ردَّت رابطة العالم الإسلامي على ما نشره حساب "إسرائيل بالعربية" التابع لـ "الخارجية الإسرائيلية"، على "تويتر"، عن زيارة أول وفد يهودي للمملكة بناء على دعوة الرابطة، في 2020.
وقالت الرابطة، السبت 4 مايو/أيار 2019، إن الزيارة المرتقبة للسعودية، مطلع 2020، "ليست لوفد ديني خاص، ولكن أمريكي مستقل متنوع دينياً، ومهتم بقضايا اللاجئين السوريين والمجازر ضد الروهينغا".
وأوضحت الرابطة على حسابها الرسمي بموقع "تويتر"، أن "المتحف الوثائقي لتاريخ الهولوكوست (مقره في واشنطن) المدعو من الرابطة للزيارة في ضيافتها، يتعلق بوفد أمريكي مستقل ومتنوع دينياً"، بحسب قولها.
وأضافت أنها "ثمنت اهتمام الوفد بعدد من القضايا داخل متحفه (أقيم مؤخراً بواشنطن)، منها قضيتا اللاجئين السوريين والمجازر ضد الروهينغا". وتابعت: "لا علاقة للزيارة مطلقاً بأي اتفاقية موقعة شاملة لوفد ديني خاص زائر".
وكانت الخارجية الإسرائيلية قالت على حسابها "إسرائيل بالعربية"، الجمعة 3 مايو/أيار 2019، إنه "للمرة الأولى، سيزور وفدٌ يهوديٌّ السعودية، بناء على دعوة من رابطة العالم الإسلامي، حسبما أعلن الأمين العام للرابطة الشيخ السعودي محمد بن عبدالكريم العيسى، الذي قال إن الزيارة ستقام في يناير/كانون الثاني 2020".
ويأتي تعليق الرابطة على ما نشره حساب "إسرائيل بالعربية" في التغريدة، بعد انتشار مقطع فيديو يحمل تصريحات للعيسى عن "الهولوكوست"، قال فيها: "لا يمكن إطلاقاً إنكارها ولا التقليل من شأنها، أردنا أن نقول كلمة الحق تجاه هذه الجريمة النازية البشعة، وسنكون ضد أي فكر أو نظرية تنكر هذه الجريمة".
وأضاف العيسى: "هي قيمنا الإسلامية والإنسانية التي دفعتنا إلى هذه الزيارة (لم يوضح طبيعتها)، وسيزورنا وفد من الهولوكوست في المملكة بدعوة من رابطة العالم الإسلامي، وباستضافتها".
ولم يتسنَّ لـ "عربي بوست" التأكُّد من صحة الفيديو الذي انتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الفيديو تعرض لعملية تقطيع في المونتاج، كما لم يتضمن توضيح الرابطة أي تعليق حول الفيديو الذي كان العيسى قد ظهر به.
و "الهولوكوست" مصطلح استُخدم لوصف حملات حكومة ألمانيا النازية وبعض حلفائها، بغرض الاضطهاد والتصفية العرقية ليهود في أوروبا، إبان الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945)، بحسب ما تقوله إسرائيل، التي حصلت لاحقاً على تعويضات ضخمة من دول أوروبية على خلفية ذلك.
انخراط رجال الدين في حملة التطبيع مع إسرائيل
وفي عام 2017، زار محمد بن عبدالكريم العيسى متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة، وأعلن أن إنكار الهولوكوست جريمة ضد الإسلام.
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي خلال مأدبة عشاء أقامها بمشاركة السفراء العرب المعتمدين لدى فرنسا، دعا الحاخام موشيه صباغ، حاخام كنيس باريس، لحضور هذه المأدبة، وكان اليهوديَّ الوحيدَ هناك.
ورابطة العالم الإسلامي، ومقرها في مكة، هي منظمة غير حكومية تمولها المملكة العربية السعودية، وتؤكد أن الهدف منها تشجيع الحوار بين الأديان.
ويبدو أن رجال الدين بالسعودية انخرطوا في حملة "التطبيع" مع إسرائيل، التي انطلقت بزيارة مسؤولين من تل أبيب لبعض الدول العربية، خاصةً الإمارات.
وكان ستيفان لاكروا، الباحث الفرنسي والخبير في الشأن السعودي، قال في حديث سابق مع "عربي بوست" إن المؤسسة الدينية الرسمية وعلماءها "لا يمكن أن نتوقع منهم أي نقد للنظام، لكننا نرى معظمهم صامتين تماماً إذا لم يعجبهم شيء، وهذا هو أقصى ما يمكنهم فعله، لأن عقيدتهم وما يدينون به لا يسمحان لهم بما هو أكثر من الصمت".
وأضاف أن "أحد أكبر التحديات أمام محمد بن سلمان ليس الإبقاء عليهم صامتين، ولكن إقناع أكبر عدد ممكن منهم بتأييده علناً، وهذا يمكن أن نراه في بعض العلماء مثل محمد بن عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، أو أشخاص أكبر سناً مثل عبدالله المطلق، عضو هيئة كبار العلماء. وأنا أعتقد أن بقاء العلماء صامتين يمثل مشكلة للمملكة، وأعتقد أن محمد بن سلمان يريدهم أن يؤيدوه علناً".