الدودة ليس لها أذرع أو أرجل أو عيون، وهناك ما يقرب من 2700 نوع مختلف من ديدان الأرض، منها الديدان المعوية والديدان الأسطوانية وغيرها.. وفي فدان واحد من الأرض، يمكن أن يكون هناك أكثر من مليون دودة على الأرض.
والأعراض العامة للديدان عندما تصيب الإنسان تتمثل في فقدان الشهية والغثيان والإسهال وآلام البطن، ويجب أن يسرع الشخص المُصاب في علاج الديدان حتى لا تتطور إلى مشاكل صحية أخرى خطيرة،
تعيش أغلبية الديدان حيث يوجد الغذاء والرطوبة والأوكسجين ودرجة الحرارة المناسبة. وإذا لم تتوافر لديها هذه الأشياء، فستذهب إلى مكان آخر.
هناك بعض الديدان التي تتمتع بقدرات مذهلة، فيمكن لبعض الديدان أن تأكل بدون أفواهٍ، وأن تتحكم في أنواع أخرى وتدفعها للانتحار، بل يمكن أن تكون أنواع معينة هي الحل لأزمة النفايات البلاستيكية في العالم.
هيا نتعرف على بعض القدرات المذهلة للديدان.
ديدان الأرض على المريخ
في عام 2017، كانت هناك أبحاث لمعرفة ما إذا كان بإمكان ديدان الأرض البقاء على قيد الحياة على كوكب المريخ، في محاولة للاستفادة من فوائد الديدان في جعل الكوكب الأحمر أكثر خصوبة.
قام العلماء باستخدام نماذج تحاكي تربة المريخ طوّرتها ناسا وأضافوا إليها نبات الجرجير Rucola والسماد الحيواني وديدان الأرض ليجدوا أن الديدان قد بدأت بالنمو وتكوين عائلة جديدة.
ويقول الباحث البيولوجي ويجر واملينك، من مركز أبحاث وجامعة فاغننغن في هولندا: "من الواضح أن السماد قد حفّز النمو، خصوصاً في نماذج تربة المريخ، كما شاهدنا أن الديدان كانت في حالةٍ نشطةٍ، إلا أن المفاجأة الأفضل أتت في نهاية التجربة حين عثرنا على اثنتين من الديدان الصغيرة في نماذج التربة المريخية".
إن نماذج التربة المريخية أداةٌ هامةٌ فعلاً لتجربة العديد من الأشياء قبل إرسال بعثات للمريخ، فيمكن استخدامها لمعرفة تأثير التربة على العربات الآلية معدات التعدين والبدلات الفضائية.
طورت ناسا هذه التربة بناءً على بياناتٍ استُخلصت من المركبات السيّارة Rovers التي سارت على سطح المريخ أو المركبات المدارية Orbiters، وتركيبها قريبٌ جداً من تركيب المواد على المريخ وذلك بناءً على المعلومات المتاحة.
ديدان تسيطر على عقول كائنات أخرى وتتحكم بها
قام العلماء مؤخراً بالتقاط الصور الأولى التي تُظهر دودة "lancet liver fluke" المسيطرة على العقل وهي تعمل داخل رأس نملة.
تبدأ الدودة حياتها كبيوض يعيش في روث الأغنام والماشية، وعندما يأكل الحلزون هذه الفضلات فإن البيوض يتجمع داخل أمعاء الحلزون، وتفقس اليرقات.
بعد ذلك يتم طرد الدودة الطفيلية عبر الكرة الوعائية الحلزونية لتأكلها نملة.
تتكاثر إحدى الديدان المفلطحة داخل دماغ النمل وتتولى فعلياً السيطرة على سلوك النمل العاجز، وتبقى بقية الديدان الطفيلية في بطن النمل.
تقوم الدودة بتوجيه النملة للتحرك إلى أعلى "شفرة" العشب في الليل وتظل هناك حتى الصباح، وبذلك تكون النملة سهلة الافتراس من قبل الحيوانات الأخرى.
وبهذا تصل الدودة المتطفلة إلى مضيف أكبر حيث يمكن أن يتكاثر هناك.
تمكن العلماء من فهم كل هذا عندما نظروا داخل رؤوس وأجسام النمل المُصاب باستخدام تقنية تسمى التصوير المقطعي المحوسب تجمع هذه الطريقة بين الفحص المجهري والتصوير بالأشعة السينية لتصور الهياكل الداخلية للأجسام الصغيرة بأبعاد ثلاثية، وبتفاصيل مذهلة.
ديدان بدون فم أو أمعاء
لفترة طويلة تساءل العلماء كيف تعيش دودة باراكاتينولا (Paracatenula) في قيعان البحار الرملية على الرغم من أنها بدون فم وأمعاء وفتحة إخراج، وكلها بالطبع أعضاء لازمة لتناول الطعام ومعالجته وطرد الفضلات.
تمكّن فريق دولي من الباحثين من معهد ماكس بلانك للميكروبيولوجيا البحرية في بريمن من الوصول لشكل العلاقة التكافلية الفريدة بين دودة باراكاتينولا (Paracatenula) وبكتيريا ريجيريا (Riegeria) التي تعيش داخلها وتؤمن لها كافة احتياجاتها، ووجدت هذه العلاقة التكافلية منذ ما يزيد على 500 مليون سنة.
تمكنت تلك البكتيريا من تزويد الدودة المضيفة بكل ما تحتاجه لتتمكن من البقاء على قيد الحياة، حيث تشغل ما يقرب من نصف كتلة الدودة، وتملأ تجويف الجسم الرئيسي لها.
تستغل البكتيريا الطاقة الكيميائية في عملية "التخليق الكيميائي" وتقوم فيها بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مركبات عضوية باستخدام الطاقة من كبريتيد الهيدروجين، وهو مركب شائع في الرواسب، وبذلك تؤمن الدهون والبروتينات والسكريات والأحماض الدهنية والفيتامينات.
تستهلك البكتيريا أيضاً نفايات الدودة، ما يلغي الحاجة إلى فتحة لخروج الفضلات.
حل لأزمة البلاستيك
أعلن العلماء أن أزمة تلوث الأكياس البلاستيكية العالمية يمكن حلها عن طريق دودة الشمع القادرة على تناول المواد البلاستيكية بسرعات عالية.
وصف الباحثون قدرة الدودة الصغيرة على تحطيم حتى أصعب أنواع البلاستيك على أنها "مثيرة للغاية"، وقالوا إن الاكتشاف يمكن تصميمه ليصبح حلاً صديقاً للبيئة، وذلك لأنه يستخدام حوالي تريليون كيس بلاستيكي في جميع أنحاء العالم كل عام، يجد عدد كبير منها طريقه إلى المحيطات أو يتم التخلص منهم في مكب النفايات.
دودة الشمع لها قدرة ملحوظة على تحليل المواد المعقدة في البلاستيك، فهي تستطيع أن تأكل مادة البوليثين، وهي مادة في البلاستيك يَصعُب تفكيكها.
هذه الدودة عادة ما تعيش في خليات النحل، واكتشفت قدرتها العجيبة على استهلاك البلاستيك بالصدفة، وذلك عندما قامت عالمة الأحياء فيديريكا بيتروكيني بتنظيف خلية نحل لديها، حيث قامت بنقل الطفيليات إلى كيس بلاستيكي لفترة مؤقتة، وعندما عادت إلى الكيس البلاستيكي، وجدته ممتلئاً بالثقوب، ما يعني أن الديدان قامت بالتهامه!