قال مدعون في فريق المحقق الخاص روبرت مولر، خلال جلسة استماع مغلقة في المحكمة في يناير/كانون الثاني 2018، إلى أنهم لم يريدوا نشر مذكرات جيمس كومي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالية؛ مخافة أن يغير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وشهود آخرون رواياتهم.
تعطي السجلات الصادرة مؤخراً لمحةً نادرةً عن مخاوف فريق مولر عندما كان المدعون الخاصون يلتزمون الصمت حول عملهم، ومنعوا قبل ذلك نشر نسخ من مذكرات كومي نقلاً عن شبكة CNN الأمريكية .
أجبر أمر قضائي صادر، الثلاثاء 7 مايو/أيار 2019، وزارةَ العدل على تقديم نسخة مكتوبة من جلسة الاستماع إلى شبكة CNN، في جزء من دعوى قضائية حول الحصول على مذكرات كومي.
فيما ناشدت وزارة العدل قاضياً فيدرالياً الإبقاء على سرية المذكرات بعد أن طالبت شبكة CNN ومؤسسات إخبارية أخرى نشر المذكرات.
مولر أكد الالتزام بالسرية
وتزامنت مناشدة مولر بالإبقاء على سرية المذكرات مع مفاوضات مع الفريق القانوني لترامب حول مقابلة محتملة مع الرئيس في كامب ديفيد، خُطط لها لأيام بعد جلسة الاستماع في المحكمة، لكنها لم تحدث.
وفي وقت جلسة الاستماع التي عُقدت في يناير/كانون الثاني2018، تحدث بالفعل كثيرون إلى مولر ممن كانوا شهوداً على تطورات مسألة كومي.
وفيما يتعلق بالمقابلات عندما طالب ترامب من كومي ولاءه وإنهاء التحقيقات حول مستشار الأمن القومي في إدارته آنذاك مايكل فلين، قال المدعي في فريق مولر، مايكل دريبن، في هذا التوقيت: "يحاول المحقق الخاص تحديد الحقائق التي اتضحت في هذه المقابلات وما حولها".
وأضاف دريبن، خلال جلسة استماع مغلقة في المحكمة: "في أي تحقيق من هذا النوع، إذا كُشفت أي مذكرات لأحد الشهود إلى شاهد آخر، يُحتمل أن تؤثر، بقصد أو بغير قصد، على مذكرات ذلك الشاهد".
وبعد وقت قصير من المقابلات مع كومي، عارض ترامب والبيت الأبيض علناً رواية مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، قائلين إن الرئيس أنكر مطالبته بـ "ترك فلين". أفصح كومي عن نسخته من الأحداث لأول مرة خلال شهادة أمام الكونغرس في ربيع 2017.
مذكرات كومي تحتوي على تفاصيل وأدلة مهمة
ووصف دريبن كيف أن مذكرات كومي كانت أدلة ضرورية في التحقيقات، واحتوت على تفاصيل حول الاجتماعات أكثر بكثير مما قاله المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي علناً في شهادته.
فيما يخبر دريبن القاضي أيضاً، حسب النسخة المكتوبة، بأن مكتب مولر كان معنياً في الأساس بسلوك ترامب المتعلق بعرقلة التحقيقات القضائية.
وقال في المحكمة: "في هذا المثال، هذا الشخص الذي يأتي سلوكه في نطاق التحقيقات هو رئيس الولايات المتحدة".
وأخبر دريبن القاضي كذلك حول كيفية فتح مكتب التحقيقات الفيدرالية تحقيقات العرقلة قبل تعيين مولر.
معرفة الشهود للتفاصيل الموجودة في المذكرات تساعد في اتمام التحقيق
أضاف دريبن: "أي شاهد يعرف أن سجلاً معاصراً للأحداث كان مُكوَّناً من تصريحات خاصة، يدرك أن مصداقية تلك الرواية لا تتعزز إلا استناداً إلى واقع أنها كانت مسجلة، وأي فرد يسعى إلى تشكيل أو صياغة تصريحاته الخاصة استناداً إلى تصريحات الآخرين يكتسب نتيجة لذلك ميزةً تساعده على القيام بذلك، لم يكن ليحصل عليها في ظروف أخرى". وكلما تزيد معرفة الشهود الآخرين بالتفاصيل الموجودة في المذكرات وغير الموجودة فيها، تزيد خطورة تقديمهم لمعلومات تساعد في إتمام تحقيقات المحقق الخاص، وتعطيل وإعاقة الوصول إلى الحقيقة".
وفي تقريره النهائي، جمع مولر تصريحات من شهود آخرين من فلين، وكبير موظفي البيت الأبيض آنذاك، رينس بريبوس، والقائمة بأعمال وزير العدل آنذاك، سالي ييتس، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي، ستيفن ميلر، وآخرين في الإدارة.
لم يأتِ ترامب لإجراء مقابلة في مكتب المحقق الخاص -مثلما فعل مئات من أجل مولر- ولم يرد كتابةً على أسئلة المحقق الخاص حول احتمالية قيام الرئيس بأعمال مُعرقلة. رد ترامب وفريقه القانوني كتابة على أسئلة مولر المتعلقة فقط بالنصف الآخر من تحقيقات المحقق الخاص حول احتمالية وجود مؤامرة بين الحكومة الروسية وحملة ترامب في 2016. لم يجد مولر تورط الحملة في أي مؤامرات.
حضر مدعون آخرون في وزارة العدل جلسة الاستماع المغلقة مع دريبن، حسب السجلات الصادرة الثلاثاء 7 مايو/أيار 2019، بمن فيهم مدعيان آخران من مكتب المحقق الخاص.
مؤسسات إخبارية خاضت صراعاً للحصول على مذكرات كومي
وفي يناير/كانون الثاني 2018، خاضت شبكة CNN ومؤسسات إخبارية أخرى صراعاً من أجل الحصول على مذكرات كومي بموجب قانون حرية المعلومات.
ولم تُكشف حتى وقت لاحق بعد أن اتخذ دريبن أو شخص آخر من مكتب المحقق الخاص الخطوة غير الاعتيادية المتعلقة بالحديث إلى القاضي بصفة شخصية للإبقاء على سرية السجلات.
وأُتيحت نسخ منقوصة من مذكرات كومي للاطلاع العام في نيسان/أبريل 2018، بعد أن تلقى الكونغرس نسخاً منها.
وكتب مولر، في تقريره الأخير حول تحقيقاته، أنه كان لديه "أدلة قوية" تؤكد نسخة كومي من الأحداث.
توصل مولر إلى أن الرئيس اتخذ خطوات لإعاقة التحقيقات الجارية وكان لديه دافع لإيقافها بسبب قلقه الشخصي من أنها قد تنعكس على فوزه في انتخابات 2016.
لم يصدر مولر حكم الادعاء حول أفعال الرئيس. وبدلاً من ذلك، استعرض ويليام بار، المدعي العام للولايات المتحدة، ورود روزنشتاين، نائب المدعي العام، الأدلة، ثم قررا عدم مقاضاة ترامب على إعاقة سير العدالة.