نشرت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية تقريراً يفيد باستخدام الاستخبارات الأمريكية والجيش الأمريكي نوعاً جديداً من الصواريخ في عدد من الضربات التي وجهتها طائرات بدون طيار خلال السنوات الأخيرة. ما يميّز تلك الصواريخ الجديدة أنها لا تنفجر، بل تنشر شفرات حادة، تصدم أهدافها "مثل الرمح السريع".
وأوضح موقع Gizmodo الأمريكي، الخميس 9 مايو/أيار 2019، أن الصاروخ الجديد، والذي لم يكشف عنه قبل الخميس 9 مايو/أيار 2019، يُسمّى "R9X" وهو شكل مختلف من صواريخ "هيلفاير".
سلاح "السكين الطائر" للحد من الخسائر البشرية
ولكن على خلاف صواريخ "هيلفاير" التقليدية، "R9X" مصمم بست شفرات طويلة لا تبرز من الصاروخ إلا قبل ثوان من الارتطام. ولا يحتوي "R9X"، الملقّب بـ"السكين الطائر"، على رأس حربية.
الهدف، وفقاً لضباط أمريكيين تحدثوا مع الصحيفة دون كشف هويتهم، هو الحد من الخسائر البشرية الجانبية في العمليات التي تنفذها الاستخبارات الأمريكية على أمل قتل الشخص المستهدف فقط بالمقام الأول.
وكان مراسلو الحرب تكهنوا، منذ فبراير/شباط 2017 على الأقل، بامتلاك الجيش الأمريكي نوعاً جديداً من الأسلحة، عند ظهور صور مقتل أبو الخير المصري، القيادي بتنظيم القاعدة في سوريا.
حيث ظلت سيارة الإرهابي، مصري الجنسية، سليمة على نحو مذهل بعد غارة لإحدى الطائرات بدون طيار التابعة للمخابرات الأمريكية، ولكن الحقيقة أن الهجوم كان باستخدام هذا الصاروخ.
وذكر الصحفي تايلور روغواي في ذلك الوقت أن سقف السيارة هو فقط ما تضرر، وقال: "كان هناك ثقب وحيد حرفياً في سقف السيارة بدون أي علامة واضحة لحدوث أي انفجار".
فهو قادر على ضرب أهداف الاستخبارات الأمريكية بدقة
وندرك الآن أن الإرهابي الآخر، جمال البدوي، قد يكون قُتل بنفس الصاروخ الجديد عند استهدافه في اليمن في يناير/كانون الثاني 2019. وكان البدوي قد ساعد في عملية تفجير المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" عام 2000، والتي قُتل إثرها 17 بحاراً وأُصيب 40 على الأقل.
ووفقاً للصحيفة، طُور الصاروخ "R9X" في عهد باراك أوباما في محاولة للحد من الوفيات بين المدنيين، وجارٍ العمل على تطويره منذ عام 2011 على الأقل.
واستأنف دونالد ترامب الجهود الرامية إلى الحد من الخسائر من المدنيين، حتى ألغى أمر "أوباما" الرسمي بالإبلاغ عن الوفيات بين المدنيين بسبب الطائرات بدون طيار خارج مناطق الحرب.
وتعتقد الصحيفة الأمريكية أن الصاروخ "R9X" قد استخدم خمس أو ست مرات حول العالم، وفقاً لذلك التقرير، في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والصومال.
ولكن لا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل كما لم يستجب مسؤولو الشؤون العامة بوزارة الدفاع الأمريكية لطلبات التعليق على تلك الأرقام.