذا الإجراء. وكان إصرارهم واضحاً منذ البداية، ولكن عزم الجمهوريين على مساعدة بورتوريكو، والذي لم يكن قوياً من الأساس، بدأ في التلاشى تدريجياً مع تصاعد الأزمة.
وأصبح مشروع القانون الآن يضم مزيداً من الأموال لبورتوريكو، نحو 1.4 مليار دولار، وهو مبلغ أكبر مما طلبه الديمقراطيون في الأصل.
وقال روي الأسبوع الماضي، إنه يتعين على المشرعين أن يعبروا عن آرائهم في التشريع، الذي يعد من بين عدد قليل من القوانين المهمة المقرر تمريرها من النظام، على الرغم من التحزب الشديد الذي يهيمن على واشنطن.