أشارت استطلاعات آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم في انتخابات البرلمان الأوروبي، الأحد 26 مايو/أيار 2019، إلى تقدم حزب اليمين المتطرف، بزعامة مارين لوبان، على تحالف الوسط، بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون.
وكانت الهزيمة بفارق بسيط بمقعد واحد فقط، ولكنها مريرة بالنسبة لمن يأملون أن يتمكن ماكرون من إقناع الأوروبيين بالتمسك بالاتحاد كحل بدلاً من اعتباره جزءاً من المشكلة في مواجهة ما يعتبره كثيرون تغييراً اجتماعياً مرهقاً للأعصاب.
توقعات رسمية لنتائج الانتخابات
ولكن أول توقع رسمي لكل مقاعد البرلمان الأوروبي التي تبلغ 751 مقعداً أشار إلى أن خسائر الوسط المؤيد للاتحاد الأوروبي ربما لا تكون أسوأ مما كان متوقعاً مع تحقيق الخضر والليبراليين تقدماً على حساب يمين الوسط ويسار الوسط.
وتشجع أيضاً مسؤولو الاتحاد الأوروبي وزعماء الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي من زيادة كبيرة في نسبة مشاركة الناخبين، والتي تعد الأولى في تاريخ الانتخابات المباشرة للبرلمان، والذي يمتد لأربعين عاماً.
وبلغت نسبة المشاركة نحو 50% بزيادة عن 43% في 2014 وهي ليست ضخمة جداً، ولكنها تمثل نهاية لتراجع المشاركة الشعبية التي أثارت حديثاً عن "عجز ديمقراطي" يقوض شرعية الاتحاد الأوروبي.
ووفقاً للتوقعات خسر كل من حزب الشعب الأوروبي المحافظ وتحالف الاشتراكيين والديمقراطيين نحو 40 مقعداً ليفقدا بذلك الأغلبية التي كانا يشكلانها في "تحالف واسع" مع احتلال حزب الشعب الأوروبي المقدمة.
عملية الاقتراع تتواصل لأربعة أيام
وأدت المكاسب التي حققها تحالف الليبراليين والديمقراطيين وحلفاؤهم من أجل أوروبا في ظل ماكرون إلى وضعهم في إطار يتيح لهم الحصول على دور أكبر.
وقد يصبح الخضر في المركز الرابع صناع قرار في الوقت الذي يتطلع فيه الاشتراكيون لتحقيق تقدم على الرغم من تراجعهم من جديد وراء حزب الشعب الأوروبي بما يتراوح بين 20 و30 مقعداً.
وتتألف الانتخابات من عمليات اقتراع على مدى أربعة أيام في كل دول الاتحاد الثماني والعشرين.
وستتضح الصورة بشكل أكبر بالنسبة للبرلمان فور إغلاق آخر مراكز اقتراع في إيطاليا في الساعة 2100 بتوقيت غرينتش.
وهناك فرصة كي يتفوق حزب الرابطة اليميني المتطرف، بزعامة ماتيو سالفيني نائب رئيس وزراء إيطاليا، على تكتل المحافظين الألمان بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، كأكبر حزب يشغل مقاعد في البرلمان.
ومن بين المنافسين الآخرين حزب بريكست الجديد بزعامة نايجل فاراج المناهض للاتحاد الأوروبي، والذي من المتوقع أن يتصدر الانتخابات في بلد كان من المفترض أن يخرج من الاتحاد الأوروبي قبل شهرين.
إحباط في حزب ماكرون
وفي فرنسا، أقر مسؤول في فريق ماكرون "ببعض الإحباط"، مضيفاً أنه بتسجيل نحو 22% فإن قائمة النهضة بزعامة ماكرون قد خسرت المرتبة الأولى أمام الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بزعامة لوبان التي منحتها استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع نسبة 24%.
لكن أحزاباً مؤيدة للاتحاد الأوروبي لا تزال تمثل الأغلبية؛ إذ يأتي الخضر في فرنسا في المركز الثالث.
وفي ألمانيا، أكبر عضو في الاتحاد وواحد من بين 21 بلداً أجرت التصويت، الأحد، أظهرت استطلاعات لآراء الناخبين أجريت لصالح شبكة "إيه.آر.دي" حصول حزب الخضر على 22%، في حين يسجل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل وحلفاؤه المحافظون نسبة 28% في تراجع بواقع ثماني نقاط عن انتخابات 2014، بينما هوى الحزب الديمقراطي الاشتراكي نحو 12 نقطة إلى 15.5%.
ومع استعداد البرلمان الأوروبي في بروكسل لفرز الأصوات في أنحاء الاتحاد، احتجزت الشرطة في بروكسل عشرات من محتجي "السترات الصفراء" وهم جزء من حركة بدأت في فرنسا اعتراضاً على المؤسسة السياسية.
وتفتح انتخابات البرلمان الأوروبي الطريق أمام أسابيع وربما شهور من المفاوضات الصعبة بشأن من سيدير مؤسسات الاتحاد.