قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن حلّ القضية الفلسطينية يجب أن يبدأ بالجانب السياسي، معتبراً أن صفقة القرن التي وصفها بـ "صفقة العار" ستذهب إلى "الجحيم".
وسيطرح البيت الأبيض في مؤتمر بالبحرين أواخر يونيو/حزيران المقبل، الجزء الأول من خطة الرئيس دونالد ترامب التي طال انتظارها، والتي تقول واشنطن إنها "للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
ومن المتوقع أن تشجع الخطة التي ستُطرح في البحرين، الدول العربية المانحة على الاستثمار في الضفة الغربية، وقطاع غزة، قبل معالجة القضايا السياسية الشائكة التي تمثل جوهر الصراع.
مطالب بمقاطعة مؤتمر البحرين
لكن عباس قال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) الإثنين 27 مايو/أيار 2019، إن "من يُرد حل القضية الفلسطينية عليه أن يبدأ بالقضية السياسية، وليس ببيع أوهام المليارات التي لا نعلق عليها آمالاً ولا نقبل بها لأن قضيتنا سياسية بامتياز".
وأضاف عباس خلال حفل تكريم المتبرعين لمؤسسة محمود عباس، الذي أقيم في مقر الرئاسة بمدينة رام الله مساء أمس الإثنين: "قضيتنا تتقدم خطوة خطوة وسنصل بإذن الله إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وستذهب صفقة القرن أو صفقة العار إلى الجحيم بإذن الله، وسيذهب المشروع الاقتصادي الذين يعملون على عقده الشهر المقبل ليقدموا لنا أوهاماً كذلك إلى الجحيم".
وقال عباس أيضاً خلال الحفل الذي حضره عدد من كبار المسؤولين والشخصيات الاقتصادية: "نحن قلنا كلمتنا ونقولها في كل وقت وأصدرنا البيانات اللازمة بأننا لن نقبل بهذا الاجتماع ونتائجه لأنهم يبيعون لنا الأوهام التي لن يصل شيء منها إطلاقاً، ونحن لسنا بحاجة لدعمهم لأننا بفضل جهود أبناء شعبنا الفلسطيني وجهود أمثالكم قادرون على أن نبني دولة عصرية حديثة بكل امتياز".
وكان واصل أبويوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قد قال أمس الاثنين إن عباس سيُطالب بمقاطعة مؤتمر البحرين.
وأضاف في تصريحات لوكالة رويترز، أن عباس سيلقى خطاباً أمام القمتين العربية والإسلامية في المملكة العربية السعودية، و "يطالب المشاركين فيهما بعدم المشاركة في ورشة العمل الاقتصادية التي تنظمها أمريكا في البحرين الشهر القادم ضمن صفقة العار الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية".
مؤتمر البحرين بداية لتطبيق صفقة القرن
وتستضيف السعودية قبل نهاية شهر رمضان قمتين، واحدة للدول العربية وأخرى خليجية، إضافة إلى القمة الإسلامية العادية الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وقال محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية في رام الله أمس الاثنين إن عباس "سوف يلقي خطاباً يسطر فيه بوضوح الموقف الفلسطيني من المجريات السياسية في المنطقة ويطالب العرب والمسلمين بالإيفاء بالتزاماتهم تجاه فلسطين كما يؤكد أن فلسطين مفتاح السلام في المنطقة وهي مركز الصراع".
وجدد اشتية رفض الحكومة لما تخطط له واشنطن من عقد ورشة عمل اقتصادية في البحرين نهاية الشهر القادم. وقال إن هذا المؤتمر "هو أحد حلقات صفقة القرن ويستغرب مجلس الوزراء من الادعاء أن مثل هذا المؤتمر لخدمة الاقتصاد الفلسطيني في الوقت الذي يشن فيه القائمون على هذا المؤتمر حرباً سياسيةً وماليةً على شعبنا ومؤسساته وعلى المؤسسات الدولية العاملة لمساندته".
وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد دعت يوم الأحد الماضي الدول العربية التي أعلنت موافقتها على المشاركة في مؤتمر المنامة الاقتصادي بالعدول عن قرارها.
وأعلنت السعودية والإمارات موافقتهما على المشاركة في مؤتمر المنامة فيما لم تعلن بعد العديد من الدول عن موقفها من المشاركة أو عدمها.
وطالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات دول العالم بعدم المشاركة في مؤتمر المنامة عاصمة البحرين.
وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا): "نحن أعلنا باسم الرئيس محمود عباس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والفصائل والحركات الفلسطينية ورجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بأننا لن نذهب (إلى مؤتمر المنامة الاقتصادي)، ونطلب من كل من قرر الذهاب ألا يذهب".