أعاد سلطان بروناي الدرجة الفخرية التي منحته إياها جامعة أوكسفورد بعد ردود أفعال واحتجاجات قادها مشاهير، من بينهم جورج كلوني وإلتون جون، ضد القوانين التي تفرض عقوبة الإعدام على المثلية الجنسية والزنى.
ووفق صحيفة The Guardian البريطانية، فقد وقّع ما يقرب من 120 ألف شخص على عريضة في شهر أبريل/نيسان 2019، تطالب جامعة أوكسفورد بسحب درجتها الفخرية في القانون التي منحتها في عام 1993 إلى حسن البلقية، صاحب ثاني أطول فترة حكم ورئيس وزراء دولة بروناي الغنية بالنفط.
أكسفورد أعلنت تخليه عن الدرجة الفخرية
قالت جامعة أوكسفورد إن السلطان قرر إعادة الدرجة الفخرية يوم 6 مايو/أيار 2019، أثناء عملية مراجعة الجامعة لمطالب سحب تلك الشهادة.
ونُشرت الأخبار المتعلقة بهذا القرار الخميس، 23 مايو/أيار 2019.
وذكرت الجامعة في بيان أرسلته عبر البريد الإلكتروني لوكالة أنباء رويترز: "في إطار عملية المراجعة، كتبت الجامعة خطاباً للسلطان يوم 26 أبريل/نيسان 2019 تطلب فيه توضيح رأيه بخصوص تلك المسألة قبل 7 يونيو/حزيران 2019. وفي خطاب بتاريخ 6 مايو/أيار 2019، رد السلطان بقرار إعادة الشهادة الفخرية".
قوانين تعاقب على المثلية والزنى والاغتصاب
أثارت تلك الدولة الصغيرة بجنوب شرق آسيا موجة من الاحتجاجات إثر الاحتكام لتفسيراتها الخاصة للشريعة الإسلامية يوم 3 أبريل/نيسان، وسن قوانين تعاقب مرتكبي المثلية الجنسية والزنى والاغتصاب بالإعدام، بما في ذلك عن طريق الرجم.
وفي سعيه لتخفيف حدة ردود الفعل، قال السلطان في وقت سابق من هذا الشهر إن عقوبة الإعدام لن تُفرض في التغييرات المزمع إدخالها على قانون العقوبات.
الأمم المتحدة أدانت القانون، والمشاهير احتجوا
دفع هذا القانون، الذي أدانته الأمم المتحدة، إلى حملات يقودها مشاهير وجماعات حقوق الإنسان تدعو لمقاطعة الفنادق المملوكة للسلطان، ومن بينها فندق دورشستر في لندن، وفندق بيفرلي هيلز في لوس أنجلوس.
وامتد رد الفعل إلى العديد من الشركات متعددة الجنسيات التي منعت موظفيها من استخدام فنادق السلطان، بينما توقفت بعض شركات السفر والسياحة عن الترويج لبروناي بوصفها وجهة سياحية.
وتسود تلك السلوكيات المحافظة اجتماعياً في جميع أنحاء آسيا حيث تمنع ميانمار وماليزيا وسنغافورة العلاقات الجنسية بين الرجال، بينما شهدت إندونيسيا نشاطاً ملحوظاً في استهداف المثليات والمثليين ومزدوجي الهوية الجنسية والمتحولين جنسياً خلال الفترة الأخيرة.
وكانت بروناي، المحمية البريطانية السابقة والتي يبلغ تعداد سكانها حوالي 400 ألف نسمة، أول دولة في المنطقة تتبنى تفسيرات وحدود الشريعة الإسلامية على الصعيد الوطني في عام 2014.