تقود رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، مؤتمراً دولياً في باريس، يضم قادة الدول ورؤساء شركات التكنولوجيا حول العالم، بهدف تجنب وقوع مذبحة أخرى في أي مكان آخر، مثل تلك التي شهدتها مدينة كرايستشيرش، وقُتل فيها 50 مسلماً أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة.
وأوضحت أرديرن في مقال نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية، أن الاجتماع الذي سيُعقد في باريس، الأربعاء 15 مايو/أيار 2019، يهدف لضمان عدم وقوع أي هجومٍ إرهابي مثل هذا في أي مكان آخر، من خلال إنهاء المحتوى الإرهابي والعنيف المتطرف على الإنترنت".
وأكدت أرديرن: "لا يمكن أن ينجح ذلك إلا إذا تعاونَّا".
وحذَّرت رئيسة وزراء نيوزيلندا من وقوع هجوم إرهابي آخر كالذي وقع في كرايستشيرش إذا لم نتغير، مؤكدة أن بلادها عملت على تعديل القوانين المتعلقة بحيازة الأسلحة، وأنها تعمل على معالجة قضية العنصرية والتمييز، ونستطيع أيضاً مراجعة إعدادات الأمن والاستخبارات لدينا، وهو ما نفعله.
وأضافت: "لكن لا يمكننا علاج مشكلة انتشار المحتوى العنيف عبر الإنترنت وحدنا، ويجب ضمان عدم حدوث مثل هذا الهجوم مرة أخرى في بلدنا أو في أي مكان آخر".
وتابعت: "لكنَّ السلاح الآخر الذي استخدمه الإرهابي كان بث الهجوم مباشرةً على شبكات التواصل الاجتماعي، لنشر رؤيته البغيضة وإثارة الخوف. لقد أراد أن تجذب معتقداته وأفعاله المرعبة الانتباه، واختار شبكات التواصل الاجتماعي أداةً له".
وكشفت أرديرن أن بلادها ستقدم دعوة للعمل باسم كرايستشيرش، طالبةً من الدول والشركات الخاصة إجراء تغييرات لمنع نشر المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت، لضمان إزالته بكفاءة وسرعة، ومنع استخدام البث المباشر لبث الهجمات الإرهابية.
وأوضحت أن هذه الدعوة ستستفيد من العمل الذي تؤديه بالفعل منظماتٌ دولية أخرى في جميع أنحاء العالم. وستكون بمثابة إطار عمل تطوعي يُلزم الموقِّعين عليه بمواجهة دوافع الإرهاب واتخاذ تدابير محددة لمنع رفع المحتوى الإرهابي.
وأكدت أرديرن أن العديد من قادة دول العالم تعهَّدوا بالذهاب إلى اجتماع باريس، وقال قطاع التكنولوجيا إنَّه مستعدٌ تماماً للتعاون معنا عن قُرب في هذه القضية، معربة عن أملها أن يفعلوا ذلك. "فهذا لا يتعلق بتقويض حرية التعبير أو تقييدها، بل بهذه الشركات وكيفية عملها".