نقل موقع شبكة CNN الأمريكية صوراً لعمود الدخان الناتج عن إطلاق الصواريخ الجمعة 3 مايو/أيار 2019 من جانب كوريا الشمالية، وهي على الأرجح صواريخ قصيرة المدى، حسبما أوضحت مجموعة حللت الصورة.
قال جيفري لويس، مدير برنامج شرق آسيا لمنع الانتشار النووي في معهد ميدلبري: "موقع الإطلاق، ومظهر الدخان الكثيف للعادم، والحقيقة التي تقول إنه كان هناك عمود دخان واحد، تشير جميعها إلى أنه كان الصاروخ الباليستي قصير المدى الذي أظهرته كوريا الشمالية في حملتها الدعائية".
أمدَّ معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري شبكة CNN بصور لعمود الدخان.
ويقول مسؤول أمريكي للشبكة أن تحليلاً سابقاً يقول إن عمليات الإطلاق "تبدو أنها لقاذفة الصواريخ المتعددة، وأيضاً ما يحتمل أن يكون صاروخاً باليستياً قصير المدى".
رسالة تحذيرية للولايات المتحدة!
ويشكل اختبار الصواريخ، وهو الأول لكوريا الشمالية منذ 2017، رسالة تحذيرية واضحة تلمح إلى إحباط القائد كيم جونغ أون من وضع المحادثات بين بلاده والولايات المتحدة، التي وصلت إلى حالة جمود منذ أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قمة فيتنام في شهر فبراير/شباط 2019.
وتأتي عمليات الإطلاق خلفاً لاجتماع دافئ بين كيم والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أقل من أسبوعين، ويُحتمل أنه يبعث رسالة بأن مزيداً من الاختبارات ستأتي، حسبما قال لويس.
أوضح لويس أن الكوريين الشماليين بدأوا في إطلاق وابل من القذائف قصيرة المدى بدءاً من حوالي الساعة التاسعة وست دقائق صباح السبت 4 مايو/أيار 2019 (أي الثامنة وست دقائق من صباح الجمعة 3 مايو/أيار 2019، حسب التوقيت الشرقي للولايات المتحدة).
وبعد حوالي العاشرة صباحاً، أطلقت بيونغيانغ قذيفة أخرى. اُلتقطت صورة الإطلاق وعمود الدخان الذي خلَّفته عن طريق شركة Planet Labs، التي تعمل مع معهد ميدلبري.
وأخبر لويس شبكة CNN قائلاً: "هذه قذيفة نادرة الحدوث". وأضاف أن الصاروخ "أُطلق تقريباً في هذا التوقيت"، وأن الصورة قد تكون اُلتقطت "في غضون ثوان معدودة، أو ربما دقائق معدودة".
أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال حديثه إلى برنامج This Week الذي يُعرض عبر قناة ABC News، أن القذائف كانت "قصيرة المدى نسبياً"، وأنها "سقطت في المياه شرق كوريا الشمالية ولم تمثل تهديداً على الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية أو اليابان".
المفاوضات كلها باءت بالفشل.. إلا أن بومبيو لا يزال متفائلاً
وصلت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إلى طريق مسدود في الوقت الذي تطالب فيه بيونغيانغ برفع العقوبات قبل أن تبدأ في نزع السلاح النووي، فيما تصر الولايات المتحدة على تخلي بيونغيانغ عن سلاحها النووي قبل تخفيف أي ضغوط اقتصادية.
بعث بومبيو برسالة إيجابية عبر قناة ABC قائلاً: "لا نزال نعتقد أن هناك فرصة [لإنجاز] عملية نزع سلاح مُحققة"، وأن الجانب الأمريكي يأمل في "إمكانية عودتنا إلى الطاولة والوصول إلى الطريق لنمضي قدماً". وأضاف كبير الدبلوماسيين الأمريكيين أن الولايات المتحدة لا تزال تتحدث مع ممثلين للنظام منذ فشل قمة هانوي.
اجتمع بومبيو بمسؤولين أمنيين بارزين لمناقشة عمليات إطلاق أمس الأول السبت. وكان من المخطط أن يسافر المبعوث الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية ستيفن بيجون -وهو المدير التنفيذي السابق لشركة Ford للسيارات- إلى اليابان الأحد 5 مايو/أيار 2019 لعقد اجتماعات.
كوريا الشمالية تستفز الجارة كوريا الجنوبية
تعهد كيم بعدم إطلاق صواريخ باليستية طويلة المدى عابرة للقارات، لذا فإن عمليات الإطلاق لا تنتهك خطاب اتفاقه مع ترامب، لكنها تنتهك تفاهماً توصلت إليه كوريا الشمالية مع الجارة الجنوبية لوقف إطلاق الصواريخ باعتباره إجراءً لبناء الثقة بين الطرفين.
يرى لويس مقارنة تاريخية مع تعهدٍ قطعته كوريا الشمالية بإعلان وقف اختبارات الصواريخ طويلة المدى في بدايات العقد الماضي واستمر لسنوات عديدة. عندما خرقت بيونيغانغ هذا الوقف في 2006، بدأت باختبارات الصواريخ قصيرة المدة التي لم تخرق من الناحية التقنية الاتفاق.
قال لويس: "لكنه تحذير. آنذاك وصلت المحادثات إلى طريق مسدود مثل الآن. أجروا اختبار صواريخ قصيرة المدى، وفي يوليو/تموز أجروا اختباراً كبيراً" مستخدمين صاروخ تايبودونج 2 طويل المدى. وأضاف: "هذه خطوة كلاسيكية بدرجة ما من جانبهم بأن يبدأوا بشيء صغير ويشقوا طريقهم صعوداً. إنه تحذير بأن المزيد سيأتي".
بالرغم من احتمالية تصاعد التوترات، دافع بومبيو عن مفاوضات الرئيس على شاشة ABC قائلاً: "هذا هو الرئيس الذي فرض أشد العقوبات في العالم على كوريا الشمالية"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تواصل ممارسة الضغط".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة عليها أن "تبذل حتى النهاية كل الجهود الدبلوماسية التي لدينا" لتحقيق نزع السلاح والقيام بذلك "بدون استخدام القوة".
وأوضح بومبيو: "نواصل العمل على ذلك".
وعندما سُئل عن التقارير التي تقول إن مفاوضي كوريا الشمالية المشتركين في قمة فيتنام الفاشلة أُعدموا، قال بومبيو: "ليس لدي أي شيء لأضيفه إلى ذلك هذا الصباح"، لكنه اعترف بأنه قد يضطر للتفاوض مع أشخاص آخرين في حالة المضي قدماً.