المعارضة السودانية تبدأ الإضراب العام للضغط على المجلس العسكري

بدأ اليوم الثلاثاء 28 مايو/أيار 2019، الإضراب العام الذي دعت له قوى "إعلان الحرية والتغيير" بعد تعثر المفاوضات مع المجلس العسكري الذي يمسك بزمام السلطة.

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/28 الساعة 07:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/28 الساعة 08:23 بتوقيت غرينتش
محتجون سودانيون يتظاهرون أما مقر وزارة الدفاع في الخرطوم - رويترز

بدأ اليوم الثلاثاء 28 مايو/أيار 2019، الإضراب العام الذي دعت له قوى "إعلان الحرية والتغيير" بعد تعثر المفاوضات مع المجلس العسكري الذي يمسك بزمام السلطة.

وقال تجمع "المهنيين السودانيين" إن الإضراب سيستمر من اليوم الثلاثاء إلى غدٍ الأربعاء، وبحسب ما نشر التجمع على حسابه في موقع تويتر، فإن الكثير من الجهات استجابت لطلب الإضراب، وفقاً لبيانات صدرت عنها.

 وقال وجدي صالح، وهو ممثل لتحالف المعارضة السودانية، إنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع المجلس العسكري، "فسوف يقوم تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير بالتصعيد من خلال الدعوة لإضراب مفتوح وعصيان مدني لأجل غير مسمى إلى حين تسليم السلطة للمدنيين"، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.

طيارون يشاركون بالإضراب

ومنذ الساعات الأولى لصباح اليوم الثلاثاء، بدأ طيارون سودانيون إضراباً عاماً عن العمل.

وجاء ذلك في بيان صادر عن "تجمع الطيارين السودانيين" نشره تجمع المهنيين السودانيين أبرز مكونات "قوى إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي، عبر صفحته الرسمية "فيسبوك".

وقال البيان: "مع ساعات الصباح الأولى، نؤكد لكم أن جميع الطيارين السودانيين في كل شركات الطيران ملتزمون تماماً بالإضراب المعلن الذي بدءاً 12 منتصف الليل بالتوقيت المحلي".

وأضاف أن "الإضراب مستمر حتي منتصف ليل يوم الأربعاء لكل الرحلات الداخلية والدولية".

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفديوهات تظهر اكتظاظ عشرات المسافرين بمطار الخرطوم.

وأعلنت القاهرة، أمس الإثنين، إلغاء رحلتين من مطارها الرئيسي، إلى الخرطوم الثلاثاء "نظرًا للأحداث الجارية في السودان".

ووصل الإضراب إلى البنك المركزي السوداني، حيث نشر تجمع المهنيين على حسابه في تويتر، بياناً صادر عن اللجنة التسيرية لنقابة بنك السودان المركزي.

وجاء في البيان أن "المواطنون داخل بنك السودان المركزي يتصدرون المشهد ويعلنون التزامهم بالإضراب المعلن من قبل قوى إعلان الحرية والتغيير ليومي 28 – 29 مايو الحالي وذلك لدعم عملية تسليم السلطة للمدنيين".

الإتصالات تتوقف

وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول، أن العاملين في شركة الخدمات المصرفية الالكترونية (حكومية) انضموا إلى الإضراب، وأن "توقف الشركة أدّى إلى تعطل عمل الصرافات الآلية".

وذكر شهود آخرون، أن خدمات المشتركين في شركة "زين للاتصالات" إحدى أكبر شركات الاتصال بالبلاد، قد توقفت، وكذلك موظفين برئاسة البنك العقاري (حكومي) بالخرطوم.

وأوضح "تجمع المهنيين" في بيان اليوم الثلاثاء، أن الإضراب يشمل العاصمة القومية وكل أقاليم السودان في القطاعين العام والخاص.

ويشمل عدد من القطاعات منها الصحية والهندسية، المياه والكهرباء، والنفط والغاز، والمصانع وسكك الحديد، والنقل البحري، والنقل العام، والمصانع والقطاعات المهنية.

مفاوضات متعثرة

وتعثرت المحادثات بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى إعلان "الحرية والتغيير" بعد أسابيع من المفاوضات بشأن من سيكون له اليد العليا في الحكم بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في الشهر الماضي.

وقال صالح ممثل للتحالف المعارضة في مؤتمر صحفي، إن المجلس العسكري الانتقالي طالب بأن تكون له أحقية في تعيين ثلثي أعضاء المجلس السيادي الذي من المقرر أن يحكم البلاد.

من جانبه، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي وهو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، أمس الإثنين، إن "المجلس مستعد لتسليم السلطة بسرعة لكن المعارضة ليست جادة فيما يتعلق بتقاسمها"، بحسب تعبيره.

وأشار حميدتي إلى أن المجلس العسكري "يحترم العديد من أعضاء حركة المعارضة، بمن فيهم الصادق المهدي"، آخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا في السودان، والذي أطاح به البشير.

ورفض المهدي، الذي يرأس حزب الأمة وهو جزء من التحالف الدعوة إلى الإضراب، لكن ابنه الصديق الصادق المهدي قال لقناة "العربية" بعد تصريحات حميدتي: "موقفنا المعلن ليس رفضاً لمبدأ الإضراب ولكن منطقنا أن الوقت ليس هناك داع للتصعيد الآن".

وشهدت الخرطوم ومدن أخرى، خلال الأيام القليلة الماضية، وقفات احتجاجية لعاملين بمؤسسات حكومية وشركات عامة وخاصة وبنوك وجامعات وقطاعات مهنية، طالبت المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين

ويعتصم آلاف السودانيين، منذ أبريل/نيسان الماضي، أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير، كما حدث في دول أخرى، بحسب محتجين.‎

وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، عمر البشير، من الرئاسة، بعد 30 عاما في الحكم، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية. –

تحميل المزيد