ندَّد الرئيس البولندي، أندريه دودا، بما وصفه بـ "الشوفينية والكراهية"، في خطاب أرسله إلى الرئيس الإسرائيلي، نُشر الجمعة 17 مايو/أيار 2019؛ بعد أن بصق رجل على السفير البولندي لدى إسرائيل قبل أيام.
وأثارت واقعة البصق على السفير البولندي التي حدثت في تل أبيب، الثلاثاء الماضي، إدانة لاذعة من الحكومة البولندية، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين البلدين.
وقال دودا في الخطاب الذي نُشر على موقعه الإلكتروني: "تتطلب مثل هذه المواقف إدانة قوية وعقوبة صارمة"، مشيراً إلى أنه سيدين أي سلوك معادٍ للسامية يُرتكب في بولندا.
اعتداء بالبصق على السفير البولندي لدى إسرائيل
وجَّه الادعاء الإسرائيلي، الخميس 16 مايو/أيار 2019، اتهامات إلى المشتبه فيه، إريك ليدرمان، بالاعتداء وتوجيه تهديدات إجرامية. كانت الشرطة في تل أبيب قالت الثلاثاء 14 مايو/أيار 2019، إن الرجل قرع بقوة بيده على سقف السيارة التي تقلُّ السفير البولندي ماريك ماجيروفسكي، ثم فتح الباب وبصق عليه مرتين.
والعقوبة القصوى لتلك الاتهامات في إسرائيل، في حالة الإدانة، هي السجن خمس سنوات.
واعتذر ليدرمان (65 عاماً)، وقال إنه انزعج عندما أطلق السائق بوق السيارة بحدةٍ لتنبيهه، ولم يكن يعلم أن السفير بداخلها.
وأضاف المتهم أنه جاء إلى السفارة للاستفسار عن دفع تعويضات لأسرته التي تضررت من المحرقة النازية، وردَّه الموظفون دون إفادة، وقال إن موظفاً أهانه بسلوك معادٍ للسامية في أثناء وجوده بالسفارة.
ونفى ماجيروفسكي استخدام أي من موظفي السفارة عبارات غير لائقة أو ارتكاب أي سلوك مخالف للقواعد.
غير أن العلاقات بين البلدين متوترة منذ مدة
في شهر فبراير/شباط 2019، ألغى رئيس وزراء بولندا، ماتيوس مورافيسكي، زيارته لإسرائيل؛ بعد أن نقلت وسائل إعلامٍ تصريحات من الجانب الإسرائيلي تشير إلى ضلوع بولندا في المحرقة النازية (الهولوكوست).
ووصف مورافيسكي -الذي كان من المفترض أن يشارك في قمة "فيشيغراد" هذا الأسبوع بالقدس- تعليقات وزير خارجية إسرائيل على دور بولندا خلال محرقة اليهود بأنها "عنصرية".
وقال مورافيتسكي، الإثنين 18 فبراير/شباط 2019، إن "كلام وزير خارجية إسرائيل عنصري وغير مقبول، من الواضح أن وزير خارجيتنا، ياتسك شابوتوفيتش، لن يذهب إلى القمة".
ورفض وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الاعتذار إلى بولندا، بعدما وجَّه إلى البولنديين اتهامات بمعاداة السامية في قضية محرقة اليهود بالحرب العالمية الثانية.
وكانت بولندا قد حصلت على دعم الولايات المتحدة في هذه القضية، وكتبت السفيرة الأمريكية في وارسو، جورجيت موسباشر، في تغريدة: "بين حليفين مقربين مثل بولندا وإسرائيل، ليس هناك مكان لتعليقات مهينة مثل تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس أمس".
ولها جذور تاريخية تعود للحرب العالمية الثانية
وكانت بولندا قبل الحرب العالمية الثانية موطناً لإحدى كبرى الجاليات اليهودية في العالم والتي كادت تختفي على يد النازيين.
ولا يزال كثير من البولنديين يرفضون قبول أبحاث تُظهر أن آلافاً شاركوا في المحرقة، علاوة على آلاف خاطروا بحياتهم من أجل مساعدة اليهود.
وتصاعد التوتر بين إسرائيل وبولندا في عام 2018؛ بعد أن طرحت بولندا تشريعاً جديداً يُجرِّم استخدام جُمَلٍ مثل "معسكرات الموت البولندية"، ويعاقب عليه بالسجن مدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وخففت بولندا من حدة التشريع، وألغت عقوبة السجن؛ بعد ضغوط من الحكومة الأمريكية وانتقادات حادة في إسرائيل.