في الأفلام والبرامج التلفزيونية، كلما حصل المريض في عيادة طبيب الأسنان على جرعة من غاز الضحك من خلال قناع صغير يناسب أنفه، نجده في حالة من الاسترخاء والراحة، وكأنه يقضي أفضل أوقاته، وفي الوقت نفسه يمكنه سماع أي طلبات أو تعليمات قد يوجَّهها له طبيب الأسنان.
غاز الضحك أو أكسيد النيتروز (صيغته الكيميائية N2O، ويُعرف أيضاً بأكسيد النيتروجين الثنائي أو أحادي أكسيد النيتروجين) هو غاز عديم اللون، له رائحة حلوة ومحببة للنفس وغير قابل للاشتعال.
الاستخدامات الحديثة
تم استخدامه في طبِّ الأسنان والجراحة كمسكن ومخدر منذ عام 1844، عندما استخدمه طبيب الأسنان الدكتور هوارس ويلز في خلع الأسنان.
منذ ذلك الوقت أصبح استخدامه شائعاً في مجال الطب، حيث يمنح جهاز الاستنشاق فترة قصيرة من النشوة وعدم الشعور بالألم والميل إلى الهستيريا الخفيفة.
وقد انتشر استخدام غاز الضحك مؤخراً في الكثير من عمليات الولادة، حيث وجد أنه يقلل بشكل كبير من آلام المخاض، كما يزيد من انبساط عضلات الرحم، مما يسهل عملية خروج الجنين، والعديد من المستشفيات في معظم الدول الخليجية صارت تستخدمه مؤخراً.
والتأثير المبهج لاستنشاق الغاز أدى إلى استخدامه كدواء ترفيهي، فالبعض صار يشتري أسطوانات غاز الضحك أو الغاز المفرغ في بالونات ليستنشقها في النوادي الليلية، وقد تسبب الأمر في وفاة أشخاص أفرطوا في استنشاقه.
ويستعمل أكسيد النيتروز أيضاً في استخدامات صناعية غير طبية، حيث يُستعمل كمادة تضاف لزيادة أداء محرك المركبات.
مخاطر غاز الضحك
إن غاز الضحك آمن عند استخدامه لفترات قصيرة فقط، وذلك لأنه يقوم بإزاحة الأكسجين في الرئتين عند استنشاقه، مما يؤدي لنقص الأكسجين وحدوث دوار وإغماء، وانخفاض ضغط الدم، واحتمال حدوث أزمة قلبية.
لذلك كلما مزج هذا الغاز مع الأكسجين أمكن استعماله لفترات أطول.
يتم خلطه بالأكسجين عند استخدامه لفترة أطول بنسبة 30 إلى 70%.
الاستخدام الكثيف والمنتظم له يمكن أن يؤدي لنقص فيتامين بي 12 في الجسم. في بعض الحالات يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الأعصاب بشكل خطير، كما يتسبَّب في حدوث وخز وتنميل في الأصابع.
تتمثل المخاطر الرئيسية الناجمة عن غاز الضحك في استنشاق الغاز المضغوط في أسطوانات أو المفرغ في بالونات، مما قد يتسبَّب في حدوث تلفٍ شديد في الرئة أو الوفاة، وبالفعل تُوفيت عدة حالات حول العالم بسبب هذا السلوك الخطير.
ومؤخراً ظهر عددٌ من لاعبي أرسنال من بينهم مسعود أوزيل في حفل فودكا، وهم يستنشقون غاز الضحك بواسطة بالونات، لدرجة أن بعض اللاعبين كادوا أن يسقطوا مغشياً عليهم.
كيف يعمل غاز الضحك
يصل الغاز إلى الدماغ بعد استنشاقه، حيث يعمل على إطلاق الأفيونات الطبيعية في الجسم والأندروفين والدوبامين، التي تُسبب النشوة وتعمل كمسكن.
يعمل غاز الضحك على منع وصول الإشارات الصادرة عن أجزاء مختلفة من الدماغ إلى العقل الواعي، ما يعطي شعوراً مؤقتاً بالاسترخاء والابتهاج عند من يستنشقه.
وهو يتسبب بنقص الأكسجين عند استنشاقه، فيقود ذلك إلى الاختناق وفقدان الوعي، بسبب تدني مستويات الأكسجين في الدماغ.
متى تم اكتشاف غاز الضحك؟
في عام 1772 تم اكتشافه من قبل الكيميائي الإنجليزي جوزيف بريستلي، وفي عام 1799 بدأ الكيميائي والمخترع همفري ديفي وأصدقاؤه في إجراء عدة اختبارات على أنفسهم لمعرفة تأثيره عليهم، ونشر ملاحظاته حول هذا الغاز، التي ساهمت في انتشار استخدامه لاحقاً.