قالت شبكة CNN الأمريكية، إن عصابة من الكاثوليك استهدفت عربة ومتاجر مملوكة لمسلمين في سريلانكا، ما تسبب في انتشار أعمال عنف، حتى تدخلت السلطات الكنسية، التي طالبت الجميع بالهدوء وعدم ارتكاب أية أعمال عدائية أخرى ضد المسلمين.
أعمال شغب تطال ممتلكات للمسلمين في سريلانكا
وحسب تصريحات لمصدر عسكري، نقلتها شبكة CNN الأمريكية، فإنَّ أعمال شغب بسيطة اشتعلت، الأحد 5 مايو/أيار 2019، في قرية بوروتوتا، قرب مدينة نيجومبو، عقب وقوع خلاف بين سائق "توك توك" مسلم، ومجموعة من الكاثوليك، الذين أرادوا تفتيش المركبة.
وقال المصدر الذي رفض البوح عن هويته، إنَّ الخلاف حول التوك توك تفاقم إلى عنف، واندفع عشرات المشاغبين إلى الشوارع في تلك الليلة، مضيفاً أنَّ النيران أُضرِمَت في المركبة، وهوجم كذلك متجران مملوكان لمسلمين.
وصرح المتحدث باسم الشرطة السريلانكية روان جوناسيكيرا، في مؤتمر صحفي، الإثنين 6 مايو/أيار، بأنَّ مجموعتين من الأفراد المخمورين هم المسؤولون عن الشغب.
وأضاف جوناسيكيرا أنَّ أعمال العنف اللاحقة أدت إلى الدفع بقوات شرطة إضافية إلى القرية الساحلية، وفرض حظر تجول يوم الأحد الماضي.
ما دفع الحكومة للإعلان عن تعويضات ستكون للمسلمين
حيث قال رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكريمسينغ، في بيان، إنَّ الحكومة ستعوض الأفراد الذين خسروا ممتلكات لهم، نتيجة الاشتباكات التي اندلعت يوم الأحد.
وظهر في فيديوهات عن الواقعة، اطلعت عليها CNN، شوارع المدينة الساحلية وهي مليئة بالرُّكام، وعدد من الرجال يلوحون بالعصي.
الكاردينال مالكولم رانجيت، مُطران مدينة كولومبو، ألقى باللوم في هذه الواقعة على الثمالة ودعا لغلق محلات الخمور في المنطقة.
ووفقاً لوسائل الإعلام الرسمية في سريلانكا، قال الكاردينال: "حين يكون الناس تحت تأثير الكحول يتصرفون أحياناً بطريقة أسوأ من الحيوانات".
وأضاف: "بغض النظر عن أعداد الوفيات، أوصى الناس بالتزام الهدوء وضبط النفس. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر قادة الدين الإسلامي والبوذي والهندوسي، إذ يحاول بعض الأشخاص التحريض على الكراهية المجتمعية لإثارة صدامات دينية".
ويتخوف قادة المجتمع الإسلامي والمسيحي من اندلاع أعمال عنف أخرى
حيث أعرب قادة المجتمعين الإسلامي والمسيحي عن مخاوفهم من اندلاع مزيد من أعمال العنف في أعقاب هجمات الأحد، التي خلَّفت ما يزيد على 250 قتيلاً و500 جريح.
وفي مدينة نيجومبو، قُتِل أكثر من 100 مصلٍّ بعدما دخل مفجر انتحاري إلى كنيسة سانت سباستيان في عيد الفصح. واتهمت السلطات جماعة التوحيد الوطنية المتشددة، التي أعلنت تأييدها لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بالوقوف وراء الهجوم.
يُشار إلى أنَّ المسلمين والمسيحيين يشكلون أقليات صغيرة في سريلانكا، التي ينتمي غالبية سكانها للبوذية. وفي الماضي، تعرَّضت الجماعتان لضغوط من الجماعات البوذية المتشددة؛ لذا بطبيعة الحال عملت معاً لنشر انسجام أفضل بين المجتمعات.
وقال رانجيت: "أدعو الكاثوليك أن يكفوا أيديهم عن المسلمين، فهم ليسوا مَن ارتكب الحادثة، لكن من يقفون وراء الهجوم هم أشخاص مُضللون تلاعبت بهم قوى دولية لتحقيق أغراضها السياسية. ووفقاً لتعليمات ديننا لا يجب أن نؤذي أي شخص".
ومنذ عيد الفصح، نُشِرَ جنود من الشرطة والجيش في العديد من الكنائس والمساجد في سريلانكا؛ وذلك نتيجة مخاوف من اندلاع المزيد من أعمال العنف الإرهابية أو هجمات انتقامية.
وأخبر قادة مسلمون في أنحاء سريلانكا، شبكة CNN، كيف حاولوا مراراً تحذير السلطات حول احتمالية تنامي العنف المتشدد داخل المجتمع، بما في ذلك الخُطب الوعظية لزهران هاشم، الذي يُزعَم أنه العقل المدبر وراء هجمات أحد الفصح.