توصّلت الفصائل الفلسطينية في غزة مع إسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بحسب ما أعلنت قناة تابعة لحركة "حماس" نقلاً عن مصدر لم تسمّه.
وقال "أبو مجاهد البريم"، الناطق باسم "لجان المقاومة الشعبية" في تصريح أصدره، أن "جهودا مصرية وأممية نجحت بالتوصل لوقف إطلاق النار، ودخل حيز التنفيذ صباح الإثنين 6 مايو/أيار 2019، أول أيام شهر رمضان المبارك.
وفيما لم تؤكد إسرائيل حتى اللحظة معلومة وقف إطلاق النار، إلا أن مسؤولا إسرائيليا، يشارك في محادثات وقف إطلاق النار مع الفصائل، كان قد ذكر مساء الأحد، لهيئة البث الرسمية، إنه تم "إحراز تقدم في الجهود المبذولة للتوصل لاتفاق تهدئة".
هدوء نسبي في القطاع بعد وقف إطلاق النار
كما نقلت وكالة الأناضول عن مراسلها في غزة قوله، أن هدوءا نسبيا، يسود القطاع في هذه الأثناء، حيث توقفت أصوات الانفجارات التي كان يسمع دويها طوال اليومين الماضيين.
وشهد قطاع غزة منذ صباح السبت 4 مايو/أيار، تصعيدا عسكريا بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حيث شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية ومدفعية عنيفة على أهداف متفرقة في القطاع، فيما أطلقت الفصائل بغزة رشقات من الصواريخ تجاه جنوبي إسرائيل.
وقتلت إسرائيل بغاراتها 25 فلسطينيا وأصابت 150 آخرين.
وعلى الجانب الآخر، قُتل 4 إسرائيليين، وأصيب 130 على الأقل معظمهم بالصدمة، جراء الصواريخ الفلسطينية التي أطلقت من قطاع غزة.
ويبدو أن إسرائيل صعّدت من وتيرة عدوانها على غزة في محاولة مكشوفة لتهيئة المسرح لصفقة القرن التي سيعلن عن تفاصيلها عقب شهر رمضان والتي تنتقص كثيراً من حقوق الشعب الفلسطيني.
وهدف إسرائيل واضح ومحدد فلن تتوقف عن العدوان حتى تحقق ما ترمي إليه بالتسليم التام للصفقة التي يرفضها جميع المعنيين بها من أبناء الشعب الفلسطيني بمن فيهم حركة فتح.
قصف واسع
على مدار يوميْن اثنين، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات على 320 هدفاً قيل إنها لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في مناطق متفرقة من القطاع، بحسب بيان صدر عن الجيش.
الغارات الإسرائيلية، التي وصفها سكان قطاع غزةبـ"العنيفة"، استهدفت مبانٍ مدنية وسكنية وتجارية وورش حدادة، ومؤسسات إعلامية، وأراضٍ زراعية، إلى جانب المواقع العسكرية.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان إن "الجيش الإسرائيلي دمّر نحو 18 مبنىً ومنزلا بشكل كامل، كما استهدف 10 منازل أخرى ومحيطها بالصواريخ".
وأضاف:" تعرّضت 58 وحدة سكنية للهدم الكلي، و310 وحدة للضرر الجزئي، إلى جانب وجود ضرر طفيف لمئات المنازل".
وأوضح أن قصف طال المقر الرئيس لجهاز الأمن الداخلي، ومكتب الأمن والحماية التابع لمنزل مدير قوى الأمن الداخلي توفيق أبو نعيم وسط قطاع غزة، ومقر الشرطة العسكرية الـ17 .
كما استهدف الجيش الإسرائيلي مسجد "المصطفى" بمخيم الشاطئ، ونحو 6 ورش حدادة بحيّ الزيتون والشّجاعية، شرقي غزة، بحسب البيان، الذي وثّق أيضاً "استهداف موانئ الصيادين في مدينة غزة ومدينتي خانيونس ورفح (جنوب)، وقصف سيارتين و4 دراجات نارية، و2 دراجة نارية تجر عربة (تكتك)".
كما قصف الجيش الإسرائيلي 40 أرض زراعية ما تسبب بإصابة عشرات الدفيئات بأضرار مختلفة.، بحسب البيان.
وذكر البيان أن المقاتلات الحربية استهدفت 24 موقعا عسكريا للتدريب، وأكثر من 18 مرصد (برج مراقبة) تتبع للفصائل الفلسطينية.
ومن جانب آخر، دمّر الغارات الإسرائيلية خلال التصعيد نحو 5 مؤسسات إعلامية كانت متواجدة في المباني التي تمّ استهدافها، من بينها مكتب وكالة الأناضول التركية.