أثار جزء من أفلام Avengers الشهيرة الرعب حول ماذا لو اختفى نصف سكان الكرة الأرضية، لكن حالة الفزع هذه دفعت الكثيرين إلى التساؤل هل ممكن أن يحدث هذا السيناريو الأسود في الحقيقة.
موقع BBC Mundo الإسباني أجرى مقابلتين مع كل من العالمين في مجال الأنثروبولوجيا شارون ديويت وزاكاري فاينستاين، اللذين ناقشا الفكرة وهل يمكن أن تتحقق أم لا؟.
وبحسب الموقع الإسباني من المثير للاهتمام أن نلقي نظرة على أفكار من قد نعتبره أحد أشهر الاقتصاديين في الكون: ثانوس، العملاق المجنون، والشرير في فيلم Avengers: Infinity War.
كما يعلم من شاهدوا الفيلم، فإن ثانوس، شأنه شأن أي خبير اقتصادي جيد، يهتم للغاية بتوافر الموارد النادرة في عالم مكتظ بالسكان.
يريد ثانوس القضاء على نصف سكان العالم. ويتمكن من ذلك بالفعل، لكن في النسخة الثانية من Avengers هناك محاولات لإصلاح الدمار، وهناك أربعة مليارات ناجٍ يشعرون بالأسى على الضحايا. ولكن هل سنريد حقاً العودة إلى وضع وصل فيه عدد السكان إلى 8 مليارات نسمة؟
فيما يلي مقابلتان أجراهما الصحفي تيم هارفورد حول الآثار الاقتصادية المحتملة لأفكار ثانوس.
المقابلة الأولى مع شارون ديويت، وهي عالمة أنثروبولوجيا في جامعة ساوث كارولينا.
هل هناك سابقة تاريخية لهذا الوضع الاستثنائي المتمثل في فقدان نصف سكان العالم؟
نعم، في منتصف القرن الرابع عشر، وقع وباء الطاعون الأسود وقتل ما بين 30 ٪ إلى 60 ٪ (وربما أكثر) من سكان آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا.
هذا يمثِّل حوالي نصف السكان ويعطينا مرجعاً تاريخياً لتقييم سياسة ثانوس.. ما الذي ترتب على وباء الطاعون الأسود؟
يركز معظم بحثي على تحليل الرفات البشري في ذلك الوقت.
لبضعة أجيال على الأقل بعد الوباء الأسود، كان هناك تحسن في معدلات البقاء على قيد الحياة، أي أن الشخص العادي عاش لفترة أطول من قبل الوباء. يمكننا القول إن الصحة قد تحسّنت، على الأقل بشكل مؤقت.
لا يتعلق الأمر بالصحة النفسية أو غيرها من جوانب الحياة، لكن بعد حوالي 200 عام من الكارثة، عاش الناس لفترة أطول.
ما السبب؟
هناك العديد من الأسباب؛ فقد تسبب الطاعون الأسود في نقص حاد في اليد العاملة، ونتيجة لذلك، حظي الناجون بفرص اقتصادية لم تتح لهم من قبل.
في إنجلترا، على سبيل المثال، زادت الأجور بشكل كبير، ارتفعت أجور المزارعين بنسبة 50%، وتمكن الناس من جميع الطبقات الاجتماعية من الحصول على غذاء أفضل.
هل تعجبكِ سياسة ثانوس؟
حسناً.. تعجبني في بعض الوقت والبعض الآخر لا.. ولكن في معظم الوقت أرى أن هناك آليات أخرى لتحسين رفاهية غالبية سكان الكوكب بدلاً من قتل نصفهم.
مقابلة مع زاكاري فاينستاين، أستاذ الهندسة بجامعة واشنطن، ومؤلف مدونة Fictionomics.
تقول بعض الآراء إن هناك آثاراً اقتصادية سلبية لفقدان نصف سكان العالم.. ماذا ستكون هذه الآثار؟
علينا أن نفكر أولاً في آثار ذلك على شخص أو شركة معينة.. هناك تعبير يُعرف باسم (معامل الباص)، وهو يشير إلى عدد الموظفين الذين يمكن أن تصدمهم حافلة قبل أن يؤثر ذلك على المشروع وتفقد المعرفة المؤسسية والتخصص الذي تحتاجه للعمل كشركة.
إذا فقدنا نصف عدد السكان بسرعة، فإن كل شركة تتطلب مستوى معيناً من التخصص سوف تتخطى (معامل الباص) الخاص بها. سوف تواجه عمالقة مثل جوجل، وفيسبوك، وأمازون مشاكل كبيرة.
في حالات أخرى على سبيل المثال، ربما لا أحد سيعرف مفاتيح الدخول إلى رسائل البريد الإلكتروني للشركات، أعني بذلك المعرفة الأساسية التي فقدت مع أولئك الذين قضوا.
هذا صحيح.
تخيل أننا تمكنا من التعامل مع الأمر، أي أن الاصطدام قد حدث، لكننا تمكنا من التكيف.. ماذا يمكن أن يحدث حينذاك؟
تركز دراستي على الأزمات المالية. الأزمة التي نعيشها في عام 2008 هي الأسوء في تاريخنا الحديث.
بدأت الأزمة في الولايات المتحدة بسبب انهيار سوق العقارات. إذا نظرنا إلى ما حدث، في سياق فقدان نصف سكان العالم، سيكون لدينا المزيد من العرض في السوق.
اليوم لدينا نصف الأشخاص الذين يحتاجون إلى منازل، ولكن في تلك الحالة، سيكون هناك طلب أقل على شراء المنازل.
سيكون هناك عدد أقل من الناس المهتمين بالشراء، وسوف تنخفض الأسعار بصورة كارثية.
من المؤكد أن جيل الألفية سيفكر في أن هذا خبر
عظيم.
إذا كنت
تعيش في نيويورك أو لندن، فيمكنك شراء منزل، ولكن هذه الأزمة من شأنها أن تولد
عمليات ضخمة من الرهن، والتعسّر في سداد قروض الرهن العقاري، تماماً كما رأينا في
عام 2008، انتشر ذلك عبر النظام المالي بأكمله وتسبب في ركود كبير.
يبدو أن ثانوس يتبع نظريات الاقتصادي توماس مالتوس.. ما هي أوجه تشابه الأفكار بينهما؟
يستند الفكر الاقتصادي لمالتوس على فكرة أن هناك موارد محدودة، وبالتالي، فإن زيادة السكان ستكون دائماً محدودة بهذه الموارد، أي أننا سنكون دائماً على مستوى الكفاف.
كما نرى في بلدان مثل الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، ليست هذه هي الطريقة التي يعمل بها اقتصاد البلدان الغنية في هذه الأوقات.
كان ثانوس يشعر بالقلق من أن الاكتظاظ السكاني سيؤدي إلى كارثة، بينما اعتقد مالتوس أنه بدون كارثة، فإن النظام سيبقينا في هذا المستوى الدائم من العيش.
كان مخطئاً وثانوس أيضاً على خطأ.