تقدمت أرملة فرنسية بدعوى قضائية ضد شركة بوينغ الأمريكية لصناعة الطائرات، تطالب فيها بالحصول على تعويضٍ قدره 276 مليون دولار عن تحطم الطائرة الإثيوبية من طراز "737 Max 8" في شهر مارس/آذار 2019؛ وهو ما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص على متنها والبالغ عددهم 157 شخصاً، من بينهم زوجها.
وأوضح موقع شبكة CNN الأمريكية، الأربعاء 22 مايو/أيار 2019، أن الفرنسية ناديجي دوبوا سيكس، التي توفي زوجها جوناثان سيكس في الحادث، رفعت دعوى قضائية ضد شركة بوينغ بشيكاغو، حيث يقع المقر الرئيس للشركة.
وقالت دوبوا الثلاثاء 21 مايو/أيار 2019: "إنَّها مأساة كان يمكن تجنُّبها، لأنَّها حدثت بالفعل قبل خمسة أشهر"، في إشارة إلى تحطم طائرة Boeing 737 Max 8 أخرى تابعة لشركة الطيران الإندونيسية "ليوم إير" في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018، وأسفر الحادث عن مقتل 189 شخصاً. وتساءلت: "كيف أمكنهم أن يصمّوا آذانهم عن إنذار بهذا الحجم؟!".
شركة بوينغ اعترفت بوجود عيوب في طائرة 737 Max
واعترفت شركة بوينغ، السبت 18 مايو/أيار 2019، بأنَّها اضطرت إلى تصحيح عيوب في برنامج محاكاة الطيران المستخدم لتدريب الطيارين على الطائرة 737 Max، عقب مقتل 346 شخصاً في حادثتي التحطم. ولم تشارك الشركة أي معلومات عن كيف أو متى اكتشفت تلك العيوب.
وجاء الاعتراف بوجود عيوب في برنامج المحاكاة، وسط عملية تدقيق مكثفة تخضع لها شركة بوينغ وتصميم الطراز 737 Max.
ويُعتقد أنَّ برنامج نظام تعزيز خصائص المناورة (MCAS)، الذي يدفع مقدمة الطائرة إلى الأسفل عند استشعار مناورة وشيكة، له دور في تحطم طائرة شركة خطوط "ليون إير" الإندونيسية وطائرة الخطوط الجوية الإثيوبية.
وقالت دوبوا: "لقد سلبوا زوجي حياته عن علم، وبإرادتهم. تصرفت بوينغ باستكبار وسخرية، ولم يكن زوجي بالنسبة لهم سوى أحد الأضرار الجانبية للنظام، ولاستراتيجية العمل".
ورفض المتحدث باسم شركة بوينغ بيتر بيدرازا، التعليق على الدعوى القضائية، لكنه ذكر أنَّ الشركة "تتعاون بالكامل" مع التحقيقات الجارية، لمعرفة ملابسات تحطُّم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية.
وهو ما جعلها تُتهم بالاستخفاف بسلامة ركابها
وترك جوناثان، الذي كان يحمل الجنسيتين السويدية والكينية، خلفه ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين السابعة والعاشرة.
وقال محامي العائلة نعمان حسين، إنَّ الأدلة تشير بوضوح إلى تصرُّف بوينغ بتهوُّر واستخفاف بسلامة ركابها.
وقال حسين في مؤتمر صحفي، الثلاثاء 21 مايو/أيار 2019: "كانت شركة بوينغ على علم بالمشكلات الموجودة في برنامج نظام تعزيز خصائص المناورة بمقدمة الطائرة، وعلِمنا مؤخراً أنَّهم كانوا على دراية أيضاً بالمشكلات الموجودة في برنامج التدريب".
وأضاف: "طالبنا هيئة المحلفين، بعد النظر إلى كل الأدلة، والنظر إلى تصرفات بوينغ المتهورة والعمدية لتجاهُل سلامة ركابها، بالحصول على تعويض في هيئة عقوبة على شركة بوينغ بقيمة 276 مليون دولار".
وفي توضيح لقيمة التعويض المطلوب، قال حسين: "في عام 2018، حققت بوينغ 101 مليار دولار. عند تقسيم هذا الرقم على 365 (عدد أيام السنة)، نحصل على 276 مليون دولار".
وتساءل: "هل عقوبة بقيمة أرباح يوم واحد شركة بوينغ كافية لردع سلوكها المستهتر في المستقبل؟ أم سيتطلب الأمر تعويضاً بقيمة أرباح أسبوع أو شهر أو ربما عام كامل؟ هذا ما سوف تقرره هيئة المحلفين".
وانضمت دوبوا إلى عديد من الدعاوى القضائية ضد شركة بوينغ في أعقاب الحادثتين الأخيرتين.