قَبِلت إيران الحدَّ من برنامجها النووي في عام 2015، مستسلمة للعقوبات الدولية القاسية، وخلال العام الماضي، ظلَّت ملتزمةً بهذه الشروط رغم قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الأمريكية.
1- ما الذي أثار تحركات إيران؟
شدَّدَت الولايات المتحدة ضغوطها الاقتصادية على إيران في مطلع مايو/أيار الجاري من خلال إنهاء الإعفاءات التي سُمِحَ بموجبها لـ8 دول بشراء النفط الإيراني.
وتهدف إدارة ترامب بذلك إلى دفع صادرات النفط الإيراني، الذي يُمثِّل تقريباً نصف صادرات البلاد، إلى المستوى صفر.
وبالفعل، دفعت العقوبات الأمريكية الاقتصاد الإيراني إلى الركود، إذ توقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد بنسبة 6% هذا العام بعد 4% في العام الماضي.
وأدى هذا الانكماش إلى إحراج الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي دافع عن الاتفاق النووي كمخرجٍ لإنهاء عزلة إيران وإنعاش اقتصادها.
2- ما العلاقة بين تخصيب اليورانيوم والاقتصاد؟
لا علاقة مباشرة في الأمر، ولكن إيران تُهدِّد باستئناف تخصيب اليورانيوم بمستوياتٍ أعلى من المسموح بها في اتفاقية عام 2015 كوسيلة للضغط على فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لإيجاد طريقة لتخفيف آثار العقوبات الأمريكية.
إلا أن هذه الدول تتشارك الرغبة في تقييد أنشطة إيران النووية وتنفيذ ذلك من خلال الحوار.
ولكن إيران ترى أن القيود المفروضة على برنامجها النووي تعد انتهاكاً لسيادتها، رغم أنها تنفي دائماً السعي لامتلاك سلاح نووي.
وكانت إيران ترغب في الالتزام بالقيود مقابل تخفيف العقوبات، لكن الانسحاب الأمريكي جعل الإيرانيين يشعرون بأنهم خُدِعوا.
3- كيف تمنع الولايات المتحدة الآخرين من التجارة مع إيران؟
كما هو الوضع في حملات العقوبات الأخرى، يكمن النفوذ الأمريكي في الدور المحوري الذي تضطلع به البنوك الأمريكية -والدولار الأمريكي- في الاقتصاد العالمي.
فأي دولة أو شركة أو بنك يخالف شروط العقوبات الأمريكية يجد أصوله الموجودة في الولايات المتحدة قد حُظِرَت أو يفقد القدرة على تحويل الأموال من أو إلى الحسابات الموجودة في الولايات المتحدة.
وفي حقيقة الأمر، راهنت إدارة ترامب على أن الدول والبنوك والشركات في جميع أنحاء العالم ستُفضِّل التعامل مع الولايات المتحدة أكثر من إيران، وهو رهان أثبت صحته لأن الشركات الأوروبية الكبرى فضَّلت الابتعاد عن الأمر.
4- ما الذي تعتزم الدول الأوروبية فعله حيال ذلك؟
ابتكرت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي آليةً خاصة لتسهيل التجارة مع إيران عبر التحايل على النظام المالي العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة إلى حدٍّ كبير.
تقوم الفكرة أساساً على استخدام نظام المقايضة الذي ستحصل من خلاله إيران على ائتمانات مقابل صادراتها إلى أوروبا، التي يمكنها استخدامها لاحقاً لشراء بضائع من الشركات الأوروبية.
لكن الآلية التي تُعرف باسم "Instex" (آلية دعم المبادلات التجارية) ليست جاهزةً للعمل بشكلٍ كامل ومن المرجح أن تُخفِّف الأزمة بصورةٍ محدودةٍ فقط.
5- ما الذي يتعرض للخطر في هذا الصراع؟
استقرار الشرق الأوسط، فقد تحدث المسؤولون الأوروبيون كثيراً عن فشلهم في منع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش من شن الحرب على العراق عام 2003 كسبب رئيسي لمحاولة إنقاذ الاتفاق الإيراني.
ولا تزال الولايات المتحدة وإيران بعيدتين عن إعلان الحرب على بعضهما البعض، فقد رد وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو بحذر على الإعلان الإيراني، قائلاً: "كان مبهماً على نحو مُتعمَّد".
لكن التوترات تتصاعد. فبعد أقل من يوم على إعلان إيران، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة تحظر التجارة في معادنها. وقبل الإنذار الأخير، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنشر حاملة طائرات وقاذفات بي-52 في الخليج الفارسي رداً على تهديدات إيران غير المحددة.
بينما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بلاده ستواجه أي خطوة إيرانية لتطوير سلاح نووي.